صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
حكوماتنا الإنتهازية ، رديئة النهج ، ضعيفة الاداء ، تتفنن في إقصاء المُبدعين ، متميزي العطاء ، علميي الأداء ، تتحسس من المميزين ، المبرّزين ، لانهم يكشفون عوراتها الكثيرة من عدم وطنيتها ، وعشوائية أدائها ، وإفتقارها للمنهج العلمي . وعندما تجد نفسها مُضطرة ، ووجهها ملتصق بحائط المنظمات الدولية التي تحترم حقوق الإنسان ، لا تجد بُداً من الإستعانة بالمتميزين ، فتقبلهم على مضض ، وما ان يَنجحوا في تلميع صورتهم البشعة القبيحة لدى المنظمات الدولية المحترمة ، حتى يملّوا من استمرارهم ، ويضيقون ذرعاً بنهجهم الإصلاحي ، وتأشيرهم على مواطن الخلل ، ومكامن التخلف ، حتى يتخلصوا من عبء صدق النهج ، بأسلوب فَجّْ ، تعودوا عليه في إدارة الدولة ، حتى أوصلوها الى حافة الهاوية .
الدكتور موسى بريزات ، لم التقيه الاّ بضع مرات ، وليس بيننا أية علاقة خاصة ، لكنني اعتبر انني كنت متابعاً جيداً لجهوده المتميزة في المركز الوطني لحقوق الإنسان ، الى ان التقيته في أحد المؤتمرات عن أجهزة الرقابة في الدولة الاردنية ، فوجدته مبدعاً ، حضارياً ، يكافح للإرتقاء بالأردن في المحافل الدولية ، وقد نجح بامتياز ، وحسّن صورة الوطن وجمّلها ، رغم عدم تعاون غالبية الجهات الحكومية ، والنقص الشديد في الكادر ، والشُح الشديد في المخصصات المالية ، لكنني أصبحت في داخلي أخشى عليه من ان يُغدر به ، رغم نجاحاته ، وها قد تجسد خوفي ، فتمت إزاحته من موقع كان الوطن في عِزِّ حاجته اليه هو ومن يماثله بالعطاء الصادق المتحضر للوطن .
دكتور موسى بريزات ، لقد تميزت ، وبازاحتك عن موقعك ، الخاسر الأكبر هو الوطن وأحراره . لقد أَشّرت ، لا بل وفضحت مكامن الخلل التي كنت انت منها خَجِل ، وهم لا يعبأون بما تعبأ ، ولا يخجلون مما تخجل ، لاختلاف النهج والغاية ، فالوطن الذي انت تعشق ، هم يعتبرونه مجرد مِرفق ، عليهم يُنْفِقْ ، حتى يَنْفُق ويَنْفُقوا ، ويحيا الوطن . بقدر ما افتخر بكل مبدعٍ في وطني ، أشعر بالخزي من اداء حكوماتنا غير الوطنية .
الدكتور موسى بريزات عرّى الاختلالات ، في كل المؤسسات ، ولانه يرفض المساس بالنشاما والنشميات ، فتمت مكافئته بعدم تجديد عقده ، نشكيهم نحن والوطن للواحد الديّان .
دكتور موسى ، ثلاثة أشياء إتصفت بها جعلتهم يضيقون بك ذرعاً وهي : مهنيتك ، وانتماؤك وعطاؤك . وانت كما كل الاردنيين الشرفاء اعتبرت هذه مزايا بينما هم اعتبروها رزايا .
أيها القراء الكرام ، يا شرفاء الأردن ، الم تلاحظوا ان شرفاء الأردن من موظفي القطاع العام الحكومي يُقْصَون ، ويُنحرون وظيفياً ، لإستقامتهم ، ولانهم مُنحازون للوطن ، ولأنهم يخدمون بأمانة وشرف ، الا ترون معي ذلك !!؟؟ وللتدليل سوف أذكر بعض الاسماء ، أين هم الأن !؟ الدكتور / حيدر الزين ، الشريف / شرف عبدالحميد شرف ، السيد / علي سالم موسى الطراونه ، السيد / علي سالم إسماعيل الملاحمه ، السيد / حسين حمود الضمور ، المهندس / زكريا فارس الطراونه ، الإعلامي السيد / ماجد القرعان ، السيد / خليل محمد الضمور ، الدكتور/ سمير عميش ، السيد / محمود عبدالرحمن الملاحمه الطراونه ، الاستاذ الدكتور الطبيب / ابراهيم بني هاني ، الدكتور / علي فارس الطراونه ، الدكتور هايل عبيدات ملّوا من استقامته في الغذاء والدواء وأخرجوه الى مكان لا علاقة لخبراته فيه تجنباً للسخط الشعبي ، المهندس زياد لافي المطارنة ، السيد / علي محمد عابد الضمور ، والقائمة تطول جداً حتى تصل الألوف .
ويشرفني ان أختم بإقتباس مما قالته شقيقته الأستاذة الصحفية فلحه بريزات حيث قالت (( يا إبن أُمي وأبي .. منحتهم ورقة الخلاص .. التي أنهكهم البحث عنها منذ زمن بعيد …. )) ولا أبلغ ولا أعمق ولا أرقى ولا أذكى ، والأروع ان أختم بها .