صراحة نيوز – قريباً جداً، لن يجد #الإعلام #الأردني زاوية صغيرة لينعى نفسه بها، فــ #الصحف أُنهكت ، وأُريقت أحبارها وأخبارها ، وتُركت تصارع ديونها وفسادها ،وذلك نتاج “التجريب والتخريب فيها”منذ عقود طويلة.. #الأسبوعيات شيء من الماضي المحزن المكلل بالديون والعبث ، اما #الإذاعات فجلّها “سيديهات راقصة” و #برامج ساذجة تهم كائنات أخرى خارج الكوكب لا تشبهنا ولا تتقاطع مع همومنا ولا تصدّر الخطاب الواعي..
كانوا يقولون “الإعلام” #لسان #الدولة، لكن قطّ “الفساد” والعابثين والطارئين على #كراسي #القرار أكلوا لسان الدولة ، فأصبحت #خرساء تماماً ،لا تعبّر عن مواقفها الا بالإيماء..فبعد أن تم إنهاء الصحف الكبرى بنجاح وتركها “خاوية على حروفها”، وبعد الإجهاز على الصحف المستقلة الخاصة ، ها هي اليد العابثة تزحف نحو #المواقع #الإخبارية ، فحاكوا مشروع نظام لفرض رسم سنوي مقداره “500” دينار على المواقع الإخبارية ، وهم يعرفون أو لا يعرفون أن هذا القطاع يصارع البقاء منذ سنوات ، فالمواقع المهنية المستقلة التي تبحث عن الخبر وتنبش على #الفساد يضيّق عليها بكل السبل والطرق ، بدءاً من التهرّب في منحنا حق الحصول على المعلومة ، مروراً بالتضييق الاعلاني من خلال مخاطبة بعض الجهات والمعلنين بضرورة إلغاء العقود مع مواقع بعينها ، وليس انتهاء بــ”500″دينار التي ينوون فرضها على قطاع منهك ، مثقل بالديون، قابض على جمر المهنة وشرف القلم ، يضمّ مئات الصحفيين الذين بالكاد يحصلون على كفاف عيشهم…. كنا نتمّنى أن يخلع أصحاب الشأن “نعل” الجباية قليلاًً ويضعون فوق رؤوسهم “فكراً” جديداً همّه الأول كيف النهوض بإعلام مهني ، يوفّر له كل وسائل الحصول على المعلومة ،وإلا يتعامل الحكومة وأذرعها مع الإعلام المستقل الذي يمارس شرف المهنة بطريقة انتقامية “تصفوية”، وان يطلب من الجهات الخفية ان تكف يدها عن التدخل في السوق بين وسيلة الإعلام وجهة الإعلان ،ليبقى المشهد يحفظ توازناً فعلياً في الوجود وتنوّعاً طبيعياً ، يحفظ وجه الدولة الحقيقي… لا أن يترك الصوت الوحيد ،صوت تصفيق المسحّجين ،وفحيح المادحين ، ولهاث الراكضين وراء الرضا الحكومي.. دولة بلا #إعلام #مستقل هي دولة #خرساء…اذا ما أصابها خطب لا سمح الله..ستغرق في “التأتأة” الحكومية حتى البكاء..