العلاقات الأردنية-“الإسرائيلية” في الميزان

22 يناير 2018
العلاقات الأردنية-“الإسرائيلية” في الميزان

صراحة نيوز – بقلم أسعد العزوني

 

عندما أدى التعنت والعنجهية “الإسبارطية”في مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية،إلى توتر في العلاقات مع الأردن ،حمدنا الله كثيرا لأننا عدنا إلى الخط المستقيم وهو خط العقل والقيم والكرامة ،لأن سياسات وممارسات قادة المستدمرة ،نالت من الأردن وكرامته ومست حتى العظم ،عندما مارسوا إرهاب الدولة المنظم وقتلوا مواطنين أردنيين بدم بارد ،وزاد كبير المستدمرين المتعنتين النتن ياهو الطين بلة ،عندما إستقبل الدبلوماسي القاتل بالأحضان وأخبره أنه  أخذ موعدا له مع عشيقته.

فرحنا كثيرا للمواقف الرسمية الأردنية التي لمسناها بكل وضوح ،وتعمق فرحنا عندما طالت المدة وتمسك النتن ياهو بتعنته ومارس عنجهيته بكل الصلافة المعهودة ،ووصلنا حد النشوة عندما هيء لنا أن الأردن إستدار شرقا ،بعد بروز تحالف صفقة القرن الإسرائيلي ،وإنضم إليه أطراف كنا نعدهم أخوة لنا في الدين وفي العروبة ،ولكنهم كشروا عن أنيابهم التي تقطر السم الزعاف ،وأعلنوها صراحة أنهم مع مستدمرة إسرائيل ،وانهم يوافقون على التنازل عن القدس المحتلة للصهاينة ،وانهم راغبون بإقامة علاقات  كاملة معها ،ورأينا الخطوات التطبيعية الفاضحة ،من قبل أعلى مستويات صنع القرار في تلك الممالك الصحراوية ،ممن عثر عليهم المندوب السامي البريطاني في بدايات القرن المنصرم بيرسي كوكس في صحراء التيه اليهودي العربية.

لم يخجلوا على أنفسهم ،وقالوها صراحة ان مخزون الكرامة عندهم قد نفذ منذ زمن ،ومارسوا الضغوط على سلطة اوسلو للتنازل عن القدس وأن ينسى الفلسطينيون فلسطينهم ،ويقبلوا بمنفى جديد لهم في صحراء سيناء ،وهذا مقترح صهيوني قديم،كما انهم لم يخفوا تآمرهم على الأردن الرسمي ،وطلبوا من جلالة الملك عبد الله الثاني التنازل لهم عن الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة ،وأعلنوا دعمهم لكونفدرالية أردنية – فلسطينية ،وقد حاصروا الأردن ماليا للضغط عليه ،ولحسن حظهم المؤقت مجيء رئيس أنجيلي –ماسوني  يتقن فن الإبتزاز وأصبح رئيسا  مؤقتا إن شاء الله لأمريكا .

قلنا أن فرحتنا لم تتم ولم تدم لأن الخبث الصهيوني بعث من جديد عشية زيارة نائب الرئيس الأمريكي بينيس إلى المنطقة إذ وافق النتن ياهو على المصالحة ودفع تعويضات مالية للأردن ،وهللوا وفرحوا وقيل لنا أن النتن ياهو إعتذر للأردن وأبدى أسفه ،وربما “باس التوبة أيضا”،ولكنه  أعلن وهو في الهند أنه لم يعتذر ولم يبد أسفه ،وان التعويضات التي دفعت  ،إنما هي للحكومة وليس لذوي الضحايا الأردنيين ، ولرش الملح فوق الجروح الملتهبة قام بنشر النص الإنجليزي لرسالته للأردن ،وبعد قراءتها وتمحيصها ،وجدنا انها تخلو من أي إعتذار أو أسف ،بل على العكس من ذلك عجّت  بالعنجهية  والتعنت .

لا أدعوا لقطع العلاقات  مع مستدمرة إسرائيل ،خاصة وان العقد العربي- الإسلامي قد فرط بظهور التحالف الجديد مع المستدمرة ،وظهور تداعيات ذلك على المسرح السياسي  بوضوح،إذ ان هذا التحالف قد إشترى أراض في القدس لبناء سفارات له فيها ،وهذا يعني إضعاف الموقف الأردني على وجه الخصوص،ولكن المطلوب من الأردن الرسمي رد الصاع صاعين ،كي يحول الكرة إلى  ملعب الخصوم ،من خلال تطبيق مقولة “عدو عدوي صديقي”.

مطلوب من الأردن الرسمي إصدار التعليمات لمن يعنيهم الأمر بوقف التطبيع بكافة أشكاله مع المستدمرة الخزرية ، والإستدارة الفعلية شرقا بإتجاه إيران وروسيا والصين  لتشكيل تحالف مع هذه الدول ،وأن يخلق حالة تحالف جديدة مع الفلسطينيين ،ينجم عنها رسائل مضيئة على الأرض  تفوح منها رائحة البارود ،ليعلم قادة المستدمرة ان الأردن لم يعد حاميا لحدودهم الشرقية ،أو بوابة لتطبيعهم مع العالم العربي،وممرا لمنتجاتهم.

ربما يقول ساذج أن الأردن الرسمي سوف يعرض نفسه للخطر وأعني بذلك خطر الزوال ،علما ان لدينا تجربة مشعة في هذا المجال،ففي عز الحراك الأردني تميز الهتاف بأن الشعب يريد إصلاح النظام ،ولم يقل أحد ان الشعب يريد إسقاط النظام ،كما أننا لم نسمع  من يقول من الحراكيين كلمة :إرحل ،وإن قيلت فإن من قالها لا يعنيها ،لأننا نتحدث عن السياق الشعبي العام والتوافق والإتفاق على الحكم الهاشمي.

الاخبار العاجلة