صراحة نيوز – بقلم الدكتور حسين عمر توقه
لقد اتبعت إسرائيل مجموعة من المبادىء الإستراتيجية خلال ستة عقود أوصلتها الى ما وصلت اليه الآن فهي قوة عظمى في ترسانتها النووية وهي قوة اقتصادية في العالم وهي دولة ذات نفوذ وهي دولة فوق قرارات الأمم المتحدة وفوق قرارات كل جمعيات حقوق الإنسان وهي دولة ذات سيادة وهي دولة محتلة
فما هي هذه المبادىء ولماذا لانحاول الإستفادة منها عساها تساعد في إيقاظنا من غفوتنا أو توقفنا على أرجلنا بعد كبواتنا من ربيع زائف إلى خريف دامي
المبادىء التي اعتمدتها الإستراتيجية الإسرائيلية في تحقيق وجودها:-
1: إقناع الولايات المتحدة بأن العلاقة الإسرائيلية الأمريكية هي أقوى بكثير من العلاقة الأمريكية العربية وأن إسرائيل هي الصديق والحليف الإستراتيجي الذي يمكن الإعتماد عليه
2: إقناع العالم العربي بما فيه الولايات المتحدة أن التفوق العسكري الإسرائيلي هو مفتاح الأمن والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط
3: العمل على تحطيم منظمة التحرير الفلسطينية لا سيما القوة العسكرية
4: تحقيق الخلاف وإيقاع الفرقة وتمزيق الأنظمة العربية وإشغالها بحروب جانبية أو محاولات انقلاب داخلية
5: ممارسة كافة الضغوط على الدول الغربية والولايات المتحدة من أجل منع وعدم تمكين الحكومات العربية من شراء ألأسلحة المتطورة والمتقدمة
6: الإستمرار في إبقاء الحدود العربية الإسرائيلية هادئة وخالية من أي عمليات للمقاومة الفلسطينية
7: الإستمرار في عمليات الإستيطان وتشجيع اليهود على الهجرة الى إسرائيل
8: إخلاء وتفريغ المناطق المحتلة من أهلها الأصليين وفرض أساليب تتفاوت بين الترغيب مثل دفع أثمان باهظة لقطع الأراضي وبين القمع والإرهاب وهو الأغلب أو مصادرة الأراضي والأملاك الفلسطينية .
9: تحقيق الأهداف الإسرائيلية في سلب المياه العربية وتوفير المياه للمهاجر اليهودي في الأرض العربية وحرمان السكان الأصليين من المياه لا سيما المياه المخصصة للزراعة
10: تحقيق حلم إسرائيل الأكبر بإعلان القدس الموحدة عاصمة إسرائيل الأبدية
11: تحقيق أهداف إسرائيل في ضم المناطق العربية وتحويلها الى مناطق عازلة من الناحية الإستراتيجية مثل الجنوب اللبناني ومرتفعات الجولان وتحويل غور الأردن الى منطقة تقتيل للدروع وإعادة سيناء الى مصر وإعلانها منطقة منزوعة من السلاح
12: محاربة الحق العربي في المنظمات الدولية وتشويه الحقائق التاريخية
13: السيطرة على رؤوس المال والتحكم في أسواق البورصة العالمية وأسواق الأسهم والمستندات وأوراق العملة والتحكم في أسواق الماس والذهب في العالم
14: استغلال العلاقة مع حكومة جنوب إفريقيا لتأمين احتياجات إسرائيل من الوقود النووي والكيك الأصفر
15: السيطرة على وسائل الإعلام في العالم
16: تحقيق التلاحم بين كافة الأحزاب الإسرائيلية والإتفاق على ضرورة هدف إسرائيل في السيطرة والتوسع والإحتلال وأن هذا الإختلاف الشكلي بين الأحزاب إنما هو إختلاف في الوسائل أما الأهداف فهي واحدة تصب في خدمة مصالح إسرائيل
17: الإصرار والتركيز على ضرورة إجراء الإنتخابات مهما كانت هذه الإنتخابات النيابية باهظة ومكلفة وذلك للتدليل والظهور بمظهر الدولة الديمقراطية أمام العالم
18: تحطيم الإقتصاد العربي وزج الدول العربية في حروب جانبية مثل الحرب العراقية الإيرانية وجرها الى سباق التسلح الباهظ التكاليف وإستغلال ظاهرة الربيع العربي في تمزيق الدول العربية كما هو حاصل في العراق وسوريا واليمن والسودان وليبيا
19: التظاهر بربط المصير الإسرائيلي بالتعاون الإستراتيجي مع الولايات المتحدة
20: تحريك اللوبي الصهيوني في أروقة الكونغرس الأمريكي والمحافل الصهيونية للحصول على أكبر دعم مالي وعسكري وسياسي وتكنولوجي
21: إعتماد إسرائيل للمبدأ القائل بأن خسارة اسرائيل لأي معركة معناه نهاية الوجود الإسرائيلي
22: استمرار تحقيق التفوق العسكري والتكنولوجي الإسرائيلي لا سيما في مجالات الأقمار الصناعية والحرب الإلكترونية وبناء شبكات الدفاع الجوي والتصدي للصواريخ الموجهة ضد إسرائيل .
