صراحة نيوز – بقلم موسى العدوان
أجمعت الأحزاب الإسرائيلية، على أهمية ضم غور الأردن والمستوطنات، والتي تشكل 30 % من مساحة الضفة الغربية إلى إسرائيل، في بداية شهر تموز القادم، كي تشكل عمقا استراتيجيا مناسبا لها. وقد وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، بالسعي للحصول على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، بضم تلك الأراضي لإسرائيل بصورة رسمية، مخالفا بذلك القوانين والشرائع الدولية. ومن المتوقع أن يكون قد حصل على الضوء الأخضر بهذا الخصوص قبل أسبوع، من ضيفه الزائر وزير الخارجية الأمريكي بومبيو.
في مقابلة لجلالة الملك عبد الله الثاني مع مجلة دير شبيغل الألمانية، أجاب على سؤال حول هذا الموضوع قائلا : ” وإذا ما ضمت إسرائيل بالفعل أجزاء من الضفة الغربية في تموز، فإن ذلك سيؤدي إلى صدام كبير مع المملكة الأردنية الهاشمية “. وأضاف جلالته في إجابته على سؤال آخر، حول تعليق العمل بمعاهدة السلام مع إسرائيل : ” لا أريد أن أطلق التهديدات أو أهيئ جوا للخلاف والمشاحنات، ولكننا ندرس جميع الخيارات “.
وأرى من المناسب أن نفكر مع جلالته في الخيارات التي بمكن أن نلجأ إليها في هذا الصدام، ونتعرف على أوراق اللعبة التي يمكننا استعمالها، ومواجهة التحدي الإسرائيلي للأردن وللأمة العربية، في ابتلاع الأراضي الفلسطينية، ضاربا بعرض الحائط كل الشرائع والقوانين الدولية، التي لا تجيز ضم أراضي الغير بالقوة. وهنا يخطر ببالنا الخيارات التالية، التي يمكن أن يقوم بها الأردن :
1. الخيار الأول : استخدام القوة العسكرية النظامية، وهذا غير ممكن في الأوضاع الحالية، نظرا لاختلاف ميزان القوى بين الطرفين لصالح إسرائيل، وعدم توفر الدعم العسكري واللوجستي من بقية الدول العربية، علاوة على انشغال جيوشها بالقضايا الداخلية، والمساعدة اللوجستية في مواجهة فيروس كورونا.
2. الخيار الثاني : اللجوء إلى الدبلوماسية مع الدول الأوروبية وغيرها، في محاولة لردع الإسرائيليين عن تنفيذ مخططاتهم التوسعية. وهذا سيُواجَه باعتراض من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، التي تدعم عادة التوجهات التي تصب في المصالح الإسرائيلية، وإفشال ما نصبو لتحقيقه. وقد سبق للولايات المتحدة أن مارست مثل هذا الدور في السنوات الأخيرة، واعترفت بضم القدس موحدة واعتبارها عاصمة لإسرائيل، ونقلت السفارة الأمريكية إليها، كما أيدت يهودية الدولة، تمهيدا لطرد الفلسطينيين منها، وتحويلها إلى دولة يهودية خالصة.
3. الخيار الثالث : إلغاء معاهدة وادي عربية وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، على أن يرافقها من الجانب الفلسطيني حل السلطة، وإلغاء معاهدة أوسلو وما تفرع عنها من اتفاقيات، وكذلك إعادة النظر بالتحالفات مع الدول المؤثرة. وهنا يتم خلط الأوراق في لعبة السلام الكاذب، والعودة إلى المقاومة وحرب العصابات الحقيقية.
4. الخيار الرابع والأخير: ويتمثل بالتغاضي عما تخطط له إسرائيل في المديات المختلفة، وتنفذه على مراحل متلاحقة، من حيث ضم الأراضي قطعة بعد أخرى وتهجير سكانها من أراضيهم، إلى أن تحقق حلمها في دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل، على حساب الوطن العربي والأمة العربية الغافلة . . !
وخلاصة أقول : أن الخيارات الثلاثة الأولى غير قابلة للتطبيق، في الوضع الأردني والوضع العربي الراهن، وأن الخيار الذي سيشكل ” الصدام الكبير مع الأردن ” كما أراه، مُقتصر على الخيار الرابع، لأننا كأمة عربية بإمكانياتها البشرية والمادية، لم نستطع أن نُعدّ العدّة اللازمة لهذا اليوم، وسنُجزى بما كنا فاعلين . . !
التاريخ : 18 / 5 / 2020