صراحة نيوز – بقلم د علي منعم القضاة
ننطلق من عجلون العنب والذهب، عجلون الحب والعتب، لنطوف العالم بشذراتنا .
إنَّ الزَنَاعِمْ والبَلاطِمْ
صرنا نعود كل أسبوع من صلاة الجمعة، وحسبنا أننا أسقطنا الفريضة، لا معلومات جديدة، ولا طريقة مفيدة في قراءة ما يملى على الخطباء من كلام مكرور، وقد ذكرني هذا بمقولة رويت عن أحدهم، في فعالية عامة؛ لم يعرف أن يقرأ ما كُتب له في موعظة طُلِبَ منه أن يلقيها في مناسبة دينية؛ فبدل أن يقرأ: “إنَّ الزَنَا عَمَّ والبَلى طَمَّ”، قرأها كالآتي: “إنَّ الزَنَاعِمْ والبَلاطِمْ”، فاتقوا الله عباد الله. اختصر أربع كلمات تحذيرية، في كلمتين لا علاقة لهما باللغة العربية، ولا بالمواعظ الدينية، جمع لنا الواعظ كبيرة الزنا، والتحذير من أنه عمَّ وانتشر في أنحاء البلاد، والتحذير من البلاء الذي أصبح طاماً، في مصطلح غامض، مفهوم خطبة الجمعة لمعالجة أمور الناس خلال أسبوع.
كلمة يا ليت “عمرا” ما كانت تعمر بيت
هكذا هي تصريحاتنا المتكررة، والمحذرة من انتشار الوباء، والتحذيرات من العودة للإغلاق الشامل، بسبب الآلاف المؤلفة لأعداد الإصابات، التي لم يسبق لها مثيلاً من أيام بدء ظهور الجائحة!!، إذ كيف لنا أن نقوم بواجبنا الوطني بتحذير ذوينا، وأحفادنا وننصحهم باستخدام طرق الوقاية، والمحافظة عليها وهم يرون حثالة العالم يُستقبلون في أردن الحشد والرباط استقبال الفاتحين؛ لإقامة حفلات صاخبة، وسهرات ماجنة، تحوي كل أنواع الفجور، دون مراعاة لقدسية الأرض، ولا مراعاة لظروف الوباء. ليت الوزراء والمسؤولين، لا يصرحون أي تصريح تحذيري حول كورونا، وهم شخصياً غير مقتنعين بما يقولون للناس، ليت للتمني وتفيد عدم الحصول؛ لكن ألف ليت تتعاقب بعدها عن ألف أمنية لن تتحقق، وهذا ينسجم مع مسيرة حكومتنا التي لم تحقق للشعب أمنية واحدة.
نبع كورونا فياض ودفاق
ما كان كورونا بِدْعَاً من الفيروسات، وليست بالمرة الأولى التي تغزو فيها الفيروسات مناطق مختلفة من العالم، لا بل إنه لم يكن الأخطر على مستوى الفيروسات العالمية، التي اختفت وتلاشت ولم نعد نذكرها إلا من قبيل التدليل، أو الإشارة إليها. لكننا وحتى تختفي كورونا، ويجف نبعها، كما جفت السدود في بلادي؛ يجب أن نجد لقاحاً ضد الظلم وأن نصنع لقاحاً يقيم العدل!، وأن نتناول لقاحاً ضد النفاق! الذي خرب البلاد والعباد! وأن نبتكر لقاحاً! ضد الفساد! الذي عم البر والبحر؛ كما في قوله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}! قبل أن نطالب بالجرعة الثالثة، ولا بالتباعد بين الطلبة والمصلين، والتغافل عن حفلات المجون.
أرقامنا قياسية
كنا إذا وصلت الإصابات في الأردن (100) إصابة كورونا، ضج منا الصغير والكبير، وخرج علينا الدكتور سعد جابر ذكره الله بخير، واللهفة في عينيه خوفاً على مجتمعه؛ لكننا اليوم نقرأ عن (3677) إصابة بالفيروس، دون تصرف حقيقي من الحكومة للوقاية. كيف يمكن للناس أن يقبلوا رؤية كل أسباب كورونا، ويقتنعوا بقول وزير، أو مسؤول يظهر على الشاشات مُتجاهلاً أسباب رفع البلاء، وتجفيف الوباء، فليست الأسباب الوقائية الصحية وحدها كافية، لتجفيف جذور الابتلاء الحقيقية، فقد عمَّ الفساد وساد في كل ركنٍ ومفصل من مفاصل حياتنا.
موتنا (Digital)، وساحتنا مستباحة
تشير كثير من الأخبار، وتتناقل منصات التواصل الاجتماعي، معلومات عن اعتقال صاحب شركة لقاحات فايزر، وعن تورط خبراء الديجيتال بانتشار الفيروس، لفرض إرادتهم وتجارتهم- (لقاح -Digital)، قسراً على البشرية، حيث يقول لنا التاريخ إن كل أسلحة الغرب الفتاكة (ومنها اللقاحات) تم تجريبها في أجسادنا، وفي دولنا وبين شعوبنا، ثم بيعت لنا كل أسلحتهم (علاجاتهم) بأثمانٍ باهظةٍ، ندفعها من خيرات بلادنا ثمن الداء والدواء، ستكون آثار لقاح كورونا أشد فتكاً على مجتمعاتنا وأجيالنا القادمة من آثار هيروشيما وناجازاكي، وسوف تذكرون قولي؛ بالنهاية الحجامة تخرج السموم والدماء من الجسد.
الدكتور علي منعم القضاة