صراحةنيوز – كتب أ.د. محمد الفرجات
إنطلقت بسيارتي من العقبة حاضنة الإقتصاد الوطني، والتي تعد مشروع وقصة نجاح ملكي بإمتياز، وأسكن بها حاليا بعد الرحيل من البترا حاضنة التاريخ، والتي تعد كذلك قصة نجاح ملكي بجعلها من عجائب الدنيا وترويجها لتفوق سياحة المليون زائر، وفي الطريق إلى معان العزيزة منطلق نهضة وثورة الهاشميين، متوجها لمكتبي في جامعة الحسين بن طلال أغلى الرجال وهي مشروع تنموي ملكي بإمتياز، توقفت فجأة بجانب قرية الحميمة قبل طلوع رأس النقب، وتحولت الفيافي بياضا بالرمل الزجاجي الأبيض والأنقى في العالم.
يا إلهي، حبل الأفكار من أجل النهضة نبضها المستمر يوقفني على جانب الطريق فجأة،،، هذه النهضة التي لطالما تحدثنا عنها ونادينا لها، وقدمنا في سبيلها الطروحات والمبادرات وافكار المشاريع عبر السنوات العشرة الأخيرة، ودعمناها بالمقالات والإعلام والسوشيال ميديا، ونسجنا بناءها الفكري لتنطلق من رحم الشعب كما يريد الملك من المحافظات والمدن والقرى والبوادي والمخيمات والأرياف، بثورة بيضاء نادى بها جلالته، وتوجها بأوراقه النقاشية ثم بالمشروع النهضوي الملكي دولة الإنتاج، بقصد الإعتماد على الذات، وصولا إلى وطن ينعم فيه الجميع بفرص العمل والرفاه والرخاء، وتحقيق الذات.
أستل موبايلي، أتصل مع مقسم الديوان الملكي العامر، يجيب المقسم، فأطلب مكتب سمو ولي العهد، ويرن الداخلي ثلاث مرات، فيجيب أحد موظفي مكتب سمو ولي العهد.
يرد أحد الشباب: مكتب سمو ولي العهد، تفضل،،،
وبدأت بسرد التفاصيل لا أقف عند حد زمني، والرجل غاية الأخلاق والإتيكيت وحسن الإستماع.
قدمت كل التفاصيل عن رؤيتنا للنهضة، وخارطة الطريق، والبناء الفكري، والخطط التنفيذية لدينا، ومصادر التمويل بفكرنا الذي يرتكز على الإقتصاد التعاوني، وجهودنا وفعالياتنا المختلفة (والتي جاءت مفصلة بأخبار ومقالات سابقة حول منتدى النهضة) والرجل يسجل، وفي النهاية شكرت للرجل حسن إستماعه، وسأل سؤالا واحدا فقط بعدما قدم الشكر وأثنى على الجهود: “ما المطلوب يا دكتور الآن بالتحديد؟”.
كنت بالحقيقة أنتظر هذا السؤال، وأجبت: “سمو ولي العهد شاب طموح وذكي وبالتأكيد يحمل فكر سيد البلاد النهضوي، ونود من مكتبكم الكريم ترتيب لقاء لمنتدى النهضة مع سموه، وبالطريقة الأكثر سلامة بسبب ظروف الوباء، وذلك عبر تقنيات المقابلات عن بعد، أو ما ترونه مناسبا، ونود طرح رؤيتنا لإكمال ما بدأت به حكومة الرزاز، والتي جاءت لإرساء دعائم المشروع النهضوي الملكي، حيث أن هنالك بالتأكيد إنجازات تشريعية وفنية وإدارية ومخططات جاهزة، لا يمكن أن تذهب أدراج الرياح ويجب أن نكمل من حيث إنتهت، بغض النظر عن التحديات التي رافقت الحكومة المذكورة”.
وأكملت: “ننظر للنهضة التي يريدها سيد البلاد كمشروع وطني كبير يتم على مراحل زمنية طويلة، يبدأ بفكر يمهد ويهيء له شعبيا ووطنيا وعلى مستوى الدولة، وينطلق في محافظات المملكة بمحاور تنفيذية مختلفة، بإطار الإقتصاد التعاوني الوطني الذي تسنده وتتبناه الدولة الأردنية شعبا وحكومة”.
الوقت يمضي، وهنالك تحديات تزداد من فقر وبطالة ومديونية وشح إيرادات وزيادة نفقات، وقضايا مصيرية بحاجة لإستراتيجيات وحلول وتمويل الحلول، كمستقبل المملكة المائي، ومستقبل السكان وتحقيق الفرصة السكانية، وتحديات تحقيق الإقتصاد الاخضر، وقضايا الطاقة، وجودة وشمولية الخدمات المختلفة والشبكات والبنى التحتية والفوقية، وتحديات مجتمعية كالعنف والمخدرات والسطو ومشاكل تأخر الزواج والطلاق وغيرها، وكلها تعود للوضع الإقتصادي الصعب.
ما زلنا ننتظر الوقت المناسب للقاء سموه، ونريد أن تكتمل وتلتئم أركان ومكونات مشروع النهضة، وأن لا يذهب الجهد أدراج الرياح، ففيه وبلا أدنى شك طريق لدولة تبتكر وتنتج وتنافس، وتفتح أسواقها المحلية لصناعاتها وإنتاجها أولا،،، ثم تصدر، لإحداث تنمية شاملة تنعكس خيرا على الجميع.
ودعت موظف مكتب سمو ولي العهد، شغلت غماز السيارة الأيسر، وصعدت بالأفانتي للشارع، وأكملت طريقي لجامعة أغلى الرجال.