صراحة نيوز –أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن الهدف الرئيسي هو مواجهة التحدي الاقتصادي والحد من الفقر والبطالة، مما يتطلب ترجمة المشاريع والاستراتيجيات على أرض الواقع لإيجاد فرص عمل للشباب.
وقال جلالته، خلال لقائه في قصر الحسينية عددا من السياسيين والإعلاميين اليوم الخميس، “ما شاء الله على شبابنا، لكن البطالة تحد أمام الجميع، وتحد من قدراتهم، وهذا يفرض على جميع الجهات العمل بجدية لإيجاد الحلول”.
وأضاف جلالته أن هناك أمورا أساسية تمس المواطن، ومن بينها إجراءات التوظيف، التي يجب أن تكون مبنية على الشفافية والوضوح لضمان العدالة للجميع.
وأكد جلالة الملك أن الأردن ماض في مسيرة البناء والتطور بهمة وعزيمة أبنائه وبناته، لافتا جلالته إلى ضرورة العمل بروح الفريق الواحد والتعاون بين جميع المؤسسات لترجمة طموحات الأردنيين.
وفي الإطار ذاته، أكد جلالته ضرورة توضيح الخطط والاستراتيجيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمواطنين.
وفيما يتعلق بالجهود الرامية لتطوير الحياة السياسية، لفت جلالته إلى اجتماعاته مع عدد من الكتل البرلمانية ومؤسسات المجتمع المدني، التي تهدف إلى مناقشة الأفكار والاقتراحات والبرامج وتحديد الأولويات، للمضي قدما في مسيرة الإصلاح والتنمية.
وقال جلالته إننا قطعنا شوطا كبيرا في مكافحة الفساد، ووجهت بتكثيف الجهود في هذا المجال، فلا تهاون في محاربة الفساد.
وأشار جلالته إلى أهمية التسريع في برنامج الحكومة الإلكترونية الذي من شأنه سد منافذ عديدة للفساد، والتسهيل على المواطنين في إنجاز معاملاتهم الحكومية.
وتطرق اللقاء إلى مؤتمر مبادرة لندن الذي استضافته بريطانيا مؤخرا بالشراكة مع الحكومة الأردنية، حيث أشار جلالته إلى أهمية البناء على نتائج المؤتمر الذي شكل محطة مهمة لإظهار الثقة في الاقتصاد الأردني.
وأكد جلالته أهمية التركيز على جذب الاستثمارات التي توفر فرص العمل من خلال الاستفادة من المزايا والفرص الاستثمارية والموقع الجغرافي المميز للمملكة.
كما تناول اللقاء القمة العربية المقبلة التي ستعقد في تونس نهاية الشهر الحالي، حيث أكد جلالته حرص الأردن على نجاح أعمال القمة في تعزيز العمل العربي المشترك، وتوحيد المواقف حيال التحديات التي تواجه الأمة العربية، إضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي العربي.
وشدد جلالة الملك على موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، الذي يؤكد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية استنادا إلى حل الدولتين.
وتناول اللقاء أيضا الأزمات التي تمر بها المنطقة، حيث أكد جلالته ضرورة التوصل إلى حلول سياسية لها.
وبخصوص زيارة جلالته إلى العراق مؤخرا واجتماعاته مع القيادات العراقية، أكد جلالته أن نتائج الزيارة كانت إيجابية، وهي في إطار ما تشهده العلاقات الأردنية العراقية من تطور وتقدم في مختلف المجالات.
وخلال اللقاء، تحدث الحضور عن أهمية البناء على الإنجازات التي حققها الأردن في كل المجالات، مؤكدين أن الاختلاف على السياسات لا يعني الاختلاف على الثوابت الوطنية.
وأشاروا إلى ضرورة أن يكون هناك حوار وطني حيال القضايا السياسية والاقتصادية، والتركيز بشكل أساسي على التنمية الاجتماعية للتصدي للمشاكل التي تواجه المجتمع خصوصا المخدرات والعنف المجتمعي.
وأكدوا أهمية تمتين الجبهة الداخلية، وطرح حوار وطني، يستند إلى الأوراق النقاشية لجلالة الملك مع كل فئات المجتمع للوصول إلى توافقات وطنية حيال مختلف التحديات.
ولفتوا إلى أن الأردن أنجز الكثير من التشريعات السياسية والاقتصادية، لكنها لم تكن ملموسة عند الشارع، وأن هناك ضعفا في التواصل بين المؤسسات والمواطنين.
وبخصوص جهود محاربة الفساد، شددوا على ضرورة تفعيل منظومة مكافحة الفساد، لافتين إلى أن جزءا كبيرا من الفساد هو انطباعي في ذهن المجتمع ولا يعكس الواقع، وهذا يتطلب وضوحا في الإجراءات والسياسيات العامة.
وقالوا إن الأردن لديه الكثير من الخطط والاستراتيجيات، لكن هناك مشكلة في التطبيق على أرض الواقع، مؤكدين أهمية أن يلمس المواطن الأردني الإنجازات في مختلف المجالات.
وفي هذا الإطار، أشاروا إلى أهمية المضي قدما في مشروع الحكومة الإلكترونية وحوسبة الإجراءات الحكومية للتسهيل على المواطنين والتي من شأنها الحد من الفساد.
وتحدثوا عن أهمية إحداث نقلة نوعية في قطاعي التعليم والصحة وتطوير البنى التحتية، والنهوض في القطاع الزراعي كمحرك اقتصادي مهم يوفر فرص العمل للأردنيين.
ولفتوا إلى ضرورة تطوير التعليم والتركيز على برامج التدريب المهني، التي من شأنها توفير فرص عمل للشباب والنهوض بالواقع التعليمي في الأطراف.
وفيما يتعلق بموضوع تفعيل دور الشباب، أكدوا ضرورة بث التفاؤل في نفوس الشباب، والتركيز على الخطط والاستراتيجيات التي تستهدف تفعيل دورهم ومشاركتهم والاستفادة من طاقاتهم في التنمية والتطوير.
وأشادوا بمواقف جلالة الملك في الدفاع عن حقوق الأشقاء الفلسطينيين والقدس، لافتين إلى المكانة الكبيرة والاحترام الذي يكنه العالم للأردن وجلالة الملك.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته، ومستشار جلالة الملك للشؤون الاقتصادية.