صراحة نيوز – بقلم أسعد العزوني
مريب حال العرب حد السفه ،ومربك حد الجنون،ومحير أكبر من الهبل،وعصي على الفهم إلا على من إمتلك عقلا نقديا حادا ولا ينظر إلى مصالحه الشخصية ،فالسمة الرئيسية لهم هي التناقض في المواقف ، فهم يرفضون الحلال ويمتنعون عنه بينما يقبلون على الحرام ويستمرئونه وهكذا دواليك.
عندما نتحدث عن العرب فإننا بطبيعة الحال لا نعني الدهماء فهم يتمتعون الآن بجينات مخصية ولا حول لهم ولا قوة ،ولا يتقنون سوى النفاق والتسحيج والقبول بالأمر الواقع ،من منطلق المثل الدارج”يللي بيتزوج إمي بقللو يا عمي” لذلك فإننا نتحدث عن الأنظمة الرسمية، وخاصة تلك التي عثر عليها المندوب السامي البريطاني في جزيرة العرب السير بيرسي كوكس من القبائل اليهودية التائهة، ونصحهم بالتظاهر بالإسلام وتعاقد معهم على حكم الجزيرة مقابل الموافقة على منح القدس وفلسطين للصهاينة وهذا ما كان.
يتجلى التناقض العربي على أصوله في موضوع الكرم ،فهم كرماء جدا حد السفه مع أعدائهم، ويدفعون الجزية لهم كما كان الحال مع الفرس والروم ،عندما كنا مناذرة مع الفرس وغساسنة مع الروم،وآخر الكرم العربي ما لهفه الرئيس الإنجيلي الماسوني ترامب الذي لهف هو وإبنته وزوجته 465 مليار دولار مع الهدايا والنقوط طبعا ،في حين أنهم بخلاء جلدة ،مع بعضهم وآخر جرائمهم حصار الأردن المالي رغم أنه الحامي لحدودهم.
ومن الكرم العربي أيضا الدعم المادي والنفطي لمستدمرة إسرائيل الخزرية ،ويقال صدقا أن ولي العهد السعودي إشترى مؤخرا عشرات الدونمات في منطقة نهاريا للإستثمار ،وها نحن نسمع أن الحكم السعودي وافق على دفع تعويضات ليهود خيبر ويثرب وقيمتها حسب صندوق تعويضات العرب اليهود 100 مليار دولار، إضافة إلى منح المستدمرة 5كم مربع لإقامة المشاريع الزراعية والصناعية فيها وتصدير المنتجات للسوق المحلية السعودية والعراق والخليج واليمن.
أما الوجه الثاني للعرب فهم متسامحون جدا حد السذاجة مع الأعداء ،وآخر طبعة لهم في هذا المجال صفقة القرن التي حملها لهم ترامب وتبنوها وتقضي بشطب القضية الفلسطينية والتنازل عن القدس للصهاينة ،وشطب الأردن الرسمي لأنه يشكل عقبة كأداء في طريقهم كونه يمتلك الشرعية الدينية المتأصلة وهذا ما يفتقدونه هم،فجلالة الملك عبد الله الثاني حامي المقدسات العربية في القدس ووريث المقدسات في الحجاز وهم يفتقدونها ،ناهيك عن الحنكة السياسية وقوة الجيش ،دون علم منهم أن هذه المؤامرة ستقضي عليهم في نهاية المطاف بعد شطب القضية الفلسطينية .
بينما نجدهم سما زعافا على بعضهم و فيما بينهم ،والملف كبير وثقيل لكن لا بأ س من بعض الوقائع التي تتعلق بالمشاكل الحدودية بين العراق والكويت ومصر وليبيا ومصر والسودان ودول الخليج العربية فيما بينها ،بينما رأيناهم إبان الشاه المقبور كانوا بمثابة عبيد له .
ورغم إصرارهم على معاداة بعضهم إلى مرحلة تصل إلى قطع العلاقات وشن الحروب ،نجدهم مستسلمون ومنبطحون امام مستدمرة إسرائيل وتنسحب جيوشهم أمام جيشها الجبان حتى قبل إطلاق الرصاصة الأولى،لكنهم وهذه المرة أنظمة رسمية وشعوبا يقاتلون حتى الموت والدمار كما هو الحال في مصر والعراق وليبيا وسوريا واليمن ،ولا ننسى طبعا أن البترودولار العربي عميت عيناه عن التنمية العربية وإتجه لتمويل الدمار والمؤامرات في البلدان العربية تنفيذا للأجندة الصهيونية.
مؤخرا إستفزني التناقض العربي ،فهم كما قلت منبطحون مستسلمون امام الصهاينة الذين إغتصبوا فلسطين والجولان وجنوب لبنان وسيناء ،وجزيرتي تيران وصنافير السعوديتين ،ومع ذلك لم نجد أحدا يتحدث فعليا عن تحرير المغتصب من أرضه وخاصة القوى العربية الكبرى مثل مصر والسعودية وسوريا ،حتى ان حزب الله اللبناني يغمض عينيه عن منطقة شبعا المحتلة.
لقد إستفزني كثيرا ما صدر عن مصر بالأمس حول ان جزيرة سواكن السودنية التي إتفق الرئيس البشير مع الرئيس التركي أردوغان على ترميمها وإعادة تأهيلها ،بأنها مصرية وستطالب القاهرة الخرطوم بإعادتها إليها ،كل ذلك لأن تركيا وصلتها ،ويقيني لو أن الصهاينة هم الذين إحتلوا سواكن لما تجرأ أحد على فتح فمه.
إستنفر البعض ممن كانوا سبب خصي الجين العربي وقتل كل ما يتصل بالكرامة والشرف والحرية فيه ،بسبب تحرك تركيا الصحي بإتجاه الفضاء العربي الإسلامي ،وتفعيل تحالفها العسكري مع قطر بعد الحصار، من خلال القاعدة العسكرية التركية هناك ،وقد وجد هؤلاء ذلك سبة في وجه قطر أنها لجأت لتركيا ،وهم يفعلون الشيء ذاته مع السودان، الذي عقد تحالفا مع تركيا بعد كشف محاولات الإنقلاب الفاشلة ضد الرئيس البشير ،ونسي هؤلاء او تناسوا أن القواعد الأمريكية والبريطانية والفرنسية والإسرائيلية داخل غرف نومهم وترصد حتى حركات حريمهم.