صراحة نيوز – بقلم موسى العدوان
• قال أمين عام مجلس النواب فراس العدوان، بعد جولة مع ممثلي وسائل الإعلام في مبنى مجلس النواب، أن تحديث قبة البرلمان الذي جاء بمنحة من الاتحاد الأوروبي، وفّر جميع الاحتياجات الإلكترونية للنواب والصحفيين والجمهور على الشرفات. وبين أن عملية الصيانة تضمنت تغيير نظام الصوتيات، والتصويت، ووجود شاشة أمام كل نائب، لعرض جدول أعمال الجلسات، واللجان، والحضور في البصمة، وتوفير نظاما صوتيا لذوي الاحتياجات الخاصة في الشرفات.
• التعليق: بعد أن عمّ السرور أرجاء البلاد بهذا العمل الهام، الذي يكتسب أولوية على كل ما عداه من أعمال، والذي كان الشعب ينتظره بفارغ الصبر أقول :
1. لقد أُعجب الاتحاد الأوروبي بالديمقراطية التي يمثلها مجلس البرلمان الثامن عشر، ووقوفه إلى جانب الشعب حفاظا على حقوقه، خاصة فيما يتعلق بقانون ضريبة الدخل الذي ينصف الفقراء ويتنكر لإملاءات صندوق النقد الدولي، إضافة لقانون الجرائم الإلكترونية الذي لن يكمم الأفواه، بل سيفتح المجال واسعا للحوار، وسيكشف ممارسات الفساد والفاسدين حسب مفهوم من صاغوه في ليلة ظلماء.
2. علم الاتحاد الأوروبي بأن مجلس النواب هو من كشف قضايا الفساد، التي وردت في تقرير ديوان المحاسبة لعام 2017، وهو من كشف وتابع قضية مصانع الدخان وتهريب فاعلها، وهو من راقب فساد الغذاء والدواء، وارتفاع أسعار الحاجيات في الأسواق وفرض على الحكومة معالجتها، وهو من راقب وكشف أحقية العطاءات في مشاريع الدولة، وهو من حقق في كوارث الدولة وقدم مرتكبيها للقضاء، وهو من راقب الترهل في أداء مؤسسات الدولة وحاسب الحكومة عليها. ولهذا استحق المجلس تقدير الاتحاد الأوروبي وقدم له المساعدة في تطوير عرينه بأحدث التقنيات، لكي يواصل مسيرته المظفّرة.
3. الاتحاد الأوروبي لم ينظر للبرلمان البريطاني، لأنه (بعيد عن ممارسة الديمقراطية التي يمارسها برلماننا العتيد) ويستحق أن يبقى في قاعته الضيقة التي يجلس بها نوابه متلاصقين على مقاعد طويلة غير وثيرة، ولا يوجد أماهم ميكرفونات ولا شاشات إلكترونية، ولا نظام بصمة الحضور، وبهذا لا يمكنهم الحديث عن الهمبرجر أو الملوخية، أو حتى أخذ غفوة بسيطة خلال الجلسات. وعلى رئيس المجلس أن يقف ويتحدث من خلال الميكرفون المثبت على منصة في وسط قاعة المجلس، وعلى المتداخل أن يقف ويتحدث بصوته المجرد دون ميكرفون.
4. وهنا أوجه حديثي للسادة النواب : نحن لا ننظر إلى كراسي ومعدات إلكترونية متطورة في المجلس، بقدر ما ننظر إلى مخرجات هذا المجلس، من توصيات وقرارات تصب في مصلحة الوطن والشعب وتراعي وضع الفقراء. وأحب بهذه المناسبة أن أذكّر النواب المحترمين بقول الشاعر :
ليس الجمال بمئزر * *
فاعلم وإن رديت بردا
إن الجمال معادن * * ومناقب أورثن مجدا
التاريخ : 4 / 12 / 2018