23: استمرار التفوق الجوي لسلاح الجو الإسرائيلي من حيث نوعية الطائرات والصواريخ والأجهزة الإلكترونية وشبكات الدفاع الجوي والتركيز على نوعية الطيارين من حيث التدريب والخبرة
24: الإستمرار في التعاون الإستخباري لا سيما في مجال نقل وتحليل المعلومات وتصوير المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط ومسحها من قبل أقمار التجسس الأمريكية وأقمار التجسس الإسرائيلية
25: الإستمرار في تحقيق الشعار القائل بأن السلاح الإسرائيلي هو السلاح الذي يتم تصنيعه في إسرائيل
26: الإستمرار في تطوير الصناعة الحربية ودخول مضمار المنافسة في بيع الإنتاج الحربي الإسرائيلي وتحقيق دخل قومي
27: تحقيق التفوق العلمي واستغلال هذا العلم في مصلحة أمن اسرائيل ومنافسة الدول النووية واستناداً الى مركز الدراسات الإستراتيجية في جامعة جورج تاون أن إسرائيل قد أصبحت تمتلك ما لا يقل عن مائة رأس نووي في عام 1986 ولكنها اليوم تمتلك ما يقارب 300 رأس نووي
28: تجنيد الكثير من العملاء اليهود للعمل في شركات تصنيع السلاح لا سيما الشركات المتخصصة بالإنتاج الحربي المتطور في كل من الولايات المتحدة ودول أوروبا وروسيا.
29: تجنيد الكثير من العملاء اليهود للعمل لدى شركات الإتصالات والهواتف المحمولة وشبكات الإتصال المتطورة وتوسيع شركة إنتل في التجسس من خلال الهواتف المحمولة
30: تجنيد الكثير من المهندسين في التكنولوجيا الحديثة في شبكات المعلومات والكومبيوترات في العالم
31: منع الدول العربية من الحصول على الأسلحة التي تمتلك الخاصية الهجومية مثل الصواريخ. وفي حال فشل اسرائيل في منع وصول هذه الأسلحة الى الدول العربية فإنها تلجأ الى الضغط والتهديد من أجل تأخير عملية البيع أو محاولة أختطاف هذه الأسلحة أو تدميرها كما تم في عملية تدمير البنية التحتية للمفاعل النووي في العراق وكما هو حاصل الآن في محاولة الضغط على روسيا من أجل منع تزويد سوريا بمنظومة صواريخ إس 300
32: وضع الضغوط المادية والسياسية على الشركات المصنعة للسلاح من أجل التعاون مع إسرائيل وعدم بيع منتجاتها الى الدول العربية وفي حال عدم استجابة هذه الشركات الى الضغط الإسرائيلي تأتي مرحلة التهديد بوقف المساعدات أو القروض المالية من البنوك الأمريكية والأوروبية الخاضعة للإدارة الصهيونية والحصول على قرارات من اللجان الخاصة بالشؤون العسكرية لمنع بيع هذا السلاح وحظره على الدول العربية
33: الحصول على المعلومات والوثائق السرية التي تساهم في دفع عجلة الصناعة الحربية في اسرائيل بأي شكل من الأشكال ولقد سبق لإسرائيل سرقة الرسومات والنسخ الأصلية لكثير من الصناعات العسكرية مثل طائرات الميراج ومدافع عيار 155ملم والزوارق الفرنسية وشحنات اليورانيوم
34: اتباع سياسة الإنتقام والعقاب الجماعي في الرد على عمليات المقاومة وضرب الأهداف وأماكن تجمع السكان والمستشفيات والمدارس من أجل إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر والضحايا
35: الإستمرار في تعبئة المخازن الإسرائيلية بالذخيرة والعتاد وإقامة الجسور الجوية بينها وبين الولايات المتحدة للتعويض المباشر عن كل ما تفقده في حالات نشوب الحرب كما حدث في حرب 1967 وحرب 1973
36: الإستعانة بالخبراء العسكريين لا سيما الطيارين اليهود العاملين في سلاح
