صراحة نيوز – بقلم الدكتور قاسم جميل العمرو
لم يمضي عام على تولي الدكتور عمر الرزاز دفة رئاسة الوزراء حتى أجرى ثلاث تعديلات على حكومته، بمعدل تعديل وزاري كل اربعة اشهر، وكان جلالة الملك قد كلف الدكتور الرزاز ليترأس الحكومة، على خلفية اقالة حكومة الدكتور هاني الملقي والدكتور الرزاز يتحلى بمواصفات تجعله محل ثقة للجميع لنظافة يده وعفة لسانه، لكن نقطة ضعف الرئيس هي عدم المامة بالواقع الاجتماعي بشكل يمكنه من تقدير خطواته حين الاقدام على خطوة بحجم استبدال وزراء بوزراء اخرين وهو محاط بعدد محدود من المعارف نتيجة الزمالة او العلاقات الاجتماعية الخاصة، بسبب طبيعة عملة لفترة طويلة خارج الوطن، ولان تشكيل الحكومة لا يقوم على أساس برنامج يطرحه الرئيس وفريقة بشكل منسجم ويتم محاسبة الرئيس على الانجاز، فإن أي تعديل على الحكومة يخضع بالتأكيد للمزاجية والمحسوبية والتدخلات من خلال تزكية وفرض اسماء لضمها للفريق الوزاري.
دخول بعض الاسماء للوزارة سيكون سبب مباشر لاثارة الشارع وسيفتح الابواب على مصراعيها لتفجر الالغام بوجه حكومة الرزار التي تعاني من انتقادات حادة سببها الاستقطابات السياسية والمصالح التي تمثل النخبة السياسية، والمعاناة الاقتصادية والاجتماعية التي يأن تحت وطأتها شريحة واسعة من المواطنين وشعور الطبقة الوسطى بالظلم من سياسات التنفيع التي تمارسها الحكومة بين الحين والاخر.
نتيجة لما يحصل يتولد لدى المرء انطباع بان الرجل لا يختار فريقة والا لماذا الاصرار على أشخاص لا يحتوي تاريخهم المهني أي انجاز يذكربل يسقطون على المنصب بالبارشوت.
هذا التعديل الوزاري يشبه الى حد كبير مذاق الشيبس بطعم البابريكا وهذا النوع من الاطعمة يغري الجائع لتناوله لطريقة عرضه وتغليفه، ليسد به رمقه وقد يشعره بالشبع لفترة من الوقت ولكن المصيبة ان هذا النوع من الاطعمة مضربالصحة ولا يعطي اي فائدة للجسم سوى شحنه بمزيد من الدهون والاصباغ الضارة، وحال التعديلات الوزارية اشبه بذلك.
دخول الوزير المخضرم سلامة حماد في التشكيل وهو صاحب وخبرة طويلة في إدارة ملف وزارة الداخلية وهو ابنها كما هو سمير مبيضين يطر تساؤل ما المبرر لاخراجه من الحكومة في عهد النسور ثم اعادته ثم اخراجه في التعديل ثم اعادته.
الدكتور الرزاز يقول ان الهدف من التعديل النهوض بالاداء وانا أرد على دولته عن أي أداء تتحدث دولة الرئيس وانت قد اثقلت الموازنة بتقاعدات خلال سنة لاكثر من 10 وزراء و10ينتظرون التعديل الرابع على حكومتك ان استمريت في موقعك.
كلنا يدرك ان الحكومات فاقدة لادنى مقومات المسؤولية لتقوم بواجبها وفقاً للدستور لتطبق معايير الشفافية والعدالة، واخطر ما تقوم به الحكومات المتعاقبة هو تدوير المناصب (عين، وزير، مستشار، رئيس مجلس إدارة) الثلاثمائة شخص تدور المناصب بينهم وياليتهم ينجزون، فاذا كان خروج وزير في التعديل الحكومي يعني تقصيره في أداء مهمته لماذا لا تتم محاسبته.
لقد اصبح التعديل الحكومي يعبر عن الحالة السياسية المترددة والمتردية والمحبطة في الداخل والتي لا تستجيب لتطلعات الملك نحو النهوض بالاداء بشكل مؤسسي، وبهذه الطريقة اعتقد ان الحراكيين وجدوا ضالتهم لشحن المزيد من الشباب للالتحاق بهم…..هل ستكون المواجهة قريبة ؟.