العُراق .. يَنتحِب .. لا يَنتخِب

6 أكتوبر 2021
العُراق .. يَنتحِب .. لا يَنتخِب

صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه

العراق العظيم ، لا يغرق ، العراق غرِق وانتهى . العراق ليس مُحتلاً إحتلالاً ، كما أي احتلال شهدته البشرية . العراق يتم العمل بكل خُبث لفرسنته ، وإبعاده عن كل ما له صِلة بعروبته .

قد يعتقد البعض ، حتى من مُحبي العراق ، انها شِدة وستزول ، وان العراق تعرض لما هو أكثر وأخطر مما يمر به الآن ، ويذكرون المغول بقيادة هولاكو وغيرهم ، وانه سيعود للحضن العربي . أرى ان من يعتقد ذلك لا يعرف الآليات الجهنمية الخبيثة التي اتبعها الفرس المجوس ومازالوا يتبعونها لسلخ العراق والعراقيين عن عروبتهم أرضاً ، ومعتقداً ، وإنتماءاً ، وسكاناً . على المدى المنظور لا أرى انفكاكاً للعراق من مخالب الفرس الا اذا حصلت معجزة ربانية .

وهنا أورد ( بعض ) الآليات التي اتبعتها ايران ، وما زالت تتبعها : أولاً :- وطّنوا وجنّسوا ملايين الايرانيين في العراق ، ومنهم السيستاني الذي يتحكم ويحكم العراق وهو المرجعية الشمولية المطلقة ، وقيل انه لا يرغب بحمل الجنسية العراقية . ثانياً :- هجّروا اعداداً كبيرة من العراقيين السُنة من مدنٍ كثيرة منها بغداد ، والهدف تغيير التركيبة السكانية بما يخدم اهدافهم . ثالثاً :- بموافقة ، ومشاركة ، ومباركة الامريكان والصهاينة وبالاشتراك تم اغتيال اكثر من ( ٣,٨٠٠ ) عالم عراقي ، كما تم تدمير البنية التحتية تدميراً غير مسبوق بحيث يستحيل إعادة إعمارها ، الا بنسفها نسفاً كاملاً . رابعاً :- زرعوا الفتن والمكائد بين العراقيين . خامساً :- جذّروا الطائفية البغيضة ومأسسوها . سادساً :- حتى عند مراعاة المحاصصة الطائفية في المناصب العليا ، يختارون عملاء ايران من السُنة ، والاسماء معروفة وكثيرة . سابعاً :- صنعوا عدة انواع من الميليشيات المتعصبة الشرسة التي تتبع الحرس الثوري وتأتمر بأمره . ثامناً :- إضعاف الجيش العراقي والاجهزة الامنية ، لدرجة ان الميليشيات العميلة تفوق الجيش أضعافاً مضاعفة ، عدة ، وعدداً ، وعتاداً . تاسعاً :- في كل وزارة او دائرة حكومية عراقية يوجد ممثل الى ايران ، لا تُجاز القرارات الا بموافقته . عاشراً :- حولوا مجرى اربعة انهار تنبع من ايران وكانت تصب في العراق ، حتى جفّت ، وبقي منها بعض المستنقعات الملوثة بمواد كيماوية خطيرة على كل شيء حيّ . أحد عشر :- وضعوا الانظمة والقوانين التي تُسهِّل على ايران إحكام سيطرتها . إثنا عشر :- زرعوا العملاء العراقيين في كل مفاصل الدولة العراقية ومن كل الدرجات ، فمثلاً لا يمكن باي حال من الأحوال ان لا تكون الغالبية المطلقة في مجلس النواب الا من العملاء العراقيين لايران بغض النظر عن المذهب . ثالث عشر :- همّشوا دور رئيس الدولة بحيث اصبح مجرداً من كل الصلاحيات ، وانحصر دوره في الجانب البروتوكولي ، ورئاسة مجلس النواب تصنع ايران الرئيس السني ليكون عميلاً ، ورئيس الوزراء لا جدال في ايرانيته ، ولا يحتارون في الاختيار ، لانهم يُعدُّون بالالوف . رابع عشر :- وضعت ايران آليات شديدة الدقة والخطورة لسرقة النفط العراقي . خامس عشر :- المصرف المركزي العراقي يأتمر بأمر ايران ، وينحصر دور العملاء العراقيين بالمصادقة والتوقيع . سادس عشر :- تعددت المنافذ الحدودية بين العراق وايران لدرجة يصعب حصرها ، كما يصعب ضبطها ويتم تهريب ما تحتاجه ايران باثمان رمزية للتدليل على انها تعامل تجاري ظاهرياً . سابع عشر :- نشروا الرذيلة بطريقة لا يمكن تصديقها ، لدرجة انه في بعض المناطق يتاجر الزوج بزوجته ، والأب بإبنته ، تحت مسميات شتى كزواج المتعة ، والزواج السياحي ، وزواج الضرورة وغيرها ، ويشرف على هذه المكاتب رجال الدين ، نعم ممن يُسمون رجال دين ، لكنهم في الواقع مسوقي نخاسة . ثامن عشر :- نشروا المخدرات في العراق ، واحترفت ايران زراعتها بكثافة ، لا يضاهيها في هذا النشاط الا افغانستان . تاسع عشر :- شوهوا وحرّفوا المذهب الشيعي عن أصله ومعتقده الحقيقي ، والأدلة القاطعة على ذلك كثيرة منها : تحويل المذهب الى طقوسٍ متخلفة للإمعان في التجهيل ، تصوروا انهم يقنعون الجهلة بالاتصال مع سيدنا الحسين بالهاتف الخلوي ، ويؤكد ذلك ما يصدر عن علماء الشيعة في لبنان تحديداً من تأكيدات على تشويه المذهب الشيعي عن سبق إصرار ليسهل انقياذ السُذج .

