صراحة نيوز – بقلم د عبدالكريم الشطناوي.
أمركزية؟؟وإلا لامركزية؟؟ لقد قام الأردن بإنشاء بلديات كبرى وذلك بضم بلديات صغرى قريبة من بعضها البعض.
وقد سوقت الفكرة وعمل لها هليلة وطنبقة وزنبقة وزفة وهاتيه ووديه وأنها صرعة موضة ستريح المواطن من روتين العمل وتسهل الإجراءات عليه.
فكانت فكرة اللامركزية على الصعيد النظري ما أجملها،وقد عملت من البحور مقاثي وانطلت الحيلة على الناس،وكانت زي حرامي القهقهة.
ولكن يا حسرة يا فرحة ما تمت،وذاب الثلج وظهر ما تحته،وقد تبين كل ذلك من خلال التعامل على صعيد الواقع،فقد وجدنا وين الطق للنجر،وجدنا شريعة الغاب،فصار مركز البلدية يوكل كل تحويشة عمر فروع البلدية وبدون فائدة.
وصار البلديات الصغرى أحرث وأدرس لبطرس،أي لمركز البلدية الذي يتبع سياسة حنتش بنتش ومن البلديات الصغرى ينتش.
فمثلا عند حصولك على براءة ذمة،فمن البديهي
أن تحصل عليها من منطقتك التي تتبعها وهي مؤهلة لذلك خاصة وأن طاقمها الإداري والفني والمالي متكامل.
فعندما تذهب إليها فإنها فتحيلك إلى مركز البلدية،
فتدخل في دويخة توقيعات عددها(٧) سبعة تواقيع وسبعة أختام، تتنقل من غرفة لغرفة
ومن طابق لطابق،ودفع الفلوس وهو الأهم.
وبعد أن تنهي هذه الرحلة تعود إلى مدير منطقتك ليوقع التوقيع الأخير..
والمفاجأة الكبرى أنك تؤدي هذه الرحلة بعمل روتيني طالعا نازلا بين الطوابق،ويا بختك إن
كان لديك وجع بالركب،
والمصاعد بوجهك للزينة فقط ولا تعمل إلا للخلص ويا نقى عيني.
ويبقى السؤال:
وبعد دومة الجندل هذه ودويخة روتين التوقيعات ومن هون وهناك،هل هذه اللامركزية؟؟؟
وإن كانت لامركزية ما الفرق بينها وبين مركزية؟
الجواب عندي:
الفرق بين المفردتين هو
أن الأولى لا وجود للا فيها
والمحصلة أن البلديات ليست لامركزية وإنما هي مركزية المركزية بجدارة،،
وأستميحكم عذرا إن قلت بأعلى صوتي:
حلوا عنا بهذه اللامركزية
وأرجعوا كل منطقة الى وضعها الأول:
بلا هيلمات وهيلمان وصولجان وضحك على الذقون،واستحوا على مكبر المواطن وجرجرته من مكان لمكان،على شغلة مش حرزانة….
وخلوا فلوس كل منطقة
لها حتى تلملم حالها
وتتمكن من تحسين وضعها.
وأستغفر الله العظيم…