صراحة نيوز – بقلم م مدحت الخطيب
لن ننصب أنفسنا قضاة ولن نمسك للناس مِقْصَلَةٌ أو نحاكم الناس على نواياهم ولكن صدقوني أن فاسدين كثر يستكثرون على الوطن والمواطن الغلبان يوم فرح تعود به الحقوق الى اصحابها…
نعم انهم انتهازيون بإتفاق الأدلة وتوافقها ، يتسللون إلينا ويقدمون أنفسهم فى ثياب الناصحين، كمستثمرين واصحاب مال واعمال ، بل إن بعضهم أصبح يقدم لنا نظريات فى محاسبة الفاسدين ، ويطالب بالتطهير والمكاشفة، ونسي نفسه، يقدمون رؤى عميقة للمشكلات، وحلولًا عبقرية، بينما في حقوق العباد تجده بليدًا وعاجزًا مستهترا و آكل حقوق ، لا بل متورطًا في قضايا لا حصر لها إلا من رحم ربي…
طبيعة الكثير من شركات المساهمة العامة أصبحت تسير على نهج صحيح لا تقسم، ومقسوم لا تاكل، وكْل حتى تشبع، وأن ما هو مطروح فى العلن من كلمات ضخمة واستثمارات ، وحديث عن المبادئ والاقتصاد والقيم العليا شىء، وما هو واقع شيء آخر…
في هذا الزمان تحولت الكثير من هذه الشركات والمؤسسات عن مسارها ، فهي اما شركات تنفيعات لأصحاب المعالي والسعادة والعطوفة والرخاء وابنائهم ، واما شركات منهوبة بأيدي ثلةٌ تنكرت للوطن والمواطن فسرقت الأخضر واليابس..
صدقوني لو طُبقت إرادة حب الوطن وطُبق القانون على الجميع لن نجد فاسدًا ، ولا لصًا يجادل فى كون السرقة أمرًا مستهجنًا، ولا انتهازيًا يمدح الانتهازية.
لماذا نقول هذا؟!؟؟؟ لأنكم وبصدق أصبحتم تعاقبون الشركات العامة والمساهمين بذنب ارتكَبَه غيرهم ..
مع أنكم من أرخى لهم الحبل على الغَارِبُ حتى طال طغيانهم وكبر وتضخم فسادهم ….
قصة الفساد لن تنتهي ما دام الفاسد يجد من يساعدة في كل مكان..
لماذا نقول ذلك ؟؟؟ منذ أشهر ابْتُلِيتَ بمرض العمل العام و الدفاع عن حقوق المواطنين فوجدت الحال لا يختلف كثيرا عن الابتلاء الذي لازمني منذ15عام في النقابات المهنية، فالغطاء واحد والحال له الف عنوان وعنوان..
تم انتخابي عضو مجلس إدارة لأحد شركات المساهمة العامة وأُقسم أن هدفي ما كان إلا الإصلاح ما استطعت لاجد العجب العجاب..
قوانين مطاطة ورقابة ركيكة وقد تكون متخاذلة مع البعض فأصبح من يدير الدفة يسرح ويمرح دون حسيب أو رقيب..
والمضحك المبكي عندما تنطلق الأيادي البيضاء لإعادة الحقوق الى اصحابها تجد حاجزا منيعا يضيق عليهم الطريق أولهم ما يسمى بحق الدولة التي غابت عن محاسبتهم بحكم عدم وجود الأدلة الدامغة والتسلسل في التقاضي عبر السنين…
صدقوني أن الكثير من المعارك التي نراها اليوم على الشاشات، أو مواقع التواصل، ظاهرها الحرص على الوطن، وباطنها المنافسة للبحث عن مكان بجوار السلطة ….
حتى أصبح في حب الوطن عنوان للمنافقون «عابرون لكل الأنظمة»، يمتلكون قدرات على البقاء والفوز، والعيب ليس عيبهم، لكنه عيب المواطن والتشريع الذى مازال يسمح لهؤلاء الفاسدين بالفوز، والوصول إلى صنع القرار…
لايكفى أن نتحدث عن مواجهة الفساد، بل الأهم هو اختراع كل القوانين التى تمنع الفساد من التمدد وان لا يتحول إلى ظاهرة يتقبلها الجميع ذات يوم وهنا يكمن الخطر الحقيقي….
لذلك أكتب وسأكتب لأن لا وطن لي إلا الأردن..
وسأبقى أردد ما حييت ما زال على أرض الأردن الطهور ما يستحق العمل والبناء والإنجاز وستظل يا وطني سراً بين الورق وقلبي سيقرأونك سطراً وانت بداخلي رواية لا تنتهي..
حمى الله الاردن وأهله من الوباء والبلاء ومن جهل الجاهلين وفساد الفاسدين..