صراحة نيوز – د. حسين عمر توقه
باحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن القومي
تسلسل الأحداث :
بعد مفاوضات ماراثونية بين أعضاء مجلس الأمن الدائمين الصين وروسيا وأمريكا وفرنسا وبريطانيا بالإضافة إلى ألمانيا مع إيران في لوزان بسويسرا تم التوصل إلى الإتفاق النووي تحت شعار خطة العمل الشاملة المشتركة بتاريخ 2 /4/2015 ولكن الولايات المتحدة في ظل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتاريخ 8/5/2018 أعلن إنسحاب الولايات المتحدة من هذا الإتفاق النووي وأعلن البدء بتطبيق عقوبات جديدة على إيران وزيادة حظر النفط الإيراني ومشتقاته .
وتصاعد التوتر بين كل من الولايات المتحدة بالرغم من محاولة باقي الدول الحفاظ على الإتفاقية النووية إلا أن وتيرة الخلافات بين الولايات المتحدة وإيران قد تصاعدت وشهدت بعض المظاهر العسكرية بدءا بقيام الحوثيين بتبني هجوم بطائرات مسيرة استهدف محطتين لضخ أنابيب شرق / غرب الذي ينقل النفط السعودي من حقول النفط بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي للسعودية وفي غضون شهر تم إستهداف ناقلتي نفط سعوديتين وأربع سفن تجارية مدنية من عدة جنسيات لعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات.
وجاء الحدث الأكبر بتاريخ 12/5/2019 حين أعلنت إيران قيامها بإطلاق صاروخ وإسقاط أحدث وأغلى طائرة (135 مليون دولار) درون المسيرة الخاصة بالتجسس والمراقبة على إرتفاع يصل إلى 65 ألف قدم وهذا يدلل بوضوح على التقدم التكنولوجي في طبيعة التسلح الإيراني مما أثار الفزع لدى القيادة الأمريكية.
وبالمقابل فإن الولايات المتحدة قد أعلنت بتاريخ 18/7/2019 حسب التوقيت المحلي للولايات المتحدة أنها قامت بإسقاط طائرة إيرانية مسيرة عن طريق قطع الإتصال بين مركز إطلاق الطائرة وبين الطائرة المسيرة مما أدى إلى سقوطها دونما استخدام لأي صاروخ مضاد وإنما استخدمت إحدى وسائل الحرب الألكترونية علما بأن الإيرانيين قد نفوا سقوط أي طائرة مسيرة تابعة لهم .
إن مثل هذا المسلسل المضحك المبكي بين نفي سقوط الطائرة أو تأكيده يتم التأكد منه بسهولة بواسطة الأقمار الصناعية .
بالأمس بتاريخ 19/7/2019 قامت إيران بإحتجاز ناقلتي نفط بريطانيتين إلا أنها أفرجت عن إحداها مقابل قيام السلطات البريطانية بإحتجاز ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق مما أدى إلى إجتماع طارىء للحكومة البريطانية والإعلان عن أنها ستلجأ إلى كل الوسائل المتاحة للإفراج عن الناقلة بما فيها التنسيق مع الولايات المتحدة حيث أعلن الرئيس الأمريكي بأنه سيتصل مع الحكومة البريطانية لإتخاذ الإجراءات اللازمة .
واليوم تطالعنا الأنباء أن إيران قد غيرت في روايتها وأنها قد احتجزت سفينة النفط البريطانية نتيجة وقوع حادث عرضي بينها وبين إحدى سفن الصيد مما أدى إلى تخفيض وتيرة المواجهة بين بريطانيا وإيران.
وفي صبيحة هذا اليوم أعلن الناطق بإسم القيادة المركزية أن نها ستفعل مهامها وواجباتها من أجل تأمين حماية وسلامة السفن وناقلات النفط وتأمين العبور الآمن عبر مضيق هرمز . علما بان الولايات المتحدة تحاول الآن تأمين تآلف دولي يضمن سلامة العبور الأمن لكل السفن وناقلات النفط ويحد من ألأخطار الإيرانية في مياه الخليج .
