صراحة نيوز – بقلم الدكتور قاسم جميل العمرو
يبدو ان اتفاقية الغاز سيكون لها تداعيات كبيرة خصوصا بعد التسريبات التي نُشرت وتداولها ناشطون بأن صفقة الغاز التي وقعتها شركة نوبل انيرجي الامريكية مع شركة اردنية وهمية مسجلة في بروناي تحت اسم “اوف شور” offshore companies ويطلق هذا الأسم على الشركات التى تمارس عملها فى بلد مختلفة عن البلد التى تأسست بها الشركة وهذا بسبب إنخفاض الضرائب فى هذه البلاد ، وتتيح قوانين هذه البلدان لمؤسسين الشركات من اخفاء هويتهم الحقيقية وتتيح لهم الأجتماعات العامة، ان تحدث من خلال الهاتف ولا يتطلب منهم الكشف عن القوائم المالية لشركاتهم .
وتجذب هذه البلدان معظم المستثمرين المتهربين من الضرائب الكبيرة فى بلدانهم الاصلية لتخفف عنهم الضرائب على الرغم من استثمارهم بلدانهم .
والامر المهم والمثير للجدل، ان الاسعار الواردة في الاتفاقية تقدر بثلاثة اضعاف ثمن الغاز في السوق ووتم ربط سعر الغاز بثمن سعر برميل النفط، وهذا ما أثار سخط المعارضين للاتفاقية حيث تثار تساؤلات لماذا هذا الفرق في السعر ولمصلحة من تم ذلك.
الاتفاقية برمتها جاءت ضمن ترتيبات اقليمية في إطار التعاون الاقتصادي ويعزو كثير من الناس انها كانت سببا لعدم متابعة التنقيب عن الغاز بشكل جدي وايضا سبب لاعطاء امتياز التنقيب عن النفط في منطقة الجفر لشركة امونايت غير الموجودة اصلا على ارض الواقع ولم تنفذ اي نشاط في مجال التنقيب، والعمل جاري الان على فسخ عقد الامتياز لعدم وجود طرف آخر كما فهمنا من بعض ما نشره الخبراء في هذا الجانب وخصوصا تصريحات الخبير النفطي عامر الشوبكي.
قد يكون من المقبول سياسيا عقد اتفاقات اقليمية اقتصادية تعاونية وربما امنية وعسكرية ولكن من غير المفهوم اطلاقا توقيع اتفاقية مضرة بالاقتصاد الوطني وتظهر غبن كبير وقعت فيه الحكومة “حكومة هاني الملقي” واستعجال غير مبرر وغياب للشفافية خصوصا عندما هدد الرئيس بعض الوزراء الذين بدت عليهم علامات تردد بعدم توقيع الاتفاقية قائلا لهم اما التوقيع او الخروج من الحكومة، هذا ما أكده النائب صالح العرموطي على لسان احد الوزراء في أكثر من مناسبة.
الاردن بلد غني وحباه الله بنعم كثيرة منها الطاقة المتجددة فالشمس والرياح وحدها تكفينا لتغطية كل ما نحتاجه من الطاقة لو اخلصت الحكومات المتعاقبة النوايا، الحديث عن الطاقة والاقتصاد لا يتم بمعزل عن السياسة والاقتصاد بوابة التعاون ولكن لا يمكن قبول ان يكون على حساب مصالحنا واقتصادنا.
تداعيات اتفاقية الغاز ستكون اكثر وضوحا مع اقتراب حمى الانتخابات وهناك من يعول على الاتفاقية لتكون وسيلته الدعائية لجذب الاصوات وبالمناسبة يوجد كثير ممن يتاجرون بمثل هذه القضايا،الايام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت، وستكون الاتفاقية أبرز عناوين الصالونات السياسية ومادة دسمة يتعاطاها رواد، وسائل التواصل الاجتماعي ، قصة الغاز الاسرائيلي ليست جديدة ولكنها ستكون الاكثر حرارة في تسخين أجواء مربعانية الاردن السياسية