في أحد الأيام، أبلغت وزارة التربية والتعليم في الحكومة الأردنية أدارة المدرسة في إحدى القرى الأردنية، بأن المفتش العام في الوزارة سيزورها لتفقد مستوى التعليم فيها.
وفي اليوم الموعود، انطلق المفتش العام بسيارته، ذات الموديل القديم نسبيا، قاصدا تلك المدرسة. ولما وصل عند أطراف القرية تعطلت سيارته. فرفع غطاء المحرك ووقف حائرا لا يعرف أين العطل، حتى لو عرفه فلن يستطيع إصلاحه.
وبينما هو على هذا الحال، مر به طفل في العاشرة من عمره، وعرض عليه المساعدة، قال المفتش: أنت طفل صغير، وما أدراك بأعطال السيارات ؟ فرد الطفل : أبي ميكانيكي وأنا أساعده أحيانا في إصلاح أعطال السيارات، وقد أستطيع إصلاح سيارتك !
أفسح المفتش المجال للطفل لمحاولة إصلاح السيارة. وام تمضِ عشر دقائق إلا والطفل يقول للمفتش : سيدي أدر محرك سيارتك. وكم كانت دهشة المفتش عظيمة، حين اشتغل محرك السيارة.
شكر المفتش الطفل وتعرف عليه، ثم سأله : لماذا أنت هنا ولست في المدرسة ؟ فقال الصبي : اليوم سيزور مدرستنا مفتش من الوزارة، وقد أمر مدير المدرسة كل الطلاب الأغبياء، بعدم الحضور للمدرسة.
ومرت الأيام والسنوات سريعا، فاكتشف المفتش المتقاعد، أن الطفل الذي أصلح العطل في سيارته، قد أصبح وزيرا للنقل حينه، في الحكومة الأردنية.
فنظر إلى السماء وقال : سبحان الله . . صحيح أن المناصب والأرزاق هبة من الله تعالى، يمنحها لمن يشاء من عباده الاردنيين على طبيعتهم، وله في خلقه شؤون . . !