وفي النهاية إن أهم هدف للسياسة الأمريكية في المنطقة هو التأكد من أن إيران لن تنفذ تهديدها في رفع منسوب نسبة تخصيب اليورانيوم حسب تهديد القيادة الإيرانية المتفق عليها لأن أي زيادة في نسبة التخصيب يعني الإقتراب من حصول إيران على السلاح النووي وهو ما تخشاه كل من إسرائيل والولايات المتحدة وتعارضانه بشدة .
فهل يستمر التوتر وإختلاق الأحداث بين إيران والولايات المتحدة مثل حجز ناقلات النفط أو التعرض إليها وإسقاط الطائرات المسيرة . وهل يقع خطأ ما فادح قد يؤدي إلى رد فعل قوي ووقوع مجابهة محتملة يكون ضحاياها دول الخليج بما فيها إيران لأن أي حرب تقع لا قدر الله ستعرض الأراضي العربية إلى الأخطار أم أن سيناريو كل هذه الأحداث هو إبقاء دول الخليج العربية تحت رحمة الولايات المتحدة .
قوة الإنتشار السريع :
قبل البدء بتشكيل القيادة المركزية بثلاث سنوات وبالذات في عام 1980 قامت الولايات المتحدة بتشكيل قوة مشتركة من مختلف فروع القوات المسلحة وأطلق عليها إسم قوة “الإنتشار السريع” وأحيانا يطلق عليها اسم قوة التدخل السريع . وذلك بعد فشل عملية تحرير الرهائن الأمريكيين من إيران والتي تم تنفيذها بأوامر مباشرة من الرئيس الأمريكي كارتر وقد جاءت هذه العملية الفاشلة عسكريا لتكشف للعالم ضعف الولايات المتحدة في مجال القيام بعمليات خاصة لقوات محمولة .
ولقد أجمع المحللون العسكريون أن أحد الأسباب الرئيسة لفشل هذه العملية هو عدم وجود التنسيق وعدم تحديد المسؤوليات العملياتية بين كل من سلاح الجو وسلاح البحرية وقوات الجيش ومشاة البحرية.
ولقد تمت التوصية بإعطاء قيادة قوة الإنتشار السريع ومركزها في فلوريدا بالتنسيق مع هيئة الأركان المشتركة صلاحية استخدام سفن الأساطيل الأمريكية والقواعد العسكرية والجوية المتواجدة في بقاع العالم الساخنة . ولقد قامت هذه القوات بعمليات التدريب في صحراء نيفادا وتكساس كما أجرت مناورات عسكرية مع بعض الجيوش العربية تحت اسم النجم الساطع.
ولو قمنا بتحليل ديناميكية هذه القوات وقدرتها على الإنتقال والتدخل وقدرنا تكاليف نقل هذه القوات على سبيل المثال من ولاية كارولاينا الشمالية إلى الخليج العربي بالإضافة إلى عدم توفر العدد الكافي من طائرات “جالاكسي ” لنقل الدبابات والأسلحة والعتاد والقوات ناهيك عن أن هذه الطائرات بحاجة إلى غطاء جوي وإلى مدرجات للهبوط وأن ناقلات الجنود والدبابات بحاجة إلى الوقود .
كما أن عملية إنزال المظليين أو القوات الخاصة في منا طق صحراوية مكشوفة هي بمثابة إنتحار . كل هذه الأمور دفعت بالمخططين من القادة العسكريين بدعم من القادة السياسيين الأمريكيين إلى الإعلان عن تشكيل ” القيادة المركزية للولايات المتحدة .
2: القيادة المركزية للولايات المتحدة :
بتاريخ 1/1/1983 وتحت شعار تأمين الحماية والأمن للدول الصديقة بالإضافة الى تأمين حماية المصالح الأمريكية في منطقة جنوب آسيا وشبه الجزيرة العربية وشمال شرق إفريقيا . تم الإعلان عن تشكيل القيادة المركزية للولايات المتحدة بحيث تمتد مسؤوليتها العسكرية لتشمل كلا من الهند والباكستان وسيريلانكا وأفغانستان وإيران والعراق والسعودية والبحرين والإمارات العربية وقطر وعمان واليمن والأردن وتركيا وإسرائيل ومصر والسودان وإثيوبيا والصومال وكينيا وأوغندا وتنزانيا ورواندي وزائير وجمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد وليبيا.
