صراحة نيوز – بقلم الدكتور قاسم العمرو
صراحة نيوز – سبق وأن انتقدنا حكومة الدكتور عمر الرزاز لأسباب تتعلق بقرارات أو تصريحات صادرة عن أعضاء في حكومته ربما لا تتناسب مع المصلحة العامة أو لها انعكاسات سلبية كان بالإمكان تلافيها، وربما آخرها قرار شراء سيارات حكومية للمجالس اللامركزية في المحافظات.
ولأني متابع للشأن الداخلي الوطني واعتبر نفسي موضوعياً إلى حدٍ ما ومهنياً في ما أكتب…فمن الواجب إبراز السياسات والقرارات الصائبة والنموذجية لتعزيز الحالة الإيجابية في ظل اتساع فجوة عدم الثقة بين المواطن والحكومة، وموضوعنا اليوم ليس شخص رئيس الجامعة الأردنية الذي نُكن له كل احترام، بل الطريقة التي تم خلالها اختيار شخصية الرئيس لتولي هذا المنصب الهام والسيادي والفني ، باعتبار أن الجامعة الأردنية أم الجامعات، والعين عليها دائما فهي القدوة في كل شي فكيف إذا ما حققت انجازات بحثية وعلمية.
إن أول ما يسجل للحكومة ممثلة برئيسها الدكتور عمر الرزاز ووزير التعليم العالي الدكتور عادل الطويسي أنهما لم يُمارسا أي نوعٍ من أنواع الضغط أو التوجيه لهذه الجهة أو تلك باعتبار أن صاحب الولاية بهذا الشأن مجلس الأمناء الذي مارس عمله بكل حرية وموضوعية وتأني، ووضع أسساً تليق بموقع الجامعة الاردنية ومكانتها، وهنا نؤكد على أهمية مجلس الامناء ودوره ومقدرة أعضاءه، فلولا وجود شخص بفكر وخبرة ورؤية الدكتور عدنان بدران الذي كان بحجم المسؤولية لكان الأمر مختلفا، إذ تعرض الرجل وفريقه لنقد وتشويش من أشخاص لهم أجندات شخصية وحاولوا التشويش، لا بل التخريب والإثارة للتأثير على سير العملية، فمارس مجلس الأمناء دوره بكل احترافية وقدرة لتجاوز هذه المطبات ، وكل محاولات تأليب الشارع لحرف المسار إلى تشعبات صعبة وخطيرة.
النتيجة أن الديمقراطية نجحت ونجح مجلس الأمناء وتم اختيار رئيس مؤهل وخبير وسارت القافلة دون أن يشوش عليها أحد أو يحرف مسيرتها، ويجب أن ينجح النقد الموضوعي الهادف إلى الإصلاح باعتبار أن المعارضة الوطنية سبيلنا لترشيد قراراتنا.
إن ما أُنجز على مستوى الجامعة الأردنية عملٌ جيد وشفافية أكيدة لا ينكرها إلا جاحد ، والرئيس الجديد الدكتور عبدالكريم القضاة لا تنقصه المروءة أو الشجاعة ليترك الماضي خلفه ويسير بهذه المؤسسة نحو النجاح مقدراً من اختلف معهم ومصححاً للأخطاء إن وجدت فالأمل معقود عليه ليكون قائداً لجامعة بكل تكويناتها مركزاً على البحث العلمي والكفاءة لإسناد مشروعه الإداري وأن يترفع عن الصغائر وأظن أن تاريخه المهني والوظيفي يؤهله لذلك.
هذه الخطوة وهذا الانجاز مقدرا للحكومة وبالتأكيد سيتبعه خطوات قادمة تتخذها الحكومة، وبنفس الآلية لملء الشواغر في الوظائف العليا والقيادية في الدولة، على صعيد الجامعات والدوائر والمؤسسات الأخرى.
ويحضرني الحديث هنا عن مؤسسة الضمان الاجتماعي بعد مغادرة مديرها العام موقعه ليشغل وزيرا للمالية، فإننا على يقين وأمل أن يعبئ هذا الشاغر بنفس الآلية من خلال أسس واضحة ترتكز إلى المهنية والمؤهل والخبرة في الضمان الاجتماعي نفسة، حتى لا تتكرر تجارب ربما فاشلة في إدارة هذا الصرح المهم والمؤتمن على تحويشة الأردنيين، ففي المؤسسة كفاءات علمية وعملية ومؤهلة للقيادة يجب إعطائهم فرصة ليبْرعوا في الإدارة ويتفننوا بالإنجاز فهذه المؤسسة موجوداتها مليارات الدنانير وإدامتها وإدارتها لضمان حياة الأجيال مستقبليا مهم للغاية، ولا يجوز المجازفة بها بالتجربة، فيجب على من يتولاها أن يكون حافظاً لدرسه جيداً قادراً على تنمية موجوداتها بحس وطني وإنساني، لتحقيق رؤية سيد البلاد الملك المفدى .
وإذ نشكر حكومة الدكتور عمر الرزازعلى هذا النجاح في هذا الملف فنشكرها أيضا على إغلاق ملف الطاقة النووية ونطلب منها فتح تحقيق بالبرنامج النووي الفاشل من بدايته حتى يُحاسب المقصر، الشكر بقصد تعظيم الإيجابيات وعندما ننتقد الحكومة فالهدف التأشير على الخطأ ليس من باب التشكيك، ولكن من أجل التنبيه لهذه الأخطاء إن وجدت لأننا نرصد رأي الشارع، وأما بخصوص الانجازات الحقيقية والصائبة لا يمكن لأي إنسان صالح أن ينكرها، وإلا نصبح متخصصين بجلد الذات.
والله من وراء القصد