صراحة نيوز – موسى العدوان
الوصوليون هم الأشخاص الذين يسعون لتحقيق أهدافهم، والوصول إلى غاياتهم مهما كانت طبيعتها، مستخدمين كافة الوسائل المتاحة بين أيديهم. فتراهم يتزلفون ويتقربون من صانع القرار، بمقالات أو بأفعال استعراضية، لكي يثبتوا بأنهم الأفضل والأكثر حرصا وإخلاصا له، من زملائهم ورفاق دربهم للوصول إلى مبتغاهم.
وفي هذا السياق فإنهم يتخذون من شعار ميكافيلي الشهير ” الغاية تبرر الوسيلة ” نهجا يسلكونه. فالوصوليين أنانيون بطبيعتهم يضعون أنفسهم دائما في المقدمة، ولو أدى ذلك إلى محاربة أقرب الناس إليهم، واستخدامهم كعتبة يرتقون عليها، بعيدا عن القيم والمبادئ المتعارف عليها في المجتمع.
فقد أصبحنا نقرأ بين حين وآخر، مقالات وبيانات في وسائل التواصل الاجتماعي، لبعض المسؤولين العاملين والسابقين، تنتقد أفعال أو أقوال مواطنين صادقين يطالبون بحقوقهم المنتهكة، خلافا لما ورد في نصوص الدستور، الذي يعتبر أساس بنية الدولة. علما بأن انتقادات المسؤولين تلك تخلو من الصدقية، وقد يكون الجهر بها مطلوبا من جهات أخرى، ولكنهم يؤدونها بالوكالة.
لقد صدق الكاتب أدهم شرقاوي بقوله : ” حيثما وُجدت السلطة بأي شكل من أشكالها، وُجد الوصوليون والمتزلفون. هؤلاء إن وجدوا مكانا في القرب، فليس لهم مكان في القلب. وهم في الغالب لا يتقاضون مرتباتهم، وإنما يتقاضون أثمانهم. إنهم أشبه بكلاب الصيد، الذين يحسبون أنفسهم أصدقاء الصيادين مع فارق ضئيل، هو أن كلاب الصيد تقوم بعملها الذي خُلقت من أجله، معتمدة على جهدها لا على تحطيم الآخرين “.
وظاهرة الوصوليين والمتزلفين ليست جديدة في التاريخ الإسلامي. فلما تولى هارون الرشيد الخلافة واستوزر يحيى بن خالد، أنشد إبراهيم الموصلّي قائلا :
ألم ترَ أن عين الشمس كانت مريضة * * فلما أتى هارون أشرق نورها
تلبّســـــت الدنيــــا جمــــالا بمُــــلكه * * فهارون واليها ويحيى وزيرها
وتقدم شاعر آخر بين يدي المعز الفاطمي قائلا :
ما شيئت إلاّ ما شاءت الأقدار * * فاحكم فأنت الواحد القهار.
كما وصفوا المتوكل على الله بأنه ” ظل الله الممدود بينه وبين خلقه “. اللهم إنا نبرأ إليك من هؤلاء الوصوليين والمتزلفين وأمثالهم في الدنيا والآخرة، لا سيما وأنهم كثروا في أيامنا هذه وجعلوا التاريخ يعيد نفسه بأفعالهم. ولاشك بأن الوصوليون والمتزلفون في الأردن، قد حققوا أهدافهم منذ إنشاء الدولة وحتى الآن.
والوصوليون والمتزلفون في هذا البلد مكشفون للجميع في زمن الفضاء المفتوح، والوعي الثقافي الذي يتمتع به المواطنون. فسرعان ما يكتشف المشاهدون والمستمعون أساليب الوصولية والتزلف المقيتة، التي يمارسها مسؤولون حاليون وسابقون لتحقيق مصالحهم واكتمال شخصياتهم، فيحظون باحتقار ولعنات شعبهم ولو أنه لا يعلنها جهارا.
