صراحة نيوز – بقلم د حازم قشوع
بعد عمليات الاهتزازات والخلخله ، ورياح التجويه والتعريه التى اجتاحت الجغرافيا والديموغرافيا والانظمه ، فاز الجميع وخسر اهل المنطقه ، هذه الجمله المفيده التى تنطبق على مجريات احداث الاقليم والذى يدخل فى اختبار معلوم “open note”.! .
وفى هذا الامتحان تستطيع فتح الكتاب وتصفح ما يمكنك تصفحه ،كما يمكنك قراءة ما يمكن قراءته ، لكنك لا تستطيع الاجابه ليس من واقع قدرتك عليها ، لكن لانك لا تمتلك القلم الذى تكتب فيه ولا حتى الورقه التى يمكنك الكتابه عليها ، بينما يمكنك الحديث والحديث فقط وهذا لان الكلام هنا لا قيمه مفيده يحمل ولا درع واقي يشكل ، ولان الامتحان تحريري فان شروط النجاح فيه تسليم ورقة الاختبار والتى لا يمتلك البعض ادواتها ولا
حتى الورقه ذاتها .
فلقد تم تبديل مراكز بيت القرار من اوروبيه – امريكيه الى روسيه – امريكيه ، وتم تغيير المراكز المحوريه الاقليميه
من عربيه – اسرائليه الى تركيه – ايرانيه -اسرائليه ، وتبدلت معها اهداف اللمكونات الاجتماعيه المشكله لبلدان النظام العربي ، فلا مكوناته غدت واحده ولا اهداف مجتمعاته بات واحده ، وغدا المكون العربى ترزخ مكونات تحت وطاة الاستقطاب الاقليمي ، لكل منها اجندته ولكل واحده من فئاته توجهه ، وهو الواقع الذى جعل من النظام العربى
يؤول الى هذا الواقع المحذور والذى بات فيه غير قادر
على الحركه لكنه مازال ينطق ومازال قادر على الكلام .
وعلى الرغم من التحذيرات تلو التحذيرات والمبادرات الاستثنائيه التى قام جلالة الملك عبدالله الثاني فى لملمة الحاله العربيه فى قمة البحر الميت ، واشتباك الدبلوماسيه الاردنيه مع اسقاطات بل وتفاهمات ما يعرف بصفقه القرن على الصعيد السياسي الاقليمي والعمل على تشكيل رافعه نهوض عربيه اردنيه – مصريه- عراقيه ، هذا اضافه الى تعزيز الجبهه الاردنيه الفلسطيه فى اشتباك دبلوماسي وانتخابي اضافه الى حرص الدبلوماسيه الاردنيه على سلامه الاراضي السوريه ، لكن كل ذلك لم يجد فى بيت القرار العربى حسن الاستجابه المطلوبه ، ليصبح هذا البيت ابيات شعريه تقراء وفى المناسبات الرسميه .
لكن ماذا بعد دخول المنطقه مرحلة الترسيم ، التى فيها يتم اعاده رسم الجغرافيا السياسيه للاوطان ويتم عبرها تثبيت اوتاد النفوذ الاقليمي فى المجتمعات وليس فى البلدان ، ماذا بعد اجتياح الشمال السورى من قبل الاتراك الذى يقدم مثل صارخ عم ستؤول اليه الحاله فى المنطقه ، فى ظل تعالي اصوات التقسيم القادمه المصحوبة باسواط تهدد الجميع ، وتاذن عن انتهاء مرحله المخاض وتجبر الجميع على التهليل والترحيب بقدوم المولود الجديد ، الذى يقسم ما هو مطروع ويقسم ما كان مجموع ، لا بل ويشرعن ما تم التفاهم حوله من دون مرجعيات قانونيه تذكر او مسوغات بينيه تعلم .
ماذا بعد الاعلان الصريح عن دول توسعيه اقليميه تشهر إستراتيجياتها التوسعيه ، وتذعن فى تثبيت نفوذها وتحديد حدودها فلقد سبقت لاسرائيل القيام بذلك ومازالت ايران تفاوض على ذلك وها هى تركيا تقوم بفرض واقع جديد وذلك ضمن حاله قد تستحفز الدول الاقليميه الثلاث على اتباع ذات المسار الذي اتبعته تركيا بالعمل على اجتياح مناطق نفوذها ، فاذا لم يستدرك النظام العربى ذلك ويقوم بما عليه من واجب فى الدفاع عن ذاته فى الوقت الراهن فان المنطقه تكون قد استكانة لما هو قادم بدون مقاومه تذكر .
فالامل مازال معقود ان تنتفض الامه لذاتها ، وان لا تضيع ما لايمكننا تعويضه على الاقل فى الوقت الراهن ، هذا
لاننا لا نمتلك ادوات استرداده ، فان شرعيه القوه بات تخيم
على المناخات العربيه والتى لن يردها شرعيه قانونيه او مواقف استهجانيه ، وهى بحاجه الى فعل وحدوي جامع
يعيد برهنه ما يجب برهانه ، عبر الانتفاضه للذات العربيه فهل سيستجيب النظام العربي لذلك ، هذا ما ستجيب عنه الايام القادمه .