صراحة نيوز – موسى العدوان
في كتابه ” أوهام القوة والنصر ” يقول الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل ما يلي وأقتبس :
” في احتفالات عيد الميلاد سنة ١٩٧٧، كان الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، يقضي أحتفال العيد ضيفا على محمد رضا بهلوي شاه إيران.
ووقف الرئيس الأمريكي، الذي أقام شهرته على أساس حقوق الإنسان، وسط الحفل يرفع كأسه في صحة مضيفه، الذي بدا وكأنه يحكم إيران ويتحكم في المنطقة كلها بيد من حديد، يقول له :
( إنكم يا صاحب الجلالة الإمبراطورية، استطعتم تحويل بلادكم إلى جزيرة من السلام والاستقرار، وسط بحر من القلاقل والفوضى، وهذا راجع إلى قدرتكم وحكمتكم ).
ولم تكد تمضي على شرب الكأس من رحيق الورد إلا شهور، حتى كانت الثورة الإسلامية في إيران تهز قوائم عرش الطاووس، وتكسر الكؤوس والرؤوس في طهران ).انتهى الاقتباس.
* * *
التعليق :
١. لا شك بأن شاه إيران أقام حكمه في إيران معتمدا على القبضةالأمنية. وكانت أمريكا تعتبره شرطي الخليج الذي يحافظ على مصالحها وينفذ أهدافها في المنطقة. فكرههه الشعب الإيراني وراح يكتم غيضه، إلى أن جاءت ساعة الانتقام والثورة عليه.
٢. وبعد أن تطور الموقف إلى الأسوأ تخلت عنه أمريكا، وركب الشاه طائرته يبحث عن ملجأ في العالم ولكنه لم يعثر عليه، وحتى أصدقاؤه تخلوا عنه وبقي محلقا في طائرته لوقت طويل، لم يشفع باستقباله أي من الأصدقاء، إلى أن عطف عليه السادات وسمح له بالهبوط على أرض مصر، حيث بقي هناك إلى أن توفاه الله.
٣. وهنا نتذكر قوله تعالى في محكم كتابه:
( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ). صدق الله العظيم.
وفي هذا القول لرب العزة عبرة لأولي الألباب من الحكام على الساحتين العربية والدولية.
التاريخ : ٢٠ /١٢ / ٢.١٩