صراحة نيوز – تصادف اليوم الأربعاء، الذكرى الخامسة بعد المئة لوعد بلفور المشؤوم، الذي بموجبه يتم إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين.
وتضمنت الرسالة التي وجهها وزير خارجية المملكة المتحدة آرثر بلفور بتاريخ 2 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1917 إلى اللورد ليونيل دي روتتشيلد أحد أبرز أوجه المجتمع اليهودي البريطاني، وذلك لنقلها إلى الاتحاد الصهيوني لبريطانيا العُظمى وإيرلندا، حيث نُشر نص الوعد (أو الإعلان) في الصحافة في 9 نوفمبر/تشرين الثانيّ عام 1917.
وتاليا نص الرسالة مترجما إلى اللغة العربية:-
“تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قوميّ للشعب اليهوديّ في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر.”
وقد عرضت الحكومة البريطانية نص تصريح بلفور على الرئيس الأمريكي ولسون، ووافق على محتواه قبل نشره، كما وافقت عليه كل من فرنسا وإيطاليا رسميا سنة 1918.
وعلى أثر ذلك اتخذت الحركة الصهيونية الوعد، بمثابة مستند لتدعم به مطالبها المتمثلة، في إقامة الدولة اليهودية في فلسطين، وتحقيق حلم اليهود بالحصول على وطن، رغم أن هذا الوعد أعطى وطنا لليهود وهم ليسوا سكان فلسطين.
ووقت إعلان الوعد، الذي أعطى وطنا لليهود، كان عددهم في فلسطين نحو 5% من عدد السكان الأصليين، حيث كان عددهم فقط نحو 50 ألفا، من أصل 12 مليونا منتشرين في دول العالم، في حين كان عدد سكان فلسطين من العرب في ذلك الوقت يناهز 650 ألفا من المواطنين، فعمل الوعد على شطب حقوق الأغلبية المتجذرة في الأرض، مقابل أقلية قدمت من الخارج عبر هجرات غير شرعية.
ومثل وقتها الوعد أولى عمليات الدعم السياسي البريطاني الرسمي لليهود، وشجعت على هجرتهم من كافة أنحاء دول العالم إلى أرض فلسطين، حيث اتخذت الحركة الصهيونية العالمية وقادتها من هذا الوعد المشؤوم، مستندا لتدعم به مطالبها المتمثلة، في إقامة الدولة اليهودية في فلسطين، حيث قامت العصابات الصهيونية في العام 1948، وبمساعدة بريطانيا، بعد إنهاء انتدابها لفلسطين، بشن حرب على الفلسطينيين العزل، وارتكاب العشرات من المجازر.
ويصادف يوم الأربعاء الموافق الثاني من تشرين الثاني /نوفمبر، الذكرى الأليمة لهذا الوعد المشؤوم، الذي صدر في العام 1917، عن حكومة بريطانيا، والذي أسس فيما بعد وتحديدا في العام 1948 لـ “نكبة فلسطين” التي قامت خلالها العصابات الصهيونية، بالهجوم على المدن والقرى الفلسطينية، لتهجر نحو 950 ألف فلسطيني من منازلهم بقوة السلاح والمجازر، بارتكاب مجازر “تطهير عرقي” وبمساعدة دول عظمى في مقدمتها بريطانيا.
تحركات فلسطينية
كما أسس ذلك الوعد المشؤوم لمآس لا يزال الفلسطينيون يعيشون واقعها، وتزداد مرارتها يوما بعد يوم، فبعد النهب والهدم الذي طال 530 قرية فلسطينية في العام 1948، قام جيش الاحتلال في العام 1976، بحرب أخرى احتل خلالها ما تبقى من أرض فلسطين، وهي مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، وعلى مدار أيام الحرب الستة، ارتكب العديد من المجازر، ليؤسس بعد تلك الحرب، نهجا احتلاليا جديدا، قام على نهب الأراضي وإقامة المستوطنات، وقتل الفلسطينيين الذين كانوا يقاومون الاحتلال، وفق القوانين الدولية التي كفلت لهم هذا الحق.
وتحل هذه الذكرى الأليمة للوعد، الذي منحته بريطانيا لليهود، والاحتلال الإسرائيلي يمارس المزيد من عمليات القتل، ويحاصر قطاع غزة، الذي تعرض لأربعة حروب خلال 14 عاما، لا تزال آثارها قائمة، بعد أن خلفت آلاف الشهداء، بينهم الأطفال والنساء والكهول، ونجم عنها هدم آلاف المنازل.
وفي الضفة الغربية، لا تزال آلة الحرب الإسرائيلية، مستمرة في توسعة الاستيطان، ونهب الأراضي وإنشاء وحدات استيطانية جديدة، بالإضافة إلى إقرارها خططا من أجل طرد سكان حي الشيح جراح، من مساكنهم وتسليمها للمستوطنين، وهي مساكن أقاموا بها منذ حلول النكبة، حين تركوا مساكن في أحد قرى القدس المحتلة، التي احتلتها العصابات الصهيونية قبل 73 عاما، ضمن مخطط استيطاني خطير يهدف إلى ترحيل السكان مرة أخرى.