صراحة نيوز – بقلم أمين القضاة
الحكومة التي نريد هي حكومةٌ استثنائيّة لا تشبه أي حكومة سابقة، تقوم بدورها الافتراضيّ لا أكثر، تتخذ من خطاب التكليف نبراساً ينير لها الطريق، فهو ما يجعلها استثنائيّة، أو ربما يجعلها حكومة المدينة الفاضلة “اليوتوبيا”، لكنّها بذلك ستكون الحكومة التي نريد.
الحكومة التي نريد لها أربع عيون، وأنف طويل، وأذن ثالثة، وحاسة سادسة، تسخرها في تلمس أوجاع الأردنيين أينما كانوا وحيثما وجدوا، تفرض القانون على الجميع، لا تحابي أو تراعي متنفذاً أو مسؤولاً أو رأسمالياً، مهما بلغ من القدرة عتيا.
الحكومة التي نريد هي حكومة مشحونة بالأسئلة، تقف لتطرحها على نفسها قبل أن تتلقاها من مواطن أو صحفي، تراجع أداءها، شفافة واضحة، لا تُسوِّف ولا تؤجل، ولا تستخدم إبر التخدير أسلوبا في تعاملها مع القضايا، ولا سيما الحساسة منها.
الحكومة التي نريد هي حكومة قلقة، عديم الرضا عما تقدمه للمواطن، فهو الغاية وهي الوسيلة. الحكومة التي نريد هي حكومة رقيبة على نفسها، ناقدة لقراراتها، تدرك أن اي قرار يستهين بالمواطن هو استهانة لها أولا، تعرف حقولها جيداً، فتنثر فيها بذاراً ليينع أزهاراً: أرجواناً وأقحواناً.
الحكومة التي نريد هي حكومة تُسخِّر أساتذة خمس هم : ماذا ولماذا ومتى وأين وكيف قبل الشُّروع بأي قرار يمس المواطنين، وتعتبر معيارها أولا أثر ذلك القرار على المواطن اجتماعياً أو اقتصادياً، قبل معايير الربح أو الخسارة والتحصيل.
الحكومة التي نريد هي حكومة مهووسة بالعمل لا باللقاءات الإعلاميّة والمقابلات التلفزيونيّة، تشبه القمر في ليلة تمامه في ظهورها للناس، والنحلة في شغلها الدؤوب، خصبة الأفكار، يقظة فطنة، بفكر خلّاق، وضمير واعٍ، هي دائمة السؤال ولا تكتفي بجوابٍ واحد.
الحكومة التي نريد هي حكومة تعمل بمعرفة شيخ، وحكمة مجرب، وصبر حكيم، تعيش في المجموع، وتنعزل عن قصد لتتوقع المخاطر، لا تنتظر السابحين في بحور الفيس بوك وتوتير وإخوانهما كي تستجيب لآلام الأردنيين وآمالهم على امتداد الوطن وخارجه.
الحكومة التي نريد هي حكومة فعل لا حكومة ردة فعل، حتى لا تكون قصيرة العمر، سريعة الاندثار، قليلة التأثير، عديمة الأثر، الحكومة التي نريد هي الحكومة التي يقودها عقل يفكر، وقلب محب، هذي هي الحكومة التي نريد.