صراحة نيوز – كتب زهير العزة
ظاهرة غريبة عجيبة تتوسع انتشاراً في البلاد اسمعها كلما سنحت لي الفرصة والتقيت بمسؤول حالي ،وزيراً كان ام مديراً عاماً ام اميناً عاماً ….وتتمثل هذه الظاهرة بأن هؤلاء المسؤولين كلما حدثتهم عن اوضاع واحوال البلاد والعباد في عهدهم الميمون يبررون فشلهم برمي الفشل على الماضي، وعلى من سبقهم ، وفي الوقت نفسه لا يقدمون رؤية الحد الادنى لاستكمال بناء الدولة وفق منظور عصري، ولا حتى تصور الحد الادنى لإنقاذ الناس من الأزمات التي تعصف بهم في كل دقيقة وكل ساعة وكل يوم ،ويبدو أن هذا النوع من المسؤولين يستسهلون تبرير العجز عن إيجاد الحلول بلعن الماضي كتبرير للفشل..!
ومنذ فترة ايضا تمتد الى العشرية الاخيرة من عمر المملكة ، يعمل الطارئون على العمل السياسي والعاملون في “التهليل والتطبيل والتزمير السياسي” على تحميل الناس مسؤولية تراجع اداء مؤسات الدولة ، بحيث يلقون المسؤولية على المواطن الضحية…! وهم بذلك يقتلون الناس مرتين، مرة بالفعل المادي عبر الافقار والتجويع ومرة بالاتهام المعنوي.
اليوم ونحن ننتظر ظهور هلال الإصلاح ، والذي من المؤكد انه لن يحمل معه حلاً سحرياً يتم تنفيذه خلال أيام ، فإنه المطلوب أن لا يتواجد مسؤول في الحكومة ويبقى على رأس عمله طالما انه يتناسى أن البلاد تقف على حَدَّي سيف الاصلاح ، وانقاذ البلاد من أزماتها ، وانه اذا كان هناك من يعمل من خلال لجنة الاصلاح لإيجاد الحلول ، فإنه ايضاً مطلوب من المسؤول الحكومي التحرك من أجل ايجاد الخطط التي تنقذ البلاد من الازمات الاقتصادية والاجتماعية التي تداهم حياة المواطن كل ثانية أو دقيقة من عمره المسلوب ركضاً على تحصيل “رغيف خبزه كفاف يومه” قبل جيبه ، وكل ذلك يجب أن يكون على قاعدة مهمة جدا ، أنه اذا “فرط” حبلُ الاصلاح هذه المرة فإن الثقة “المهزوزة” بالدولة ومؤسساتها ستنعدم الى الابد ولن ينفع بعدها “اللطم “على ما مضى.
إن المواطن الاردني يشعر ان مشهد حياته تحول مع بعض أداء وزراء الحكومة الحالية السيء إلى مستوى “إشتدي أزْمة من دونِ بابِ فرج”، ولذلك مطلوب من الرئيس بشر الخصاونة ان يتحرك بسرعة ليعرف حقيقة الانجازات التي تم إحرازها من قبل هذا الوزير أو ذاك ،أو من قبل هذا المديراو ذاك ، ولتعمل آلة الحكومة الإعلامية على إطلاع الناس على ما تم إنجازه، فوزارة الصناعة والتجارة تحولت الى مصلحة لخدمة بعض كبار التجار وبعض المحتكرين واصحاب النفوذ على حساب المواطن ، ويكفي أن نذكر بإرتفاع الاسعار والتلاعب بها ، ووزارة العمل عاطلة عن العمل ، وكل الحلول التي تدخل في باب “الشو الاعلامي” لا تغني عن بطالة ولا تسمن عن جوع عامل، واما الصحة فإن اتصالاً واحد “يجريه” دولته مع هاتف يخص الوزارة سيكتشف أن الرد سيأتيه” لاتندهي ما في حدا”، والمرضى يعانون على ابواب المستشفيات،وأما وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي فهي منحازة لاصحاب المدارس والجامعات الخاصة، واما وزارة المياه فعنوانها معاناة المواطن من عدم توفر المياه او شحها فالعطش عنوان اداء هذه الوزارة …! والوزيرلا هم له الا إرضاء البنك الدولي “ولقصة الآبار الارتوازية والبنك الدولي حكاية نرويها فيما بعد ” ، واما وزارة الاعلام فعنوانها تراجع في الحريات ونقص خبرة وتصعيد مع الاسرة الاعلامية بكل عناوينها، وهناك وزارات أخرى سنذكرها لاحقاً ، أما حال المواطن المقترض من البنوك فهو البؤس والحرمان حيث يشعر أن كل خناجر الارض قد استخدمها البنك المركزي المنحاز للبنوك ضده ، وآخر التجليات هيمنة ” اي فواتيركم” على إرادته لحساب مصلحة مستثمري البنوك وشركات” الاوف شور” الذين دخلوا عبر فتاة الى حرم البريد الاردني فسرقوا نشاطاته وجيروها لحساب “اي فواتيركم”.
بإختصار الوضع سيء يا دولة الرئيس ، وصورتك وصورة حكومتك أمام الناس تتعرض للتشويه ، فاحرص أن لا تغتالك وظيفياً أيادي المحيطين بك من وزارء فرضتهم اعتبارات لا نعرفها ولكننا نشعر بها ، فالتاريخ لن يرحم ولم يرحم يوما ما .