صراحة نيوز – بقلم: الدكتور خلف الحمّاد
إن الجيش العربي استطاع أن يتربع على قمة التميز والاحتراف في مسيرته الحافلة بالإنجازات منذ نشأته بتاريخ 21/10/1920م وحتى يومنا الحاضر، فهو الذي ساهم بتأسيس الدولة الأردنية وحافظ على كينونتها والذود عن حماها، وخاض معارك البطولة والشرف عن ثرى الأردن الطهور وفلسطين والجولان. ونلجأ إليه عندما يواجه الوطن المحن والصعاب.
فحاز الجيش العربي على إعجاب القاصي والداني، وأصبح موضع احترام وتقدير وهيبة، لجهوده الجبارة والمقدرة ما جعل الأردنيون يفخرون بإنجازاته العسكرية والإنسانية المستمرة، التي يقف فيها منتسبوه بكل قوة واقتدار لإدارة أزمة “فيروس كورونا” العالمية التي لم يسبق أن شهد لها العالم مثيلاً. ومنذ تفعيل قانون الدفاع تولى الجيش العربي مهمات كثيرة منها: عمليات عزل المدن وقراها، واستقبال العائدين إلى أرض الوطن، وتسكينهم بالفنادق ثم نقلهم لمنازلهم فيما بعد، وغيرها من المهمات بكل دقة ودون أي أخطاء.
فعندما نزل جيشنا الباسل إلى الشوارع استقبله الأردنيون بالزغاريد والورود، فهو مبعث الطمأنينة، ومصدر محبة واعتزاز، وهذه حالة فريدة قلما تجدها في دولة أخرى، فالعلاقة ما بين الشعب الأردني والجيش علاقة عشق ومحبة لا يمكن أن تجد لها مثيلاً بين شعب وجيش في العالم، إذ عبر الشعب عن شكره الموصول للجيش الذي يواصل عمله ليلاً ونهاراً بجهد احترافي كبير في أداء مهماته، والقيام بواجباته في ظل هذه الظروف الاستثنائية للحدّ من انتشار هذا الوباء، لخدمة المواطن وإنفاذ سيادة القانون، وهذا ديدنه دائماً في كل الظروف الصعبة التي واجهها الوطن.
والجيش العربي له دور تنموي مشهود ومتميز في القطاعات الصحية والتعليمية والتكنولوجية والصناعية والسياحية والاستثمارية، سعياً منه للوصول إلى درجة مناسبة من الاكتفاء الذاتي، وتخفيف العبء المادي عن موازنة الدولة، وخاصة في الظروف الاقتصادية الحالية، وهذا ما يعطي هذه المؤسسة العريقة- قواتنا المسلحة- الاحترافية والتميز المستمر، التي تحظى بثقة مطلقة من القائد الأعلى جلالة الملك عبد الله الثاني والشعب الأردني، ونلوذ بها في الأزمات والملمات لتمسك الجبهة الداخلية بكل قوة واقتدار، فضلاً عن حماية حدود الوطن والذود عن حياضه وسلامة أراضيه، وردع كل من تسول له نفسه العبث بأمنه واستقراره.
وجلالة القائد الأعلى يوجه أبنائه من القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، ومؤسسات الدولة العميقة في الأردن، لنهج جديد تسير عليه الدولة الأردنية بتحمل كل منا لمسؤولياته، فالأردن بعد كورونا ليس كما كان قبله، إذ عرف أبناءه البارين من غيرهم، فالمحن تظهر معادن الرجال. وسيبقى الجيش مبعث الرجاء ومعقد الأمل أميناً على شعاره في الولاء والانتماء، في السراء والضراء “الله الوطن المليك”.
حمى الله القائد والجيش والشعب من كل سوء