الملك وضع الكرة في ملعبنا ..فهل نخذله..؟؟

19 أكتوبر 2018
الملك وضع الكرة في ملعبنا ..فهل نخذله..؟؟

صراحة نيوز – بقلم  سوسن المبيضين 

بداية قبل خط كلمات هذا المقال التحليلي , لخطاب العرش السامي, وجب التأكيد على أن الملكية الهاشمية في الاردن ،صمام أمان تاريخي للبلاد وهي الضامن الاول والاخير للوحدة والإستقرار والامان , جنبا الى جنب مع شعب وفي ,ومدرك ومخلص لوطنه ولمليكه .

وعندما نحلل الكلمات والجمل التي نطق بها جلالة الملك , سنجد بأن سيدنا إستعمل خطابا داخليا رنانا ,جمع بين النقد الذاتي, لبعض امورنا وشؤوننا الداخلية من جهة , وبين الحرص على الرقي بأحوال البلاد والعباد من جهة ثانية.

فبطابع الصراحة والواقعية , متألما من حال العلاقة المتازمة بين المواطن والمسؤول , وفقدان الثقة بين المواطن والحكومة وبين المواطن ومؤسسات الدولة , والتي من الممكن ان تؤثرعلى استقرار الوطن وعلى شعور المواطن بالامان الاجتماعي والاقتصادي , والامني , أكد جلالته الى ضرورة الانتباه لهذه المشكلة الضاربة التى جعلت الشعب, يتشكك فى كل انجاز أو جهد تبذله الحكومة, فى سبيل إعادة ترتيب البيت الداخلي على كافة المستويات ,من خلال العمل على اعادة بناء جسور الثقة بين الشعب والحكومة..

*وبالرجوع الى خطاب العرش نجده تميز ايضا بالجدية المعهودة من جلالته , لكن هذه المرة باطلاق صرخة ملكية ونداء عاجل وحاسم للجميع , لمعالجة العديد من الاختلالات التي اصبح يعيشها مجتمعنا, حيث اعتاد مؤخرا على النيل من الانجازات والتشكيك بها .

وبحديث يجدد الثقة ويبعث الأمل طالب جلالته شعبه , باستذكار لانجازات الكبيرة للوطن , وانصافه ومساهمة كل ابناءه من اجل الاستمرار في بناء وطنهم , والحفاظ على قوته ووحدته , وأن نكون أكثر ثقة بالمستقبل وأكثر تفاؤلا بما تحمله الأيام والسنون المقبلة, من منطلق أن الثقة بين , “الشعب والحكومة تبنى دولة متقدمة “.

حيث قال جلالته : ، لا بد من التذكير بأن الأوطان لا تبنى بالتشكيك وجلد الذات، ولا بالنيل من الإنجازات أو إنكارها، بل بالمعرفة والإرادة والعمل الجاد. وهنا أيضا، أتوجه من خلالكم إلى كل الأردنيين فأقول لهم: أنصفوا الأردن، وتذكروا إنجازاته حتى يتحول عدم رضاكم عن صعوبات الواقع الراهن إلى طاقة تدفعكم إلى الأمام، فالوطن بحاجة إلى سواعدكم وطاقاتكم لتنهضوا به إلى العلا .

*وعندما تحدث راس الدولة عن دولة القانون , استحضرتني الورقة النقاشية السادسة والتي ركزت على أن الاردن دولة مدنية تحتكم للدستور والقوانين وتطبقها على الجميع دون محاباة وبان سيادة القانون اساس الدولة .

لكن هنا في خطاب جلالته لامست التعهدات الملكية للشعب , الوعود بالعدالة واجتثاث الفساد , وبأن الاردن دولة قوية ,حكمها رشيد ,وتتسم بالعدالة والحريات , قوية بقيادتها وشعبها، ومؤسساتها وحكومتها،وبقضائها , وبجميع سلطاتها وهذه الدولة قادرة على اجتثاث الفساد من جذوره .

