خبز الشعير

25 أبريل 2019
خبز الشعير

صراحة نيوز – بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه

لا أدري من أين يهبط علينا مثل هؤلاء الناس ، يحتويهم الأردن ، العروبي ، الطيب ، المعطاء ، الكريم ، يلتجئون اليه دُخلاء ، مستجيرين ، من الرمضاءِ ، والقهر ، والمطاردة ، وتضييق سُبل العيش ، وإمتهان كراماتهم ( إذا كان لديهم كرامة ) ، والاعتقال ، ومعاناة السجون ، وفي أحايين كثيرة التهديد بالقتل والتصفية الجسدية ، فيجيرهم ، ويأويهم ، ويعزهم ، ويكرمهم ، ويقلدهم أعلى وأرقى المناصب ، والمصيبةانهم يتفننون في نكران الجمائل ، ويترفعون عن الانتماء اليه ، لا بل ويبخلون عليه ولو بكلمة طيبة .

الأردن البلد الوحيد الذي لا يشعر من يأويهم بالامتنان ، ولا يستجديهم الانتماء ، فيترك لهم ولضمائرهم التقدير . حال الأردن المتردي هذا ، ينطبق عليه المثل الشعبي (( مثل خبز الشعير ، مأكول ومذموم )) ، فالجائع يتمنى ويحلم بخبز الشعير ، وبمجرد ان يشبع يذمه ويحتقره ، ويبحث عن الكورن فلكس .

أودّ ان اعرف هل يتوسل الأردن لجوء مثل هؤلاء الجاحدين !؟ هل يستجديهم ، ويغريهم ، ليأويهم ، حتى يتنكروا له ، ولا يكفون أذاهم عنه أحياناً .

سيبقى الأردن على نهجه ، يعز من يلتجأ اليه ، لانه عزيز ، كريم ، عروبي ، معطاء دون مِنّةٍ ، ولن يلتفت الى الصغار وصغائرهم .

سيبقى الاْردن ، كريماً عربياً مضيافاً ، لان هذا شأنه وديدنه ، كوطن ومواطنين ، ولانه اكبر من استجداء انتماء الناكرين للجمائل ، لان حفظ الجميل ليس من شيمهم . ولان عزة الأردن بابنائه ، لا ينشد من غيرهم الانتماء لانهم كالطحالب .
لا يضير الكريم جحود الضيف لكرمه ولما قدم لان الكريم يقدم قيمته لضيفه .. هذا على مستوى الانسان فكيف يكون حال الاوطان .

هذا يدل على صحة كل ما ورد في مقال لي نشر قبل ايّام تحت عنوان ( الجحود .. آفة تَسودْ )) ، وما يحدث على مستوى الانسان ينطبق على الاوطان ،

ما يواجهه الأردن من جحود ونكران ، لن يثنيه عن مبادئه السامية وسيبقى على نهجه ، ولن يثنيه عنه الصغار . لكن عليه ان لا يبالغ في إكرام من لا يستحق ، لان المثل يقول (( كُثْرْ التهِلي بتجيب الضيف المشِمْ )) .

الاخبار العاجلة