مجموعة من أصناف الطعام (خضار أو فواكه، وغيرها) مخلوطة مع الملح تسمى (سَلَطَة) بفتح السين واللام والطاء، والذي أعطاها هذه التسمية وهذا الطعم هو الملح، ولو زاد الملح فيها لفسدت.
السُلطة بضم السين وتسكين اللام وفتح الطاء فتعني، مجموعة من الأشخاص يمارسون القوة الشرعية على الآخرين، وعندما تتجاوز هذه القوة حد الشرعية تفسد السلطة.
العامل المشترك المفسد بين التسميتين هو كمية الملح وشرعيّة القوة، فاذا زادت كمية الملح فسدت (السَلَطَة)، وإذا زادت القوة جورا وظلما فسدت السُلطة.
السُلطة الظالمة الجائرة تعني امتلاك الشخص لقوة الإجبار والإكراه خارج نطاق الشرعية، والقدرة على دفع الاخرين لاتخاذ قرارات تخالف قناعاتهم، وتخالف القوانين، لذا فهي مرتبطة بقوة التأثير، لأنك مهما امتلكت من الإرادة فإنه ليس باستطاعتك احداث التأثير في الآخرين أو تحقيق شيء بغير سلطة تتمتع بها.
المكانة التي يتمتع بها الشخص هي منبع القدرة، فمكانتك السياسية تجعلك قادرا على التغلب على معارضيك، ومكانتك الاقتصادية تجعلك قادرا على الإطاحة بمنافسيك ممن يحاولون أن يكون لهم مكانة في عالم الاقتصاد والسياسة والنفوذ.
السلطة الفاسدة ذات النفوذ الظالم هي قوى سياسية واقتصادية واجتماعية ظلامية ضلالية تمارس (الفردانية) أو التمركز حول الذات ومصالحها، وتعمل على استغلال المكانة والمال للتأثير على الأشخاص أو أصحاب القرار لاتخاذ قرارات أو القيام بأعمال معينة تخدم مصالح ضيقة تخالف الشرعية.
مطلب هذه السلطة الضلالية الثروة في المال بدلا من الثورة في الإنجاز، وفي حال تم رفض طلب تلك القوى في الوصول إلى أهدافها فإن الشخص الذي يرفض يصبح مهددا في وظيفته، وفي ماله، وربما في حياته، وهذا ما يجعله مستسلما وراض بما يريده أصحاب القوة والنفوذ، وكم ممن رفضوا لأمانتهم وأخلاقهم وإخلاصهم وجدوا أنفسهم بلا عمل أو أطيح بهم، أو أبعدوا عن الطريق وعن ميادين المنافسة بحجج واهية واهنة.
هذا النوع من السلطويين غالبا ما يلجؤون إلى كيل المدح للسلطة والنظام عندما يتركون مواقعهم القيادية مستخدمين القلم ووسائل الإعلام سبيلا لهم لأن أملهم لا ينقطع بالعودة مرة أو مرات أخرى إلى مواقع السلطة وإلى ضلالهم القديم، فما زالوا يحيضون، وعندما تمر الأيام، وينقطع الطمث بهم لوصولهم سن اليأس وتتوقف الدورة لديهم تبدأ لدى البعض منهم حالة من الخرف والهستيريا في التصريحات الإعلامية والمواقف السياسية والانقلاب على السلطة والتي كانوا جزء منها.
هذه الحالة من الملح الزائد والقوة الظالمة أفسدت الحياة الديمقراطية، ودفعت بالكثيرين إلى الانسحاب من الحياة العامة بعد أن تراجعت عزائمهم وفترت هممهم ليجدوا أنفسهم في صفوف اللامبالاة والأغلبية الصامتة، وهذا ما يفسر تراجع وانخفاض نسب المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية على اختلاف أنواعها على سبيل المثال لا الحصر.