جلالته :إن رؤية الأردن الطموحة ترتكز على محاور ثابتة، فالأردن هو دولة القانون، ودولة الإنتاج، وهو دولة محورها الإنسان، والأردن دولة ذات رسالة سامية، وضمن هذه الثوابت يتجلى لنا ما يميزه ويجعله دولة ومجتمعا في حركة مستمرة نحو الأفضل.

والأردن، دولة القانون، لن يسمح بأن يكون تطبيق القانون انتقائيا، فالعدالة حق للجميع، ولن يسمح بأن يتحول الفساد إلى مرض مزمن. وأؤكد هنا على أن مؤسسات الدولة قادرة على اجتثاث الفساد من جذوره ومحاسبة كل من يتطاول على الـمال العام

*وبات واضحا من الخطاب الملكي، تشبث جلالته بنهج الإصلاحات وترسيخ مفهوم الانتماء للوطن، من خلال معاقبة الفاسدين ، ومواجهة المغرضين وأصحاب الدعوات الهدامة، والتصدى للشائعات، وبث الأمل فى نفوس الناس، كما طالبوا بمواجهة الإهمال والتسيب، والتصدى لكل من يحاول انتهاك سمعة الوطن, التي هي فوق كل اعتبار.

فقال جلالته : ولا بد أيضا من تحصين مؤسسات الدولة ضد الفساد من خلال تعزيز أجهزة الرقابة، وتفعيل مبدأ الـمساءلة والـمحاسبة، بالإضافة إلى استكمال مشروع الـحكومة الإلكترونية، الذي يعزز الشفافية ومعالجة أماكن الضعف في الإدارة العامة، ومن خلال الرقابة والتطوير الـمستمر للكوادر الإدارية لضمان كفاءتهم ونزاهتهم والارتقاء بالخدمات في القطاع العام.

وفي الوقت الذي نؤكد فيه على ثقتنا بوعي الأردنيين ودورهم الفاعل في محاربة الفساد والتصدي له، فإن الـحذر مطلوب ممن يساهم، بقصد أو بغير قصد، في نشر الإشاعة والاتهامات التي لا تستند إلى الحقائق لتشويه السمعة والنيل من الـمنجزات وإنكارها. ولا نقبـل أن تكون سمعة الأردن على الـمحك..

*وعندما طلب سيدنا ,من مؤسسات الدولة ان يأخذوا بروح المبادرة والانفتاح, بهدف الاستقلال الاقتصادي ,كان حديث جلالته يوحي بأنه ان الاوان لاعتمادنا على انفسنا ,بعد ان تركنا في الساحة لوحدنا, وتخلى عنا الجميع بسبب مواقفنا الثابتة ,وهنا استحضرني المثل الشعبي الذي يقول: “ما حك جسمك غير ظفرك” وخصوصا ان الاردن يملك طموحات, كثيرة وتحقيقها لا يمكن أن يكون بالتراخي، أو الاعتماد على الآخرين، بل هو نتاج عمل متواصل، ومبادرات خلاقة ضماناَ للإستقرار والنجاح ,وفق منظومة عمل متكاملة، تقوم على مبدا الانفتاح والصبر والتحمل على مواجهة كل الصعاب والتحديات.

مشددا جلالته على تقديم كل الرعاية والاهتمام للمواطن , ومساعدته وتمكينه ودعمه من اجل مواجهة التحديات , والاستمرار في بناء الوطن . ادراكا وايمانا من جلالته بأن الشعب الاردني تحمل الكثير, و يستحق الكثير من الدعم والاهتمام .

جلالة الملك : إن دولة الإنتاج التي نريدها تسعى لامتلاك العناصر التي تكرس استقلالها الاقتصادي. فالأردن يمضي بإرادة وتصميم إلى ثقافة صناعة الفرص والاعتماد على الذات، وبهذه الروح نتمكن من إنجاز مشاريعنا الكبرى من طاقة، وبنية تحتية، وجذب للاستثمار، ودعم للزراعة، وأهم ما ننجزه في هذا الـميدان هو تحفيز روح التميز والإخلاص في العمل وإتقانه.