الجو الأمريكي وتمكينهم من الإلتحاق بسلاح الجو الإسرائيلي في حالات نشوب الحرب
37: التخطيط والتنظيم السليم من أجل تمكين الضباط اليهود من الإلتحاق بالمراكز الاستراتيجية والمعاهد العسكرية العليا والإستفادة من دورات التخصص على مستويات القيادة العليا والأركان في جيوش الدول المتقدمة
38: التخطيط السليم والتأهيل المنظم لمستقبل القادة وضباط الجيش الإسرائيلي والمخابرات والشرطة وتمكينهم من الألتحاق بالوظائف المدنية العالية والتي تكفل لهم المستوى الكريم من الحياة بحيث تكون نهاية حياتهم العسكرية هي بداية لحياتهم الساسية والمدنية بالإضافة الى استفادة الدولة من خبراتهم وإبقائهم قوة عاملة
39: قدرة الجيش الإسرائيلي على التحرك السريع والإنتقال من جبهة الى أخرى في أسرع وقت ممكن كما حدث في حرب 1967 وحرب 1973 .
40: الإستمرار في عملية تجييش الشعب والتدريب على كافة المستويات المدنية والعسكرية وتوزيع الأقنعة المضادة للغازات والإعداد المسبق والإستعداد لكل الإحتمالات وتعبئة الملاجىء بالطعام الكافي وتهيئة المستشفيات لإستقبال أكبر عدد ممكن من الحالات الطارئة والتدريب المستمر لأجهزة الدفاع المدني لا سيما في مجالات الحرب الكيماوية
41: التخطيط المسبق لعملية التعبئة العامة للحرب بحيث يتمكن مائة ألف مجند من الإلتحاق بمراكزهم والإشتراك في الحرب خلال 24 ساعة والإستمرار في عملية التعبئة بحيث تبلغ القوات الإسرائيلية في حالة التعبئة العامة نصف مليون مجند في فترة زمنية لا تتجاوز 48 ساعة
42: عدم التفريط بأي جندي جريح أو مقتول في ساحة القتال وبذل المستحيل من أجل إنقاذه كما حدث مع القتلى مع حزب الله ومع القتلى في معركة الكرامة .
43: الإيمان بضرورة إعادة الأسرى الإسرائيليين مهما كان ثمن التفاوض وذلك من أجل كسب ثقة الشعب اليهودي وتحقيق الإلتحام بين الجندي اليهودي وبين قيادته وحكومته وتعزيز عنصر الثقة ورفع معنويات الجندي المقاتل كما حدث في قضية الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط .
44: التركيز على تحقيق النوعية الممتازة من حيث التجهيزات والمعدات والتركيز على نوعية الجندي الإسرئيلي وكفاءته العسكرية وذلك من أجل تحقيق التكامل بين نوعية الجندي الممتاز والسلاح الممتاز والتأكيد على أهمية التدريب في مجالات القتال الفعلي وتطعيم المعركة
45: الإستعانة بالمعلومات الإستخبارية وهي بالنسبة الى عقيدتهم نصف المعركة وزرع العملاء وتحريك الطابور الخامس بين جيوش الدول العربية وشن حرب نفسية
46: استخدام عنصر المفاجأة في التخطيط والتوقيت لشن حرب خاطفة خارج الحدود الإسرائيلية .
47: الإبقاء على عنصر التفوق الجوي والسيطرة الجوية عدداً ونوعية عن طريق تحطيم سلاح الجو العربي وشبكات الدفاع الجوي في الساعات الأولى للحرب
48: نقل منطقة القتال والحرب الى الأراضي العربية
49: استغلال السلاح العربي بعد وقوعه في الأيدي اليهودية ومحاولة تطويره وتحسينه وإعادة استخدامه من قبل الجيش الإسرائيلي كما حدث للدبابات السوفياتية والتي تم تركيب مدافع يهودية عليها وإعادة بيعها .
50: محاولة الإستفراد بالدول العربية وفرض الضغوط الإقتصادية والسياسية
والعسكرية وتحطيم دول المواجهة كلاً على حدة. وغرس الشك في قلوب أبناء الشعوب العربية وتحقيق شرخ بين هذه الشعوب وقياداتها السياسية .
