صراحة نيوز – بقلم موسى العدوان
دُعي أنشتاين صاحب نظرية النسبية من قبل بنجوريون، ليكون رئيسا لدولة إسرائيل بعد أن توفي رئيسها الأول حاييم وايزمن. ولكنه اعتذر عن قبول هذا العرض، لأن ذلك خارج شواغله واستعداده قائلا :
” اهتمامي باليهود وإسرائيل هو اهتمام إنساني في فهم أهلي، وأنا أريد أن يكون لهم وطن لا يضطهدهم فيه أحد. وبنفس الوضوح فإنني لا أريدهم أن يضطهدوا شعب فلسطين، الذي له حق في الوطن الوحيد الذي عرفه وعاش به.
إن قيام دولة يهودية في فلسطين قد سبب لي أزمة ضمير، لأن المأساة التي يتعرض لها العرب في فلسطين تحزنني. وقد رفضت عرض بنجوريون لي في عام 1952، بأن أكون رئيسا لدولة إسرائيل بعد وفاة حاييم وايزمن، لأنني لن استطيع أن أفعل شيئا من أجل السلام ببن الإسرائيليين والفلسطينيين.
كما أنني اعتذرت عن استقبال مناحيم بيجن، في كل المناسبات التي جاء فيها إلى أمريكا، لأنه سفاح وإرهابي ويذكّرني بالنازيين الألمان. وإذا كان اليهود يقولون أن الله قد وعدهم بهذه الأرض، فأنا أقول : أن الله هو الذي أسكن الفلسطينيين في هذه الأرض منذ فجر التاريخ.
* * *
التعليق :
أصحاب الضمائر الحية الذين يقفون مع الحق، قد نجدهم في مختلف الشعوب، بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين.
لقد كرس العالِم أنشتاين نفسه لشواغله العلمية التي يحترمها، ولم ينظر إلى أعلى منصب في الدولة يصله دون عناء، ولكنه يرفضه لأنه يتناقض مع ضميره.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو :
لماذا لا يحترم أصاحب المهن لدينا مهنهم ويبدعوا فيها، بدلا من استخدامها منصات يقفزون من فوقها إلى أية وظائف سانحة تحقق مصالحهم، حتى وإن كانت تخالف الضمائر الحية والمبادئ الشريفة ؟
التاريخ : 25 / 8 / 2018