صراحة نيوز – بقلم المهندس هايل العموش
العمل التطوعي جزء من المسؤولية الاجتماعية ، بل هو المسؤولية الاجتماعية ، والتطوع كثقافة ، قديم ومترسخ بعمق في مجتمعاتنا ، وقد أخذ شكل العرف الاجتماعي المحمود الذي يستند على تقاليد عربية راسخة ، لذا فهو يضرب جذوره بعمق ، متجليا ومتبلورا في قيم اجتماعية ومثل عليا ، ولعل التطوع كقيمة اجتماعية ضرورية لحياة مجتمعاتنا منذ القدم فالمسؤولية الاجتماعية من أهم المبادئ التي يجب ان تستمد منها البنوك والشركات والمصانع والنفابات المهنية في الاردن شرعيتها كونها تحمل رسالة اقتصادية وأخلاقية ملتزمة ، وهي كذلك تُعد إحدى الخدمات التي تؤديها في خدمة المجتمع من جانب المساهمة في التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية لما لها من دور في التقليل من عبء الفقر وتحسين الظروف المعيشية للفئات المحتاجة وتوفير ما أمكن من فرص العمل، وهذا هو مضمون الرسالة الانسانية والأخلاقية المعلنة في برامج هذه البنوك والشركات والمصانع والنفابات المهنية ، ويجب ان تنظر الى الهدف الاقتصادي والاجتماعي على أنه واجب إنساني وإيماني يخلو من الظلم والاستغلال ويصب في مصلحة المجتمع بما يحقق الأمن والاستقرار والعدالة.
ان ما يمر به الاردن حاليا من ازمة طارئة وهو انتشار فيروس كورونا كجزء من الازمة العالمية وما شاهدناه لغاية الان من تبرعات مجزية لبعص الموسئسات الوطنية والشركات لدعم جهود الحكومة وجهود وزارة الصحة في معالجة ومواجهة هذه الازمة يثلج الصدر ولكن حقيقة ما هو مطلوب ان تهرع جميع الجهات والشركات والمستمرين في الاردن من ذعم هذه الجهود والمساهمة لمواجهة هذه الازمة وان يكون هناك مبادرات من مستودعات الادوية والصيدليات وغيرها لتوفير اجهزة الوقاية ومواد التعقيم مجانا لجميع المواطنين الاردنين في كافة محافظات المملكة .
ان المسوؤلية الوطنية والواجب الديني يتطلب من الجميع من القادرين ومن يعيشون على خيرات هذا البلد ان يكون لهم دور واضح في المساهمة في دعم جهود الدولة الاردنية بدون لبس ولا غموض وهو امر حضاري ووطني ويجب ان يكون هذا الجهد واضح جدا لابناء الاردن وان يهب الجميع لفزعة الوطن وابناء الوطن .
ما لاحظناه من اختفاء كبير لمواد الوقاية من كمامات ومواد تعقيم في الاسواق كاملة وارتفاع للاسعار يشكل نكسه وصدمة غير حقيقة من ابناء الوطن الذي يجب ان نكون جميعا متكاتفين في هذا الظرف الصعب على بلدنا .
ما اتمناه وهو واجب وطني ان يهب الجميع للقيام بواجباتهم الوطنية والانسانية والدينية تجاه الاردن من بنوك ومؤسسات وشركات ونقابات مهنية ومستودعات ادوية لتقديم كل الامكانيات لخدمة مناطق ومحافظات وقرى الاردنيين والمواطنين الغير قادرين ودعم جهود وزارة الصحة وقواتنا المسلحة في هذا المجال .
يجب ان لانبقى ان نقدم النصائح والتنظير وتشكيل اللجان التطوعية الغير مجدية على ارض الواقع ولكن بحاجة لجهد وطني يلمسه الجميع على ارض الواقع والاردن بحاجة لفزعة الجميع وان لاتبقى الشعارات هي الموضوع الذي نتغني به وان نقدم كل الدعم لجهود الحكومة بكافة اجهزتها بكل الامكانيات الممكنة .
ان الاردن بكافة اطيافه ومكوناته ومحافظاتة يستحق من شركات وبنوك ومؤسسات مختلفة ونقابات مهنية ومصانع وشركات ادوية وغيرها اثرت من اموال الاردنيين ان تقدم مساهماتها في دعم المجتمعات المحلية في كافة مناطق الاردن دون استثناء بشكل واضح وشفاف وان تكون رديف للاجهزة الحكومية بمد يد العون والمساعدة والمساندة في هذه الظروف الصعبة ،والله اسال ان يحمى الاردن وشعب الاردن وساكني الاردن من كل مكروه .