51: اتباع سياسة البطش والإرهاب والمذابح الجماعية في الأراضي المحتلة لإشاعة الفزع والرعب في قلوب السكان من أجل تفريغ المناطق المحتلة من أهلها الأصليين
52: القيام بعمليات إغتيالات وتصفيات للقادة الفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم
53: السيطرة على مصادر المياه العربية لأن الحرب هي حرب مياه في المستقبل
54: تحقيق حلم إسرائيل الأكبر في جعل إسرائيل الوطن القومي لكل يهود العالم
55: بتاريخ 1950 تمت الموافقة على قانون الهجرة الإسرائيلي الذي يعطي كل يهودي الحق بأن يصبح مواطنا تلقائيا بمجرد وصوله الى إسرائيل ويمنح كل يهودي حقاً طبيعيا بالجنسية الإسرائيلية مهما كان مكان ولادته أو مكان نشأته
56: منافسة الدول العظمى والدخول الى النادي النووي لقدرة هذا السلاح الكبيرة في التدمير ولسرعة حركته بواسطة الطائرات والصواريخ سيما وأن هذا السلاح قد تغلب على المعايير الجيواستراتيجية الستة المعروفة وهي الأرض. الموقع. المتطلبات اللوجستية. المناخ. الديمغرافية. والبنية الصناعية لقطاع التسليح وإن الردع الناجم عن امتلاك السلاح النووي يعطي إسرائيل القدرة على فرض نفسها وتواجدها ليس في العالم العربي فحسب وإنما في العالم بأسره لا سيما وأن امتلاك هذا السلاح قد أثر على ترتيب مواقع القوى الدولية
57: الإستمرار في تحقيق وتنفيذ مخططات وثيقة (كامبل ) ووثيقة برنارد لويس في تمزيق وتفتيت العالم العربي ودعم الإستمرار في تزويد أطراف الصراع في دول الربيع العربي من أجل إنهاك وإضعاف كافة الأطراف المتصارعة على الحكم كما هو حاصل في سوريا اليوم .
58: هناك ثلاثة جيوش عربية خططت إسرائيل لتدميرها أو العمل على عزلها الأول الجيش العراقي الذي تم تدميره والجيش السوري المنهمك حاليا في حربه الداخلية والجيش المصري الذي تم تحييده نظراً لموافقة الحكومة المصرية على إعلان سيناء منطقة منزوعة السلاح
59: العمل على السير في سياسة التطبيع مع الدول العربية لا سيما الدول التي عقدت مع إسرائيل معاهدات سلام
60: تحقيق إيقاع الشرخ الأكبر بين المعسكرين الرئيسين في العالم الإسلامي المعسكر الشيعي بقيادة إيران والمعسكر الشيعي التي تحاول المملكة العربية السعودية قيادته بدعم من دول الخليج .
61: العمل على منع تصدير الغاز العربي والإيراني إلى أوروبا من أي مرفأ عربي على الشواطىء الشرقية للبحر الأبيض المتوسط إلا من خلال إسرائيل ومن خلال أنابيب الغاز التي سيتم بناءها من خلال قبرص واليونان ومن خلال أنبوب غاز يتم التفاوض بشأنه بين إسرائيل وتركيا .
62 : إقناع دول الخليج العربية ان إسرائيل والولايات المتحدة هما القوتان الأعظم اللتان تستطيعان كبح جماح التدخل الإيراني العسكري والسياسي في الشؤون الداخلية لدول الخليج
وبكل صراحة وبكل قوة ودونما مواربة أو حتى ديبلوماسية يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أهداف إسرائيل دونما أدنى استعداد للتنازل أو حتى التفاوض
لا إعتراف لأي دور أردني في الأماكن المقدسة في القدس
لا عودة الى حدود 1967
لا تفريط في القدس واعتبارها العاصمة الأبدية الموحدة لدولة إسرائيل
لا لعودة اللاجئين الفلسطينيين
لا لتفكيك المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية لأنها تشكل بعدا ديموغرافيا وواقعا استراتيجيا جديداً على أرض الواقع
لا لإعلان الدولة الفسلطينية في الأمم المتحدة من جانب واحد
الإشراف على الحدود العربية الفلسطينية
إعلان الضفة الغربية وقطاع غزة مناطق منزوعة من السلاح بإستثناء السلاح الإسرائيلي
ضم مرتفعات الجولان وإخضاعها إلى السيادة الإسرائيلية
ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها
باحث في الدراسات الاستراتيجية والأمن القومي