البوابةُ الشرقيةُ .. هَامَةُ الأمة العربية

16 يونيو 2019
البوابةُ الشرقيةُ .. هَامَةُ الأمة العربية

صراحة نيوز – بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه

البوابة الشرقية ، هَامَةُ الأمة العربية ، التي كانت تطاول السحاب عِزة وشموخاً ، ومكانة ورسوخاً ، العراق الذي كان عظيماً ، اليوم جريحاً كسيراً ، عاث به الاعداء قتلاً وتدميراً ، تجمّعوا ، ونسّقوا ، وخطّطوا ، واتفقوا عليه مع انهم لم يسبق ان اتفقوا ، وأجهزوا عليه ، ونفذوا كل مخططاتهم ، وأطاحوا به تقتيلاً وتدميراً ، ما ملّوا ، ولا وهنوا ، غدروا به ، لِيَسْهُلَ عليهم الغدر بالعرب فرادا ، ونجحوا ، واستباحوا ، الوطن العربي ، الشامخ الأبي في سابق أيامه ، المستسلم ، المُطيع ، الرضي ، رضى وقبول واستسلام وطاعة المغلوب

المقهور ،المنهزم ، هُزم العراق ، وسُلِبَ ، ونُهِبَ ، وأصبح ساحة مستباحة ، لا بل ساحة آمنة لاعداء الأمة ، فغيروا مفاهيمه ، ولوثوا تربته وسمائه ، وشوهوا حتى فضاءاته ، وأسقطوا كل قيمه وعاداته ، ونهبوا كل خيراته ، وثرواته ، وغيروا الكثير من قناعات أهله وسكانه ، فأصبح وجهه شاحباً ، غاضباً ، ممتهَناً ، مهيض الجناح ، لو بامكانه ان ينطق لباح ، وأفصح عن كل مواجعه ، وإشتكى من ضياع عروبته ، وإنتزاع نخوته .

العراق العروبي ، السند لكل عربي ، وبغداد ، حاضرة الأمة ، التي كانت تتسنم القمة ، هل يمكن ان تنهض يوماً ، بعد هذا الدمار ، الذي طال البشر ، وقتل الشجر ، ولوث الحجر ، نخل العراق الذي كان باسقاً ، مات واقفاً ، عزة وشموخاً ، وقهراً للعدو ، وترسيخاً لمبدأ ان باسقات النخل تموت واقفة ولا تنحني ، حتى لا يلامسها كل محتل ، ساقط ، دنيء .

هل يمكن ان نأمل ان يعود العراق الى أمته ، ويتصدر المشهد ، ويلعب الدور ، ويقوم بواجباته القومية ، وينفض عنه غبار البَلية ، وأهل العراق ، الذين لم يلوثوا ، السادة النُجب ، هل يستعصي العراق على كل غدار ، له مأرب ، ويعود صخرة صامدة ، عراقنا العظيم أفتديك بأبي أنت وأمي ، هل تنهض ، وتحول ساحتك لتصبح ساحة لكل العرب ، وتزأر ، كلأسد الهصور ، بوجه كل عدو كاذب ، خَرِبِ، وتزيل عنك كل تعابير القهر والكرب ، وتتحول تعابير وجهك التعبِ ، وتتجهم في وجه كل غادر ، فترتعد فرائصه خوفاً ، وجبناً ، من نهوض المارد المجيد العربي .

الاخبار العاجلة