صراحة نيوز – كتبت الزميلة سوسن المبيضين
سيدي جلالة الملك عبدالله الثاني حفظك الله وحماك , بعد حديثك اليوم وبعد ما يحصل في الوطن أصبح من الواجب إلغاء هذه الامتيازات، إذا كانت الحكومة مصممة على الإصلاح واذا كنتم مصممون على العدالة….
……
ديرتنا – بقلم سوسن المبيضين – بصراحة شدني جدا, حديث جلالة الملك, لمجلس السياسات العليا, عندما قال جلالته : “على أن الدولة بكل مؤسساتها مطالبة بضبط وترشيد حقيقي للنفقات، وأهمية أن يكون هناك توازن بين مستوى الضرائب ونوعية الخدمات المقدمة للمواطنين
لذلك اردت ان اعقب على هذ الفقرة بالذات, وأقول لسيدنا ابا الحسين هل تعلم ان الوحيد المطالب بترشيد النقات هو المواطن صاحب الدخل المتوسط او المحدود , والموظف العادي فقط , اما الوزراء فحدث بلا حرج فالقانون يسمح لهم, برواتب خيالية نتيجة عضوياتهم ببعض الشركات بحيث يفوق راتب الوزير ال سبعة الاف دينار .
ثانيا :هل تعلم سيدي ان القانون ايضا , اعطى الوزير ولو جاء ليوم واحد راتب تقاعدي خيالي, بالاضافة الى تأمين صحي مميز في مستشفيات خاصة ذات الخمس نجوم له ولعائلته, فتاتي فاتورته خيالية سنويا, وبحيث من اراد الرفاهية, وشعر بصداع يستطيع أن يجري فحوصات بالاف الدنانير على حساب الموازنة “عفوا على حساب المواطن البسيط”.
هذا يا سيدي غيض من فيض , لقوانين بشعة جشعة قبيحة وضعت لهؤلاء المتنفذين, لا بل يبدو انها فصلت لهم ولعائلاتهم ولابناءهم وزوجاتهم , من هنا أصبح من الواجب إلغاء هذه الامتيازات، إذا كانت الحكومة مصممة على الإصلاح و كنتم مصممين على العدالة .
أما بالنسبة يا سيدي لتركيزك بالحديث, على أهمية أن يكون هناك” توازن بين مستوى الضرائب ونوعية الخدمات المقدمة للمواطنين” فهنا مربط الفرس يا سيدي ، فمستوى ونوعية الخدمات يجب أن يتناسب طردا مع مقدار الضرائب التي يدفعها المواطنين. لكن للاسف الشديد تعليمنا بائس واصبح اطفالنا لا يجدون مقاعد يجلسون عليها , والمدارس تفتقر لادنى المرافق الصحية الملائمة , والصفوف بلا تدفئة بالشتاء , وبالصيف بلا هواء يتنفسه الطلاب , أما بالنسبة لتعليمنا الجامعي فحدث بلا حرج, حيث باتت جامعاتنا حكراً على الأغنياء، بعد تحويلها إلى مؤسسات تجارية ربحية, ضاربة بعرض الحائط ظروف المواطن العادي, والذي اصبح مثقلا بالديون من أجل تعليم ابناءه , وهنا ايضا لا بد من الحديث عن ظاهرة الجامعات الخاصة التي اصبحت في كل منطقة في الاردن, وهي ظاهرة غير حضارية لاية دولة تحترم مواطنيها , بتقديم خدمة التعليم مجانا لهم مقابل ما يدفعونه من ضرائب .
اما الخدمات الصحية , فهي ضعيفة جدا , و المواطن الاردني يفتقر الى التأمين الصحي الملائم له, والمستشفيات تفتقر الى الاجهزة الطبية الحديثة, وفي المحافظات تفتقر الى الاطباء الاختصاصين, والى كل شيء.
اما طرقاتنا فهي اصبحت للموت عنوان ..
نعم ان من حق ، دافع الضرائب أن يحصل على خدمات اجتماعية صحية كانت أم تعليمية مقابل ما يدفع من ضرائب، وحينها يصبح من السهل على الدولة إقناعه بدفع المزيد من الضرائب .
شعبك يا سيدي كله موال لوطنه, و لجلالتك , وتحمل كثيرا لكنه كان دوما السند والعون لكافة قراراتكم ,بصدق العزم وحسن النية, فى خدمة وطنه ومليكه بصدق وإخلاص, وان هذا الإستقواء عليه وعلى وقوته اليومي, وهذا الشعور بالتجاهل والتحدي من قبل الحكومة لمطالبه النبيلة المشروعة ما هو الا “ضرب بالميت” وهو حرام شرعا ….!!!!
وقد يؤدي هذا الاسلوب الاستفزازي, الى زيادة الاوضاع سؤا , وزيادة التوتر الحاصل, وستقود الى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها, ويُجر الوطن للمصير المجهول, لا سمح الله …