وعليه، فإن على مؤسسات الدولة الـمختصة والعاملين فيها، أن يأخذوا بروح الـمبادرة والانفتاح، وأخذ الأفكار الخلاقة وتطبيقها، بهدف تسهيل الاستثمار الوطني والعربي والأجنبي، الذي ينقل الـمعرفة والخبرات ويطور البنى التحتية ويوفـر فرص العمل..

فالأردنيون والأردنيات يستحقون الكثير، خاصة فيما يتعلق بالخدمات الـمقدمة لهم في مجالات الصحة والتعليم والنقل. لذلك، فإن على الحكومة العمل على تطوير نوعية هذه الخدمات، ويجب على كل من يعمل في الـمؤسسات العامة أن يفتخر بأن عمله هو خدمة الإنسان الأردني.

ولأن الإنسان الأردني هو ثـروتنا الحقيقية، فإننا نؤكد على حقه في تأمين خدمات نوعية له، وتزويده بالعلم والـمعرفة ومهارات التكنولوجيا، لتمكينه من الـمساهمة في نهضة الوطن، حتى نواكب العالم. فالاقتصاد العالمي يتغير بسرعة كبيرة تستدعي جهودا مضاعفة.

*وكعادته سيد البلاد فان القضية الفلسطينية في صلب اهتمامته , ويحملها بين ضلوعه ويؤكد موقف الاردن الثابت اتجاهها في كل المنابر والمناسبات .

جلالة الملك : إن الأردن دولـة ذات رسالة، رسالة تستند إلى مبادئ النهضة العربية الكبرى في رفض الظلم والسعي للسلام والدفاع عن الإسلام الحنيف وتبـني نهج الوسطية والاعتدال والتسامح والحداثة والانفتاح.

ولذلك، فإن جميع سياسات ومواقف وتضحيات الأردن ترتكز على هذه الثوابت. فموقفنا تجاه القضية الفلسطينية ثابت ومعروف، ورسالتنا للعالم أجمع أنه لا بد من رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني الشقيق وإقامة دولته الـمستقلة ذات السيادة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية

ومن بين الأمور التي أكد عليها الملك في خطابه دور الاردن في ً التعامل مع خطر الإرهاب والأعمال الجبانة التي ترتكبها التنظيمات والعصابات المتطرفة , وقدرة الاردن بأجهزته الامنية على اجتثاثه بكافة أشكاله…

جلالة الملك :إن الأردن ملتزم بدوره الرائد في محاربة الإرهاب والتطرف، ولن يكون لهذا الفكر الظلامي مكان في أردن الحرية والديموقراطية. ونستذكر هنا بطولات وتضحيات الجيش العربي والأجهزة الأمنية، ونتوجه إليهم بتحية الفخر والاعتزاز، ونعاهدهم بأن الأردن بمؤسساته وشعبه سيكون لهم السند والرديف كما كان على الدوام.

*يتضح من خطاب سيد البلاد بأنه على دراية ومعرفة كبيرين بما تجري عليه الامور ,وبتفاصيلها الدقيقة في الاردن , فجاء خطابه باسلوب متجدد وحداثية تتماشى مع الوضع العام داخل الوطن ، حيث حمل في طياته حمولات سياسية واقتصادية واجتماعية بلغة سلسلة وواضحة , تذوقناها ,بحب واخلاص , للوطن ولمليكنا ¸ فوصلت لقلوبنا وعقولنا جميعا .

هذه هي صفات القائد أو القيادة التي تستوجب تحمل المسؤولية ,والحرص على جميع اركان الدولة , وخلق اللحمة داخل الوطن ،مع إعطاء الأمل للأفراد في غد مشرق زاهر, بالعمل والبناء والانجاز.

وبهذا يكون الملك قد وضع النقاط على الحروف، ووضع خارطة طريق للاتجاه الذي يجب أن تسلكه مؤسسات الوطن ,وبوصلة طريق واضحة المعالم للمواطنين , ووضع الكرة في ملعبنا , لمواصلة العمل والانجاز , فهل نخذله وهو من قال الاردنييون يستحقون الافضل ..وقد ان الاوان لنقول:  كما نحن نستحق , فالوطن يستحق ….ولن نخذلك سيدنا ولن نخذل الوطن .

  

الاخبار العاجلة