صراحة نيوز – كتب حاتم الكسواني
خيال المآته “الفزاعة” هو لعبة ” مانيكان” ٠على شكل إنسان مصنوعة من القش او الواح الخشب المخبأ في ثياب إنسان قميص وبنطلون او دشداشة.
وتستخدم الفزاعات عادة لإخافة الطيور من الإقتراب من المزروعات في الحقول خشية إتلافها.
هذا تماما ما لعبته السلطة الفلسط. ينية على مدار سنين طوال، فلا هي قامت بحماية الشعب الفلسطيني من القتل الممنهج ولا منعت الإعتقال الإداري او هدم المنازل او ضرب البنى الإقتصادية و التهجير القصري.
وقد وضح ذلك جليا يوم أمس لكل من تابع الأصداء على كلمة الرئيس عباس امام هيئة الأمم المتحدة.
من حيث محتوى الكلمة، فقد أجاد عباس في عرض القضية الفلسطينية أمام ممثلي العالم فهو درسٌ حفظه عن ظهر قلب وقدمه من نفس المنبر أكثر من مرة.
اما من حيث ما تلى كلمة عباس من ظهور إعلامي لنمور السلطة الذين تشدقوا بما أسموه صمودهم الأسطوري الذي دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي “يائير لابيد” ان يصرح بعدم معارصته تأسيس دولة فلسطينية سلمية بجانب دولة الكيان بهدف حماية امنه وسلامة مواطنيه.
لا يا نمور السلطة فاي طفل، فلسطيني، او عربي يدرك بان مادفع إلى زحزحة مواقف دولة الكيان على لسان رئيس وزرائها هو مؤسسات دولتهم العميقة التي ادركت بان تمكن تنظيمات المقاومة الفلسطينية الإسلامية وغير الإسلامية المعارضة لخط السلطة الفلسطينية ونهجها وإستراتيجيتها من تشكيل خلايا مقاتلة في الضفة الغربية وإستطاعة هذه الخلايا من تنفيذ عمليات نوعية ضد الجيش والمستوطنين الإسرائيليين هو الذي دفعها للتنازل عن تشددها فيما يتعلق بخيار حل الدولتين لتحقيق السلام بين المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي.
ولكن وكما اعتدنا من عدونا الإسرائيلي فانه لا يقصد ولا يلتزم بما يصرح به، وقد يكون بتصريحاته هذه يهدف إلى تجنيد مواقف السلطة لصالحه في معركته التي سيشنها للقضاء على الخلايا المقاتلة في الضفة الغربية لانه يعلم بان السلطة الفلسطينية وقياداتها يطيشون على شبر من الماء ولا يدققون، ولا يتعلمون ، ويلدغون من ذات الجحر الف مرة في سبيل هدفهم الإحتفاظ بالسلطة ومكتسباتها.
وما لم تنسجم السلطة مع رغبات ومصالح الشعب الفلسطيني، في إجراء المصالحة، والسماح بتداول السلطة ومشاركتها مع القوى الفلسطينية الصاعدة التي تحتل طيفا واسعا من مزاج الشارع الفلسطيني، فستبقى كخيال المآته العاجز عن الفعل و القول والتأثير.