وختاما أقول : هنيئا لمن يتقنون صفات الوصولية والتزلف لتحقيق مصالحهم الخاصة، ولا يخجلون من المزاودة قولا وكتابة، على الشرفاء الذين يحرصون فعليا على مصير الوطن، ويدافعون عنه بالكلمة الصادقة، في زمن الضياع الذي نعيشه هذه الأيام، وذلك أضعف الإيمان.
[٨:٢٨ م، ٢٠٢٢/٣/٣٠] +962 7 9024 1064: اليونيسيف يدعم أول مركز للخدمات البيطرية في النزهة من خلال مشروع “عزم”.
تحت رعاية النائب ميادة شريم وبحضور عدد من أبناء المجتمع المحلي في منطقة النزهه – عمان تم افتتاح أول مركز للخدمات البيطرية بدعم من مشروع عزم المدعوم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة – اليونيسف UNICEF وبتنفيذ مركز تطوير الأعمال-BDC.
وجاء تنفيذ هذا المشروع بناءاً على الاحتياجات التنموية والخدمية لأهالي المنطقة وما يحتاجة السوق المحلي من مشاريع أصبحت مفقودة وتأثرت بتداعيات جائحة كورنا، والمساهمة أيضاً بتوفير فرص العمل للشباب الباحثين عنه من خلال خلق فرص عمل مستدامة من خلال تلك المشاريع.
وقالت النائب ميادة شريم “إن مثل هذه المشاريع استطاعت أن تقلل نسب البطالة وتشجع الشباب على الانخراط في سوق العمل، واستحداث مثل هذه الأنشطة الاقتصادية سوف ينعكس إيجاباً على المنطقة لتوفيرها عدد من فرص العمل وتحفيز الشباب الآخرين للبدء بمشاريعهم الخاصة.
من جانبها قالت الدكتورة دعاء السيد صاحبة المشروع “إن مشروع عزم أعطانا العزم والفرصة لإيجاد مصدر دخل ثابت لي ولزميلتي خريجة الطب والجراحة البيطرية من خلال مساعدتي على إنشاء مشروع ربحي وفر لنا فرصتي عمل بالإضافة إلى أنه ساعد في تأمين حاجة أهالي المنطقة من الخدمات البيطرية”.
فيما أعربت الدكتورة دعاء وزميلتها الدكتورة ثراء عن شكرهن وتقديرهن لمنظمة اليونيسف UNICEF ومركز تطوير الاعمال- BDC إلى المساهمة في تلبية الحاجات المجتمعية وتنفيذ مشاريع خدمية وتنموية ساعدت في خلق فرص عمل محلية للفتيات والشباب في المنطقة من خلال مشروع “عزم”.
هذا وقد استطاع مشروع عزم من الوصول إلى 67 منطقة نائية في الأردن وتمكن من توفير 173 فرصة عمل حتى الآن من خلال تنفيذ 99 مشروع إنتاجي مبنية على الاحتياج التنموي والخدمي لتلك المناطق، فيما وزعت تلك المشاريع بين الجمعيات والأفراد منهم 34 مشروع إنتاجي مع الجمعيات الخيرية والتعاونية و 65 مشروع فردي مستقل خاص بالفتيات في جميع محافظات المملكة وخاصة في مناطق العوز والحاجة.
ويأتي تمويل هذه المشاريع ضمن مشروع “عزم” مشروع الدعم الاقتصادي للمجتمعات الأكثر تأثراً من جائحة كورونا المدعوم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة – اليونيسف UNICEF بتنفيذ مركز تطوير الأعمال-BDC ،حيث يقدم المشروع عدة خدمات ابتداء من المنح المالية غير المباشرة ويتولى عمليات الشراء للأدوات والمعدات المطلوبة لمشروع الفتاة، والتدريب وبناء القدرات المالية والفنية ومهارات التسويق الإلكتروني وتشبيك تلك المشاريع بالأسواق المحلية، كما يقوم مشروع عزم بتزويد الفتيات بمختصين بالتوجيه والإرشاد حسب طبيعة كل مشروع، إضافة إلى الخبراء المهنيين والفنيين لتنظيم عمليات المشروع وضمان ديمومته ونموه.