صراحة نيوز – بقلم المهندس سمير حباشنة
بيروت يا زهرة فواحة في “صحن” الدار ِ العربية، التي ما توقفتْ يوماً عن نشرِ عبَقها المشبَع بثقافتنا العربية، فهي القلعةُ الحصينة التي حافظت على لغتِنا وحمتها من الاندثار طوالَ أيام التجهيلِ العثماني المقيْت، الذي ابتُلينا به لقرونٍ طويلة.
بيروت لانحبكِ فقط لأنكِ الأجمل بينَ المدن ومنارة العرب، بل لأنكِ في طليعة رُوادِ صياغة وحملْ وترويجْ فكرٍ عربيٍ حرٍ نشط، يوائمُ بينَ ما هو خلاقٌ من تراثنا وبين متطلبات المعاصرة.
بيروت يا دارَ الأدبْ ويا مدرسةَ الصحافةِ العربية الحرة في زمن القهر وكتم الأنفاس وتكسر الأقلام، يا من كنتِ الحضنَ الدافئ لكلِ عربيٍ ضاقت عليه الدنيا، وعز عليه البقاء في بلده، فكنت بيروت الملاذ ..
بيروت التي أحبها العرب كما أحبتهم، وفتحت أذرعَها لهم جميعاً للسائحِ واللاجئ والسياسي الفار من بلده، بيروت العربية هذه لا تتركوها تذبلْ..
وبعد…قدمت أوروبا “مليارات” بعد حريق كتدرائية نوتردام في باريس، فهل يقدمُ العرب مليارات، لإعادة بناءِ بيروت العربية الأبية الجميلة المنكوبة.
قلبي ينفطر ُ حزناً على بيروت..