صراحة نيوز – بقلم عبد الفتاح طوقان
جدير بالذكر ان ما ورد علي لسان الملك عبد الله الثاني اثناء زيارته الي معان في وصفه ” تجديد الدولة الأردنية و تحديثها في كل المجالات ” و توسيع نطاق الحوار حول مشروعات الإصلاح السياسي، و فتح أبواب الحوار لمناقشة المشاكل في كافة القطاعات بشفافية و بجدية و إعطاء الأهمية للزراعة و النقل و الاقتصاد قد وضع بدايات محاولة رسم خارطة طريق للمستقبل، يمكن العمل عليها معا اذا تم تغيير الطاقم بأكمله من مستشارين و أعضاء حكومات جثموا علي صدر الوطن سنوات الي ان ادخلوه العناية السياسية و الاقتصادية دون اكسجين كاف ، ويؤكد الضرورة على بداية اعتماد مشروع وطني لتغيير النهج الذي اضر باقتصاد البلاد و سياساتها عبر سنوات.
هذا النهج المتبع ضمن إصرار على استبعاد أصحاب الأرض الأصليين والعشائر الأردنية والاقصاء والتهميش والدفع بالتهجير والاستفراد بالمناصب والقرارات وتغييب الكفاءات و الخبرات الوطنية و اعتماد الشللية و المحسوبيات والولاء الأعمى المبنى علي النفاق و إخفاء الحقائق و تقديم الحماية للفاسدين و غيرها من الأمور هو الذي أوصل الأردن الي مديونية عالية دون ان يحاسب المتسبب فيها و دون محاكمة و مراجعة لقرارات و اجندات بعض من حملوا الحقائب الاقتصادية وحتي من تولوا الحكومات، هذا الم موجع و خنجر في خاصرة الوطن.
المفترض أن يآتي ذلك “التغيير ” ايضا دون كسر لقوة الترابط والبيعة بين الشعب والملك وبعيدا عمن يثيرون الخلافات ممن لا يفهمون قوة الروابط التاريخية في هذا الوطن الهاشمي التي هي الصخرة التي انكسرت عليها دوما المؤامرات التي هددت المسيرة الأردنية الواحدة وكانت عبئا علي الوطن الصامد ضمن تحديات إقليمية و أدوار مكتوبة عالمية.
الي جانب الاقتصاد لا بد من إعادة النظر في مجلس الامة و تركيبته و طريقه الانتخاب الحر المباشر دون التدخل من أي جهاز او مؤسسه حتي يعود له القوة و يساهم في تشريع قوانين تخدم الاقتصاد و النقل و الزراعة و السياسات الخارجية بعد ان شهد تراجعا في الأداء و خسر مصداقيته امام الشعب بالإضافة الي ظهور أزمات متعددة.
من ضمن الازمات و ليس اخرها اذا ما استمر النهج هو سلوك سياسي جديد خارج عن الأعراف ان صدرت “إهانة “من نائب منتخب للمجلس تصدرت المشهد السياسي و هي احد الأسباب التي دفعت بزيارة الملك الي معان و الحديث عن العشائر و أهمية معان التاريخية و ضرورة التغيير.
لقد حصد النائب – اسامه العجارمة – تآييدا شعبيا غير مسبوق لم يحصل عليه أي من رموز المعارضة سواء م. ليث شبيلات او توجان الفيصل او د.عبد اللطيف عربيات، لان مواقف المجلس بشقيه كانت خالية و ضعيفة ،ولم تكن يوما في صف الوطن و الشعب حسبما هو مقدر لان تكون، و فرضت مواقف النائب الذي رفع سيف اكبر عشائر الأردن الذي سلم له تضامنا مع موقفه ورفع عليه المصحف و تم أداء قسم جماعي، تشبيها لما حدث في معركة صفين، اشرس المعارك في التاريخ الإسلامي .
زيارة الملك و حديثه ، بحاجة الى ترجمة فورية بشفافية و امانة ، في رواية جامعة لكل أبناء الوطن في الداخل و الخارج للنهوض بالأردن و المشاركة و الحوار و التشاور في ” اردن جديد” يقوم علي ثقافه الهوية الأردنية التي همشت و استبدلت تحت تدخلات خارجية و اجندات ضمن مفاهيم الليبرالية و التجنيس وتقديم البدلاء علي الاصلاء في تناقض واضح للعهود و البيعة.
الفساد المتكرر و الفاسدين ، و القرار الفردي الاوحد همًا اساس البراكين في كل المناحي . ولابد من الانتباه الي ان الشرعية و الاستقرار جذورهما العشائر ومهما حاولت القيادات تهجين الاشجار وتغيير المنابت عليهم معرفة ان العشائرية شجرة جذورها ثابته وفروعها في السماء وهي وبها فقط يمنح الظل لكل من يريد اتقاء الشمس الحارقة و اكل اطيب الثمر ، وعكس ذلك تصحر و رماد.
و للحديث بقية
aftoukan@hotmail.com