صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
نتخبط ، لا نعرف العدو من الصديق ، في اوقات الضيق . نتلخبط حتى عند انتهاج التبعية . نستمرأ التبعية ، ونستهويها ، ونبحث عنها ، ننبذ الحرية ، حتى الجزئية الفطرية منها . نسينا ان السياسات التي تنتهجها الدول المستقلة المحترمة تأتي ( نَخْطْ ) من الرأس ، تأتي وفق توازنات ، وتتخذ وفق متطلبات ومقتضيات مصلحة الوطن .
بداية ، أجد انه من الضروري جداً ان أوضح موقفي ورأيي المبدأي الذي لا أحيد عنه ما حييت . انا عربي مسلم سني ، لكنني لست ضد اي دين او مذهب ، حتى الأديان الوضعية أقف منها محايداً ، واعتبرها من آيات الله سبحانه وتعالى . وفي النهاية سيختصم الجميع بمختلف فِرقهم واديانهم ومذاهبهم واعمالهم أمام الواحد الاحد الفرد الصمد .
لذلك ، وتحديداً ، انا لست ضد المذهب الشيعي بعامته وإطلاقه . مع علمي انهم عدة فرق وشيع ، تصل الى ( ١٢ ) اثنتي عشر فِرقة ، متفرقه ، وبينهم فوارق عديدة يصعب حصرها والإحاطة بها . وقد سبق لي ان عشت في العراق ، أيام كان حُرّاً ، وعروبياً عظيما ، قبل ان تسلبه ايران الفارسية المجوسية من أمام أنوف كل العرب ، بضيق استيعابهم ، وتخلف سياساتهم ، وإضمحلال نهجهم . ولم نلحظ اي فرق او تفريق بين السنة والشيعة مطلقاً . وكانوا جميعاً منصهرون في بوتقة العروبة الحضن الدافيء لكل عربي مهما كان دينه او مذهبه .
لكنني وبوضوح تام ، ضد شيعة ايران ، بسبب تسييس ايران الفارسية لمذهب الشيعة واستغلاله بخبث لبسط سيطرتها ونفوذها ، وتنفيذ احقادها على العرب . فاصبح المذهب الشيعي الايراني اداة طيعة لاعادة عرش كسرى الذي كسره وحطمه الفاروق عمر رضي ربي عنه وارضاه .
واجد انه لزاماً عليّ ان أُذكِّر من يغفلون او يتغافلون عن أخطار ايران ان اسرد سريعاً ما فعلته ايران خلال القرن الماضي ، والذي يعكس عدائيتها للعرب :—- ١ )) احتلال عربستان التي يقطنها حوالي ( ٢٠ ) مليون من العرب الأقحاح ، وللعلم حوالي ( ٨٠٪ ) من كل موارد ايران هي من ثروات عربستان . ٢ )) إحتلال الجزر الاماراتية الثلاثة ( طنب الصغرى ، وطنب الكبرى ، وأبو موسى . ٣)) إحتلال العراق وفرسنته ، وتدميره تدميراً تاماً . ٤)) نهب خيرات العراق بمجملها . ٥)) فرسنة سوريا ، واللعب على تغيير ديمغرافيتها . ٦ )) تهديدها المستمر لدولة الكويت ، ومملكة البحرين ، وتهديد كل دول المنطقة . ٧)) تدمير لبنان الذي كان يوصف بانه سويسرا العرب . ٨ )) لو انهم لا ينتهجون التوسع وقضم اراضٍ عربية ، اذا ماذا يهدف المقبور قاسم سليماني من قوله انهم يحتلون ويسيطرون على اربعة عواصم عربية !؟
وقد أقول ، أكثر من لا بأس ، وربما اقول شكراً الى ايران لدعمها فصائل المقاومة خاصة في غزة . لكن من الضروري ان يعلم من لا يعلم ان ايران تمول كل برامجها واذرعها الخارجية ، التي نرتضيها ، والتي لا نرتضيها ، من خزينة العراق بالكامل ، يعني ( من دهنه قليله ) . ثم لابد من التوضيح ان ايران لا تهدف من ذلك مساندة العرب او القضية مطلقاً ، وانما هي تستخدم القضية كوسيلة لتسهيل تصدير ثورتها ، لكن ليس من ثروتها .
وأقول : أهلاً بالاخوة الشيعة العرب ، ليفدوا الينا من كل الاقطار العربية دون استثناء ، لزيارة أضرحة الصحابة في المزار الجنوبي وغيرها . لكن لا ، وألف لا لقدوم الايرانيين الشيعة الى الاردن بقصد السياحة الدينية ، حتى لا تصبح إستباحة دينية وسياسية ووجودية . ألا تذكرون عندما قدِموا الينا قبل عدة سنوات ، وتشيع المئات ، في مؤتة والمزار ، وحتى في عمان !؟ وانهم تقدموا لبناء مسجد — كما ادعوا — واصدرت لهم وزارة الأوقاف موافقة مبدأية على اساس انه مشروع لبناء مسجد ، وعندما تبين انهم ينوون بناء حُسينية تم الغاء الترخيص .
لا انا ولا غيري ، نادينا بتصدير الثورة الخمينية ، هم الذين اطلقوها منذ عام ١٩٧٩ . اذاً ماذا يعني تصدير الثورة !؟ ربما يعتقد البعض انها ( توزيع الثروة ) . أتمنى لإيران كل الخير ، والمطلوب منها فقط ان تتركنا وشأننا ، لا غير . وأختم ان هذا خطر داهم ، يُهدد الوطن بوجوده ، وعروبته . ولنا في العراق العبرة والمثل . لا تمشوا وراء السراب ، ميزوه عن السحاب الذي قد يُمطر يوماً . وأختم مُذكراً (( تموت الحُرَّة ، ولا تأكل بثدييها )) .