يقولون ان العراق ينتخب . في الواقع ، وفي الحقيقة ان العراق ينتحب ، حزناً على ما آل اليه من تدمير ممنهج . من يعتقد ان ما سيجري في العراق انتخابات ، هو مُضلَّل . العراق العروبي إنتهى ، وربما بلا عودة لحضنه العربي . أخال أحياناً ان ايران لديها استعداد عند الضرورة القصوى ان تتنازل عن اي جزء آخر من ايران الجغرافيا ، لكنها لن تتنازل عن العراق ابداً ، وبأحسن الأحوال تفاؤلاً ستتنازل عن بعض أجزاء العراق المحاذية للاردن فقط . أما نتيجة الانتخابات العراقية القادمة فهي معروفة سلفاً لكل ذي لُبّ ، حيث لن تزيد عن كونها ( cut , copy & paste ) كما سابقاتها ، حيث سيتم تدوير الأسماء ، كما تدوّر ال …

آاااخ يا عراق ، آاااخ يا بغداد العروبة . على كل عربي صادق الانتماء لعروبته ان تكون لديه قناعة أكيدة بان حواضر الأمة ثلاثة وهي : القاهرة ، وبغداد ، ودمشق ، والبقية — رغم أهميتها ومحورية ادوارها الاّ انها لا تصنع حدثاً مثلها . فاذا مسَّ الضُرّ هذه العواصم المحورية يطال الضُرُّ والضرر كل العرب . وأختم بابيات عن وجع العراق ( للمتنبي الأخير ) الشاعر الكبير / عبدالرزاق عبدالواحد ، من قصيدة ( من لي ببغداد ) ، حيث يقول :-
دَمعٌ لبغداد .. دَمعٌ بالملايينِ
من لي ببغدادَ أبكيها وتبكيني ؟
من لي ببغداد ؟ .. روحي بَعدَها يَبِسَتْ
وصَوَّحَتْ بعدها أبهى سناديني
عُدّْ بي إليها .. فقيرٌ بَعدَها وجعي
فقيرةٌ أحرُفي .. خُرسٌ دواويني .

الاخبار العاجلة