أي أن الخط الجوي بين الشرق والغرب يمثل سبعة آلاف ميل وأن طول الخط البحري هو ثمانية آلاف ميل تقريبا من خلال قناة السويس . أما إذا تم الدوران حول رأس الرجاء الصالح فإن طول الخط البحري يبلغ 122 ألف ميل .
وتستمد هذه المنطقة أهميتها الإستراتيجية لأنها تحيط بالجهة الجنوبية للإتحاد السوفياتي سابقا وثانيا لأنها تشكل أكبر مخزون نفطي في العالم وثالثا لأنها تضم أعظم مناجم الذهب والألماس واليورانيوم بالإضافة إلى أنها تشرف على مضيق هرمز ومضيق باب المندب وقناة السويس. بحيث تتحمل هذه القيادة كافة أعباء المسؤوليات لجميع القوات الأمريكية في هذه المنطقة والإشراف على كافة تحركاتها ونشاطاتها بالإضافة إلى إرتباط هذه القيادة مباشرة مع أصحاب القرار في وزارة الدفاع ” البنتاغون ”
وإن القيادة المركزية تضم تحت قيادتها فرقا ذات تاريخ عسكري طويل في الحروب . فمنها من شارك في الحرب العالمية الثانية مثل الفرقة 82 والفرقة 101 بالإضافة الى فرقة وفوج من مشاة البحرية وثلاث فرق من الجيش بالإَضافة الى ألف طائرة مقاتلة وطائرات هيلوكبتر ونقل بالإضافة الى ثلاث حاملات للطائرات وفرقاطات ومدمرات وطرادات و الآن وقد تم التنسيق العملياتي بينها وبين الأسطول الخامس وبعد نقل قيادة ميدانية في قاعدة العيديد في قطر أصبحت هي القوة الأعظم في منطقة الخليج العربي.
إن القيادة المركزية للولايات المتحدة هي خلاصة الفكر الإستراتيجي المتواصل وهي نتاج مرحلة متطورة تحت شعار تكامل مصالح الولايات المتحدة الأمنية مع مصالح الدول الصديقة ولقد جاء بناء قاعدتي السيلية التي اكتسبت شهرتها إبان الحرب الإسرائيلية مع حزب الله عام 2006 وقاعدة العديد الجوية في قطر مثالا حيا لمثل هذا التعاون الإستراتيجي تبعه إتخاذ البحرين مقرا لقيادة الأسطول الخامس .
ولقد جاءت هذه القيادة لتحقيق بعض الأهداف الإستراتيجية العليا والقيام بعدد من الواجبات والمهام الدفاعية منها تولي مسؤولية تقديم المساعدات الأمنية العسكرية اللازمة وإدارتها بالإضافة إلى الإشراف على عمليات بناء القواعد والتجهيز لكل المنشآت والمواقع والقواعد العسكرية . وأن مهمتها الرئيسة تتمثل في إجراء مناورات حربية مشتركة مع الدول الصديقة والإستعداد للتعاون العسكري المتكامل في حالات الطوارىء والإضطرابات بالإضافة إلى التخطيط والتنظيم وإنشاء شبكات للإتصال وتبادل وإعداد برامج خاصة للتدريب العسكري بالإضافة إلى إرسال ضباط إرتباط مع حكومات الدول
الأهداف الحقيقة للقيادة المركزية :
لقد شهد العالم منذ تأسيس القيادة المركزية مراحل سياسية وأحداث هامة حيث تم تأسيسها في نهايات الحرب الباردة بين المعسكر الشيوعي والمعسكر الرأسمالي وشهدت مرحلة الحرب العراقية الإيرانية وشهدت مرحلة إحتلال الكويت وقيام دول التآلف بقيادة الولايات المتحدة بشن حرب تحرير الكويت وتبعها الحرب على الإرهاب وغزو كل من أفغانستان والعراق وشهدت القيادة المركزية عهد الحرب الرابعة حرب الإنابة وحرب الخلايا النائمة ونتائجها المتمثلة بالربيع العربي الدامي واليوم تشهد التوتر المتأزم بين إيران والسعودية في منطقة الخليج وتنامي النفوذ الإيراني في كل من العراق وسوريا واليمن ولبنان .
