صراحة نيوز – بقلم د.عبدالكريم الشطناوي
إلى المتشبثين اللاهثين وراء الكراسي وهم غير أكفاء، ميكافيليو الطبع، منهجهم الغاية تبرر الوسيلة مهما كانت، طمعا بالحصول على منافع شخصية وتوريثها لأبنائهم وأحفادهم من بعدهم على حساب الوطن والمواطن، اللذين لحق بهما أشد الضرر المادي والمعنوي منهم، ولارقيب ولا حسيب عليهم.
فقد نهبتم خيرات البلاد وقتلتم طموحات وأماني الشباب والصغار، وصار شعارهم لا تأسفن على وطن حكامه قهروا الوطن وضحوا بضعافه، وصار الإنتماء للوطن كذبة إخترعها الساسة لنموت من أجلهم، فعندما يبتلى الوطن بالحرب يستدعون الفقراء ليدافعوا عنهم وعندما تنتهي ينادون شاكلتهم ليتقاسموا الغنائم، كما صار همهم الوحيد البحث عن هجرة تحقق لهم حياة كريمة.
فيا عبدة وعبيد الكراسي في يوم ما ستجدون أنفسكم لوحدكم بالميدان بعد أن تتم هجرة الشباب فتفقد الأجهزة الأمنية أهم موارد تغذيتها، كما ستكثر البطالة في البلاد ويكثر فيها شيبها ويقل شبابها فيؤثر ذلك على امنها وأمانها.
حقا فإنه: صغرت
النفوس وعظمت الكراسي عند عبدتها وعبيدها.
لكن الكراسي تصيح :
رفقا بنا! ما ذنبنا ؟ نلعن ونسب بسبب أناس هانت نفوسهم وسعت بكل وسيلة بغض النظر عن طهرها أو عهرها من أجلنا.
حقا فإننا مثقلون بهم، فقد أهنا منهم وإزددنا بهم كرها وازدراء
ولم نكرم ولم نزدد شرفا بهم.
فنحن كالخيول الأصيلة نجود إن كان فارسنا جوادا ونبخل إن كان بخيلا، نكبر أو
نصغر بمن يجلس علينا أو يمتطينا.
إن حال الكرسي شبيه بحال النعال/الحذاء، فقد عبر عنه المتنبي بقوله:
قوم إذا مس النعال وجوههم شكت النعال بأي ذنب تصفع
كما عبر نزار قباني بقوله:
شعب إذا ضرب الحذاء برأسه
صرخ الحذاء بأي ذنب أضرب
يااااه!
يا قوم عبدة الكراسي!!
أفقدتم بصيرتكم وسمعكم وبصركم؟
أما تدركون قدركم بين الناس؟
أما تسمعون مما يقال عنكم؟
أما ترون عيون الإزدراء ترنو إليكم؟
ويحكم ألا تتعظون؟؟؟
أما عاد إليكم رشدكم ووعيكم؟
حسبنا الله ونعم الوكيل من كل معتد أثيم ومن كل آكل حقوق الآخرين.
والله المستعان…