صراحة نيوز – د. محمد كامل القرعان
آن الآوان لأن تواجه الحكومة، بكل صراحة وموضوعية ، الوضع الحالي والناجم عن وجود تحديات أقتصادية ، ومشاكل أجتماعية ،وظواهر سلبية ، وحالات فساد ، ومتورطين ، وتطورها المستمر ، وأنه لا فائدة من دفن رؤوسنا في الرمال كالنعام وتصور أن هذا الوضع غير موجود ، أو أنه سيختفي من تلقاء نفسه أو كنتيجة لجهود دول او صناديق دعم أخرى ، كبيرة كانت أو صغيرة .
ومن هذا المنطلق ، فإنه يتعين على الحكومة أن تلتزم الصدق والصراحة والموضوعية ، مهما كلف الأمر ، فهو تعبير عن ضمير الشعب وآماله وطموحه ومخاوفه .
وهذا هو المنهج المفترض ان تسلكه الحكومات في هذا المقام ، في الختام ، والذي يتناول في رأيي أخطر موضوعات العصر بالنسبة للمجتمع ككل وأهمها ، إذ إنه يكاد يكون موضوع حياة أو فناء ، ولذا فإن انتهاجها مسلك الصدق والصراحة ، بمثابة تعبير عن إيمانها الصادق والأمين بقدرتها على مواجهة التحديات ووضع الحلول الملائمة لها بالشراكة مع الشعب وكسب تأيده في برامج التنمية والنهضة والتكافل والانتاج ما يترجم قدرتها الهائلة على الازدهار .
واخشى ما اخشاه عند تناولي موضوع الصراحة او الحكم الرشيد ان يتهمني البعض ببدء حملة تخويف لا مبرر لها في الوقت الذي تتكاتف فيه الجهود نحو دفع عملية الانتاج ومعالجة قضايا البطالة بين فئة الشباب لا سيما المتعلم منهم ومشكلة الفقر لا سيما في صفوف الطبقة الوسطى.
وردي ان هذا الادعاء ان وجد لا يتسم بالمنطقية كما لا تدعمه الحقائق الموضوعية . فكيف اهاجم حكومة او مؤسسة او شعب انتمي له بكل جوارحي وحواسي ، كما أن الحقائق التاريخية تثبت قدرة مملكتنا على الخروج من كل الازمات وهي ترفض بكل حال الهزيمة ، ان هذا الشعب الذي غطى بجسده تراب الاردن وقدم روحه رخيصة للدفاع عنه ،لن يثبط عزيمته ان يواجه التحديات والصعاب اذا ما اقتنع بمكاشفة حقيقية بصدق وصراحة ، بل ان هذا الشعب الذي يعاني قد ححبت عنه الحقائق وفرضت عليه الروايات والخيالات ، ومن ثم فهو يطالب ضمنيا بالصراحة والمصارحة والتعرف على الحقائق مهما كانت مرارتها وابعادها ، وكآبة الصورة ومرارة الطعم .