صراحة نيوز- بقلم حاتم القرعان
تتناغم الكلمات دلالاً فوق سطور التاريخ، تنصهر ودًا لملك القلوب أبى الحسين المفدى، وعند ذكره تتحول الكلمات إلى لُغة ذات سيمفونية وطنية، أنغامها تلاحم الصف الأردني في مجابهة خطر فيروس كورونا، تحمل دلالات ومعانٍ في بحور اللُغة، يُستنبط منها الكثير من الجمل، بعيدًا عن جغرافيته، ليذهب إلى ما هو أبعد وأعمق من التاريخ، وهي لغة الذات والروح وحياة النفس وحبور المشاعر ونفحات السعادة والصفاء، لكل إنسان نبت عوده على ثرى الوطن، ليأخذه الحنين كلما ابتعد عنه شوقاً في دواخلنا، نلمسه في حركاتنا وسكناتنا، لما حبانا الله به. أرضاً طيبة مباركة، كانت وما زالت أرض الهواشم، وملاذا لكل العرب والمسلمين، وشَرفها المُتعالي لخدمة الوطن والمواطنين والمقيمين في ظل قيادة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الأمين؛ حتى صارت المملكة مركزاً للعالم العربي والإسلامي، مثالا يحتذى به لمحاربة آفة العصر فيروس كورونا في العالم، ومنارة لكل العالم بما تقدمه بتوجيهات سيد البلاد المفدى ومتابعة كل الصعاب وفي كل الميادين، يقود الجبهات ليلا نهارا، لا يكل ولا يمل؛ من أجل شعبه الأمين الوفي، واعتلى بذلك قمة الإنسانية فتجلت مقولة والده المغفور له الملك الحسين: الإنسان أغلى ما نملك، وعلى التطبيق العملي وفي جميع بقاع الأردن، سكنت أعماله جبين الحضارة العالمية، ليكون «الوطن» قُرة أعيننا ونبض فؤادنا، يُفاخر بما أولته حكومتنا من جهود في سبيل رفعة وعزة الوطن، ليقف المواطن مردداً بزهو وشموخ: «عاش المليك، عاش الوطن»، نرددها في كل أرجاء الوطن وخارج الوطن من أبناء شعبنا الوفي ونسعد بها، ضاربين بذلك أروع الأمثلة في الولاء والوفاء والعطاء.
فحكمة جلالة الملك – حفظه الله – كانت بمثابة ميزان ضبط للتعامل مع هذا الوباء واجتثاثه من وطننا الحبيب.
وامتازت قيادة جلالة الملك المعظم بالحنكة والذكاء وفاقت كل الإجراءات الإقليمية والعالمية، من خلال قفزاتها المتتابعة في القضاء على هذا الفيروس من خلال التوجيه المباشر لجلالة الملك، وأسهمت سياسته وتوجيهاته الحكيمة المُعتدلة على إحتواء الموقف مما أدى إلى السيطرة على انتشار الفيروس.
وهي إضافة لمُنجزات عرفناه فيها قارئًا، مُتبحرًا في العلوم، عهدناه حازمًا، بلا إفراط أو تفريط، عازماً لملأ عالمهِ بصفحات يشهد لها التاريخ البشري، لتحقيق النهوض بالأردن وإبراز مكانته لكل العالم.
ناهيك عن تقديم الدعم والرعاية لأبناء الدول المجاورة كحماية لهم من براثن الإرهاب، والدعم اللامحدود لقضايا المسلمين في المحافل الدولية، ورعايتها في ظل منظمة العالم الإسلامي التي أسستها و احتفت بها كل المبادرات التي وصلت إلى تعزيز العلاقات مع دول الخليج العربي ومصر والعراق، وهي من أهم العلاقات نظراً للمكانة الكبيرة التي تتمتع بها، بل وكانت لجولات الملك دورا كبيرا في توقيع العديد من الاتفاقات.
وبتنوع الإنجازات المحلية، فلم يغب الشعب والاهتمام به طيلة السنوات الماضية وحصلت نقلة نوعية في الإصلاحات المالية والإدارية، وإعادة هيكلة الجهاز الحكومي، بعد حملة مكافحة الفساد، إضافةً إلى دور المرأة في عالمها المجتمعي وتولي مناصب عليا، والترشح لانتخابات المجالس البلدية والقيادية والمشاركة في المبايعة، لتتبوأ المملكة مكانة عالمية بين الدول.
أيها الملك الأجل، نتحدث عنك بما يستحق، لنرى وعوداً سبقتها أفعال بعزائم لا تلين في هذا الوطن، و نحمد الله فيها على ما تحقق من إنجازات تنموية ضخمة في عهد ملك الإنسانية بوطنية سكنت أفئدتنا، عمراً في خدمتنا بما رسمهُ مُنذ أن كان ولياً للعهد إلى أن أصبح ملكاً للبلاد، لا يعرف للاستكانة سبيلاً، ولا للتوقف مكانًا – أطال الله في عُمره -، حفظ الله الأردن وشعبه، وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، والله من وراء القصد.