إن الأهداف الحقيقية للقيادة المركزية تتمثل بالديناميكية والقدرة على التأقلم حسب الأخطار والأحداث التي تهدد مصالح الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وهذه الأهداف هي .
1: إن إعلان الولايات المتحدة عن إستعدادها لتقديم الدعم والعون العسكري لدول المنطقة كان الهدف منه تحجيم الدور السوفياتي في منطقة الخليج العربي وإغلاق الباب على إمكانية إستغلال الإتحاد السوفياتي للثورة الإسلامية الإيرانية من أجل تحقيق أهدافه في الوصول إلى مياه الخليج العربي وإقامة علاقات دبلوماسية مع الدول العربية في منطقة الخليج .
2: إن الولايات المتحدة في بداية الستينات كانت تتمنى الحصول على قواعد حربية بحرية وجوية وبرية في منطقة الخليج وكانت على أتم الإستعداد لتقديم كل الإغراءات المالية والمادية والإستراتيجية والعسكرية إبان الحرب الباردة وتطورت بعد ذلك وكنتيجة حتمية لوقوع الحرب الإيرانية العراقية وإمتداد التهديد الإيراني إلى دول عربية خليجية مجاورة . فلقد أخذت بعض هذه الدول تتهافت على منح القوات الأمريكية التسهيلات وأخذت تتستر تحت شعارات متعددة وكان من الأولى بهذه الدول منذ البداية أن تدعو العراق للإنضمام إلى عضوية دول مجلس التعاون بإعتباره إحدى الدول العربية المشاطئة للخليج وأن تخطط وتنسق سياسيا وعسكريا مع العراق من أجل وضع حد للتهديد الإيراني بقيادة الخميني .
3: إستغلال الحرب العراقية الإيرنية من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب وإرغام دول المنطقة على منح القوات الأمريكية قواعد جوية وبحرية وبرية . وفي حال تحقيق مثل هذا الهدف فيمكن استخدام هذه القواعد من أجل تخزين الذخيرة والعتاد والمعدات العسكرية المختلفة . وعلى سبيل المثال فإن عملية تخزين ستين ألف طن من المعدات والتجهيزات العسكرية المشحونة بواسطة السفن توفر على الولايات المتحدة تشغيل مائة طائرة من نوع سي 141 يوميا ولمدة شهر .
بالإضافة إلى أن الفترة الزمنية التي تحتاجها الولايات المتحدة لنقل القوات المحمولة ووضعها في حالة قصوى من التأهب والجاهزية القتالية في حال توفر القواعد الحربية تستغرق أقل من 24 ساعة بينما تستغرق في الأحوال العادية أسبوعين بواسطة النقل الجوي وثلاثة أسابيع بواسطة النقل البري .
4: إن أحد بنود الإتفاق الإستراتيجي الأمريكي الإسرائيلي يسمح للقوات الأمريكية بتخزين الأسلحة والمعدات بالإضافة إلى إستخدام كافة المعدات والأجهزة العائدة إلى الجيش الإسرائيلي وعليه فإن إسرائيل هي بحد ذاتها أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط .
5: إن كل المحللين العسكريين في وزارة الدفاع قد نصحوا الإدارة الأمريكية بإقناع الكونغرس من أجل الموافقة على بيع دول الخليج العربي الأسلحة الأمريكية وذلك طمعا في المكاسب المادية للصفقات العسكرية وإبقاء عجلة التصنيع الحربي الأمريكية دائرة . بالإضافة إلى ضمان عدم تحول هذه الدول إلىمصادر أخرى غير الولايات المتحدة لشراء السلاح .
ولعل الهدف الرئيسي هو تمكين القوات الأمريكية من إستخدام هذه الأسلحة أو على الأقل الإستفادة من مخزون هذه الدول من الذخيرة والآليات والدروع وناقلات الجنود .
