صراحة نيوز – بقلم ايمان العكور
كلنا بنعرف حمدة من زمان..حمدة اللي اجبروها أهلها على الزواج من ابن عمها وضلت تصيح ما أريده ما أريده..
لكن سيوف القبيلة بقيت مسلطة على رقبتها.. وصارت تخنق بوجع حمدة المسكينة حتى بيوم ما صحيت حمده..لقوها ميته ودمعتها على خدها..وزي ما قالت امها وهمه بدفنوا فيها كان صوتها من جوا القبر يصيح :
ما أريده..ما أريده
وقتها ما حدا تحاكم على قتل حمده..ولا حدا اخذ بحقها..لانه هيك قوانين القبيلة
المرأة نصيبها تموت مليون مرة ..ويندعس عليها وعلى مشاعرها..بدون ما تعترض.
واليوم..وبعد سنين طويلة..
بتموت حمدة جديدة ..وهي بتصرخ بأعلى صوت لكن هالمرة من القهر والظلم والعبودية والإهانة اللي اضطرت تعيشها سنة كاملة لما وافقت تشتغل خياطة بأحد( مصانع الاستعباد) اللي الحكومة تاركة الحبل فالت لاصحابها بحجة انه بتشجع استثمار..
حمدة ما ماتت بس بسبب صراخ المدير المتعجرف واهانة المسؤولين الها
ولا بسبب نوبة الغضب البشعة اللي صابت حضرة المدير ….
حمدة ماتت لانه عرفت انه كل ساعات التعب على مدار سنة ما راح تشفعلها.. لانه ببساطة ما في قانون عادل يحميها..
حمدة ماتت لانه بتعرف اللي زيها ما اله اي سند ..الا سند أخضر غبي فرحانه عليه الحكومة ..ماتت لانه صارلها سنين بتبكي وما حدا فهم ليش حزنها..
اليوم حمدة مش بس ماتت..لكن انقتلت وبدم بارد من قبل وحوش بشرية مريضة نفسيا تآمرت على رزقها البسيط..وقرروا يغتالوا أحلام اطفالها الثلاثة اللي كانوا ينتظروها كل يوم المغرب وهي راجعة منهكة حتى تقعد معهم قبل النوم..
السؤال..مين المسؤول عن موت حمدة..؟؟؟
كلنا بنعرف..واكثرنا ساكت من الخوف
أنا راح أقلكم..
واقلهم..اتقوا الله بالناس ..؟
اتقوا الله بالناس..
لما ما في اي حق للعاملات بالاردن ، بشتغلوا ١٢ ساعة على راتب ما بتعدا الحد الادنى للرواتب بفلس ، وبالاخير يتم تسريحهم بدون اي حقوق
بتكون الحكومة ومؤسساتها متواطئين رسميا بتفقير المرأة واذلالها ..
احنا بحاجة لقانون يطبق على الجميع بعدالة … سواء كنت رئيس وزراء او عامل بسيط..بحاجة لكثير من الإنسانية..بحاجة لإعادة تأهيل منظومتنا الأخلاقية كي نعيش بكرامة..
روحوا يا وزراء الكراسي زيارة متخفين بدون مواكب سيارات..زوروا المدن الصناعية وشوفوا كيف البنت الاردنية بتنذل كل صبح ومسا علشان لقمة عيشها..
روحولكم جولة على المدارس الخاصة بالقرى والمدن..وشوفوا الظلم بعينه
جامعيات براتب 70 دينار..وساكتات لانه بدل ما يموتوا جوع..بموتوا عن حقهم
اتقوا الله بالناس..
الناس جاعت..غالبية نسوان الأردن حياتهم مرهونة لصناديق إقراض ساهمت الدولة بايجادها واعطائها اسماء براقة حتى تقع المرأة الاردنية بكل سهولة في براثنها..
الغالبية اما بالسجن..او تنتظر التنفيذ القضائي بحقها..لانه اقنعوها انه علشان تعيشي أولادك لازم تقترضي وتضلي ذليلة لاصحاب صناديق الإقراض ( وقصص الاستغلال القذر بكل أشكاله بنعرفها صرنا).
اتقوا الله بالناس.
الفقير ضاقت خياراته وصارت زي حبل المشنقة قدامه..لما حمده وغيرها يوافقوا يشتغلوا مثل العبيد في مصانع اجنبية بتؤمن بخدمة من يلبس.. ومصّ دم من يعمل.. بكونوا بموتوا باليوم الف مرة..
وصوتهم مكتوم..وانتوا السبب يا حكومات فارغة الا من مصالحها..
اتقوا الله بالناس
يا أصحاب العمل..اللي بتاكلوا عرق الناس وتعبهم ؛ وعايشين بزمن العبودية لانه عارفين وجع الناس.. وعارفين انه قانون الاسياد ما بتطبق عليكم..لانه انتو الوحيدين اللي الكم سند..ولكم فيقوا..
اتقوا الله بالناس..
ترا حمدة ما ماتت ، حمده انقتلت ، قتلها الفقر والعوز والفساد ، قتلها اللي أوصلها وأوصل جزء كبير من هالشعب لهاي الحال اللي صارت فيها حياته وكرامته ما بتسوى شي ..
حمده ماتت لأنهم قتلوا كرامتها وعزة نفسها .. حمده ماتت لانه الزمن والوطن جاروا عليها كثير..حمدة انتحرت لانه ما قدرت تكون بلا أخلاق زي مديرها وترد على الاهانة .. !
ترا صدقوني..الفقر اهون كثير من الذل والإهانة..
مسكينة يا حمدة..
اذا قلبك صاح..بتموتي
واذا لسانك صاح..بتموتي
والجاني نفسه..
انتوا…
شو بعد بدكم من هالمواطن..ارحموه
اتقوا الله بالناس..؟
رحمة الله عليك يا حمدة
ترا انت شهيدة لقمة العيش والكرامة الانسانية..اللي اغلبنا صرنا مفتقدينها.
وغيروا بالكم..حمدة موجودة بكل بيت
قنبلة موقوتة..لا تخلوها تنفجر
#كلنا_حمدة