صراحة نيوز – القى أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس الدكتور عبد الله كنعان محاضرة في الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة استعرض فيها صورا حية توضح مفهوم المسجد الأقصى والمعالم التي يحويها، وتبين الإجراءات التهويدية والاعتداءات الإسرائيلية التي تتم في القدس الشرقية.
وقال الدكتور كنعان خلال اللقاء الذي ادارته الدكتورة غيداء أبو رمان أن قضية القدس الشريف وهي لب القضية الفلسطينية وجوهر الصراع العربي – الإسرائيلي، مؤكدا أن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وتطبيق قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية وإجبار إسرائيل على تنفيذها، يحقق الأمن والسلام للعالم أجمع، فالاحتلال لا بد أن يزول عاجلاً أم آجلاً.
وبين الدكتور كنعان أهمية الوصاية الهاشمية – الأردنية التي بدأت في عهد الملك المؤسس الملك عبد الله الأول الذي يرجع الفضل إليه وإلى الجيش العربي في الحفاظ على القدس الشرقية ومقدساتها. وإلا لما كان للعرب والمسلمين قدساً ولا مسجداً أقصى، لأن المخطط الصهيوني آنذاك كان يهدف إلى احتلال القدس داخل الأسوار وهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل مكانه.
كما أشار كنعان إلى تقرير الاسكوا الأخير – لم ينشر رسمياً – الذي بين عنصرية إسرائيل وقوانينها التي تمارس على الشعب الفلسطيني، كما ذكر كثيرون من رجال السياسة والمفكرين الإسرائيليين والغربيين أن ما شاهدوه من ممارسات عنصرية في إسرائيل هي أكثر عنصرية مما كان في دولة جنوب إفريقيا عندما قاطعها المجتمع الدولي وفرض عليها العقوبات حتى ألغيت العنصرية تماماً.
وعرض كنعان مجموعة أسئلة يطرحها الكثيرون من الساسة والمفكرين ودعاة السلام في العالم ومنهم إسرائيليون، ومن هذه الأسئلة:
لماذا لا تنفذ إسرائيل قرارات الشرعية الدولية، وتضرب بها عرض الحائط؟ (وهي التي تم الاعتراف بها كما ذكرنا بموجب قرار من الأمم المتحدة).
ولماذا لا تستجيب إلى قرارات اليونسكو ولجنة التراث العالمي التي لم يجف حبرها بعد حيث أكدت في أكثر من قرار أن المسجد الأقصى المبارك هو الحرم القدسي الشريف البالغة مساحته 144 دونماً هو ملك للمسلمين وحدهم ولا علاقة لليهود فيه إطلاقاً، وأن إدارته تعود إلى مديرية الأوقاف الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية،؟
ولماذا لا يطبق مجلس الأمن البند السابع على إسرائيل بخصوص القرارات التي صدرت بشأن القضية الفلسطينية أسوة بقرارات اتخذت بحق دول كثيرة كي تنصاع وتنفذ هذه القرارات، حتى فرضت عليها العقوبات المختلفة، واستعملت القوة العسكرية لإجبارها على ذلك؟
لماذا يصمت المجتمع الدولي على أطول احتلال في العصر الحديث؟ ويضيف المتسائلون: ألا يخجل المجتمع الدولي من نفسه لبقاء هذا الاحتلال والسكوت على ممارساته العدوانية؟
إلى ذلك أوضح كنعان أن هناك أكثر من منظمة إسرائيلية تتابع أولا بأول عدوان إسرائيل وممارساتها ضد الشعب الفلسطيني وتدافع عن حقوقه حتى وصل الأمر بمؤسسة بتسليم ورئيسها حاجي العاد بالتقدم بطلب لمجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على إسرائيل بغية إنهاء هذا الاحتلال.
كما وجه 17 إسرائيلياً ممن نالوا جائزة إسرائيل في الأدب والعلوم والفنون رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية يطلبون فيها الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967 وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
وفي ذات السياق وجه نحو 100 جنرال إسرائيلي من مختلف الرتب العسكرية الإسرائيلية رسالة إلى رئيس وزراء إسرائيل يدعونه فيها إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكي يعيش أبناؤهم في أمن وسلام ويؤكدون في رسالتهم بأن دولة إسرائيل وحروبها لن تحقق الأمن والسلام للمواطن الإسرائيلي أياً كان.
وأشاد كنعان بموقف النائب البرلمان الكويتي “مرزوق الغانم” الذي طلب من الوفد الإسرائيلي مغادرة الجلسة التي عقدت للبرلمانات الدولية مخاطباً إياهم: “أنتم قتلة الأطفال…” وأكدت على موقفه النائبة الأردنية وفاء بني مصطفى. مما كان له أعظم الأثر في النفوس مما يدل على أن القضية الفلسطينية لا تزال المحور والأساس وفي ضمير الشعوب الحية.
وختم كنعان محاضرته بتوجيه سؤال هو: هل القدس لأهل القدس وفلسطين وحدهم أم لكل العرب مسلمين ومسيحيين ومليار ونصف مسلم في جميع أنحاء العالم؟ ولماذا يقف الأردن وحيداً في مواجهة التعنت الإسرائيلي الذي تقوده حكومة يمينية متطرفة يسيطر عليها الفكر الصهيوني الذي يرى في فلسطين أرض إسرائيل الكبرى من البحر إلى النهر وأن القدس الموحدة بشطريها هي عاصمة لدولة إسرائيل، وأن العرب سكان فلسطين وأصحابها الشرعيين عبارة عن لاجئين فيها مقيمين لا مواطنين وأن الهيكل يجب أن يقام مكان الأقصى المبارك؟
وعن مشاركة الحضور حذر الدكتور نواف الشطناوي من أيدي عربية رسمية تحاول رفع الوصاية الهاشمية – الأردنية عن القدس، مؤكدا أن هذه الأطماع من شأنها التأثير سلبا على قضية القدس وأهلها الصامدين.
وفي مشاركة أخرى شدد المهندس معن ارشيدات على ضرورة دعم الصامدين في القدس ماديا أولا ثم معنويا، مطالبا جميع العرب الذين ما زالوا متمسكين بالقضية الفلسطينية بالقيام بفعاليات جدية لجمع التبرعات وإيصالها لفلسطين.
السيدة منال شموط أثارت في مداخلتها أهمية الدور المسيحي في القدس، مشددة على أن سر قوة العرب يكمن في التنوع الثقافي والفكري والعرقي مع تأكيدها على الهوية العربية الجامعة التي تصهر جميع الهويات الفرعية، موضحة أن الفتوحات الإسلامية وما لحقها من إنجاز وبناء وثقافة هو مصدر فخر لكافة العرب بشتى مشاربهم.
وفي نهاية اللقاء وزعت اللجنة الملكية لشؤون القدس بعض الكتب الصادرة عنها والتي توثق الدور الأردني في حماية المقدسات، وتوثق الاعتداءات الإسرائيلية على أهالي القدس من خلال القوانين العنصرية أو عبر آلتها العسكرية المتوحشة.