صراحة نيوز – لست حزبيًا ولكنني سأكون لأني سئمت اختيار لعن الظلام، سأحاول أن أضيء الشمعة، فالسياسة فن الممكن.
في ظل ما تمر به بلادنا من تحديات كبيرة على الصعيد المحلي والإقليمي وما نشهده اليوم من نشاط وحراك سياسي لإنشاء أحزاب جديدة بعد صدور قانوني الانتخاب والأحزاب الجديدين.
تعاود الفقاعات الفارغة والفاسدة التي ملأت الفراغ السياسي الذي كنا نعيشه منذ بعيد، وسُجِّلوا زورًا علينا وعلى التاريخ أنهم نُخَب سياسية بتصريحات ومقالات، ردة الفعل الأولى عليها هي الضحك، فقد قيل إن:”شر البلية ما يضحك.”
تضج المواقع بالأخبار العاجلة، انسحاب فلان من مشروع الحزب الفلاني، -الله يجعلها أكبر مصايبنا- ويشرح الخبر أن سبب الانسحاب هو أن مشروع الحزب فقد لونه السياسي، يا الله! حزب قيد التأسيس والتشكيل فقد لونه!! أي بلاهة هذه وأي هراء هذا؟!!! إن التلوّن في مرحلة التأسيس لأي حزب ما هو إلا دليل قاطع بأن الحزب داخليًا يرضخ فيه الجميع للديمقراطية وحكم الأغلبية، وإن هذه التقلبات ما هي إلا نتيجة أيادٍ مرفوعة وصوت واضح في غرف وطاولات الاجتماعات، إلا أن ذلك صعب على مجموعة الانتهازيين الذين اعتادوا الفساد والتفرد بالقرار في فترة الفراغ السياسي الذي شغلوه.
ربما تكلفة وجود هذه الثلة على الحزب الجديد أغلى من ثمن عدم وجودهم، وإن وزن أخطائهم عبء على النَّفَس الجديد، لكن المؤسف أن يرَوا أنفسهم الصبغة التي يحتاجها الحزب، وهل تشكيل الأحزاب الوطنية يحتاج صبغة؟ هل يحتاج غير ضمائر حية؟ من يرى في نفسه الصبغة واللون، نحن لا نحتاج ذلك، نحن نقوم بإنشاء حزب وليس إبريق عصير أو طبق من الحلوى، نحن نقوم ببناء مشروع نعمل ونؤمن بأننا قادرون على التغيير.
للحكم المبدئي على أي حزب أو مشروع حزبٍ يمينيٍ كان أو يساريٍ أو حتى وسطيّ، فإنك يجب أن ترى أولا مبادئه وأفكاره وهيكله التنظيمي واستراتيجياته بالعمل ونهجه ومواقفه من الأحداث العامة بالمجمل وما يتبناه من قضايا وعندها تستطيع الحكم عليه ولونه ومكانه على الطيف السياسي.
كانت الحياة السياسية في الأردن منذ القدم بكل ألوانها الحزبية ما هي إلا امتداد للحالة السياسية في الوطن العربي، واليوم يولد حزب جديد بوصلته الأردن والأردن فقط تجربته أردنية بحتة وليس له أي امتداد خارجي .
توافقنا كمؤسسين على مجموعة من المبادئ العامة التي تحدد مكاننا على الطيف السياسي العالمي. إننا نقف على يسار الوسط، فالمواقف واضحة من السلطة والحريات العامة، والعدالة الاجتماعية وبنهج اقتصاد السوق الاجتماعي وتوزيع الثروة ومكتسبات التنمية بعدالة وحماية العامل والاستثمار من خلال خلق بيئه جيدة له، وإن لا فرق بين أي مواطن وآخر لا من حيث الجنس ولا العرق ولا الدين وفي دولة المؤسسات وسيادة القانون والكثير من المبادئ ليس هذا هو المكان لذكرها وتفصيلها.
المبادئ هي ذات المبادىء لم تتغير ولكن المصالح الفردية للبعض تتغير ومن هنا يحدث الخلاف، على العموم الخلافات السياسية نتيجة صحية للعمل، وخلافها غير صحي ومن غير الأخلاقي قطعًا تسويقها على أنها خلافات سياسية، ومن الواجب على مرتكبها تكرارًا أن يراجع نفسه ويصحح مساره لأن القادم لا يمكن صياغته إلا بالعقل الجمعي وهو ما زال غارقا بالفردية والخلاص الفردي الذي هو أكبر مشكلاتنا.
الكل يريد التغيير ولكننا في حزب إرادة اليوم نريد التغيير بلا عودة بلا هندسة وبلا إعادة تدوير لشخصيات أكل عليها الدهر وشرب، ولن يثنينا أحد عن الوصول إلى هدفنا.
م . إبراهيم العوران
عضو مؤسس بمشروع حزب إرادة