6: إن رفع شعار التعاون وإجراء المناورات العسكرية المشتركة لا سيما في مجال التزويد والتنسيق ومراعاة توفير المياه والوقود والتدريب والإستعداد لمجابهة الرمال بالإضافة إلى إمكانية التأقلم مع درجات الحرارة العالية نهارا والباردة ليلا وتوفير الإمدادات الغذائية . الهدف منه خلق الجو النفسي والمعنوي المناسب للجندي الأمريكي وتطبيعه وتطعيمه على جو المعركة في الصحراء العربية قبل وقوعها .
7: ضمان استمرار تدفق البترول والغاز العربي ووصوله إلى اليابان وأوروبا الغربية والولايات المتحدة مع استمرار الظهور بمظهر القوة الأعظم وتحقيق مكاسب سياسية وإستراتيجية أهمها إعادة الدول العربية إلى عهود الحماية والتبعية وما تتطلبه هذه الحماية من إستغلال وإستنزاف لقدرات وثروات وطاقات الدول العربية وتجزئتها سياسيا .
8: إبان السنوات الأخيرة تحولت مصادر التهديد حسب ترتيبها واختلطت الأوراق فبعد أن كانت إسرائيل هي العدو الأول للعالم العربي أصبحت إيران الآن تشكل التهديد الرئيس لمنطقة الخليج لاسيما بعد إمتداد المد الشيعي وفرض نفوذه كما ذكرنا على العراق وسوريا واليمن ولبنان وهي الآن السبب في تهالك الدول العربية إلى إرضاء الولايات المتحدة وتقديم كل الدعم المالي إلى الإدارة الجديدة في عهد الرئيس الأمريكي ترامب أو بتعبير أدق قيام الرئيس الأمريكي بتشليح الدول العربية هذا الكم الهائل من الأموال تحت ستار تأمين الحماية والأمن القومي وحماية هذه الدول من التهديد الشيعي الإيراني كما شهدت هذه المرحلة تقاربا مضطردا بين الدول العربية وإسرائيل على أمل أن تقف إسرائيل بجانب الدول العربية في حال وقوع أي نزاع بين الدول العربية وإيران .
ولا أظن أن إسرائيل أو الولايات المتحدة سوف تقوم بشن حرب ضد إيران دفاعا عن دول الخليج لأن إيران أصبحت بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبا ولكن التوتر سوف يزداد ويتفاقم أحيانا لدى حدوث أي أعمال قد تهدد الملاحة في الخليج أو أي إعتداء على ناقلات النفط من هنا فإن مسؤولية حماية هذه الناقلات وضمان سلامة مرور هذه السفن عبر مضيق هرمز قد أصبح هدفا آنيا للقيادة المركزية .
إن الطامة الكبرى التي واجهتها القيادة المركزية وقيادة الأسطول الخامس ناجمة عن ضحالة مياه الخليج في كثير من أجزائه بالإضافة إلى ضيق المساحة وقرب المسافة وعدم توفر الوقت الكافي للإنذار وعدم المقدرة على التقييم أو المعرفة المسبقة بالطريقة أو الكيفية التي يتخذ بها الإيرانيون قراراتهم حول مجابهة الأسطول الأمريكي .
كل هذه الأمور قد زادت من قلق الأمريكيين وتخوفهم سيما وأن السفن الحربية الأمريكية العابرة لمضيق هرمز والسفن الراسية أو القريبة من الشواطىء القطرية والبحرينية والكويتية هي في مدى الصواريخ الإيرانية بالإضافة إلى بعض التصريحات العسكرية الإيرانية في بدايات التوتر أنها ستقوم بإستخدام عدد من الطيارين الإيرانيين بهجمات إنتحارية كما أن المحللين العسكريين لم يستبعدوا إمكانية قيام إيران بإستخدام قوارب سريعة محملة بالمتفجرات شديدة الإنفجار وموجهة توجيها لاسلكيا يزيد على 23 ميلا . كما أنهم لا يستبعدون قيام إيران بعملية تلغيم مياه البحر لا سيما وأن حاملات الطائرات والسفن الأمريكية والفرقاطات تواجه ضعفا واضحا فيما يتعلق بكاسحات الألغام ومعالجتها رغم تزايد قدرات طائرات الهيلوكبتر الخاصة بكشف الألغام