صراحة نيوز – أسعد العزوني
بوصول الإنجيلي الماسوني المتصهين دونالد ترامب لسدة الحكم في البيت الأبيض ،عن طريق قوى الماسونية –الصهيونية،وبكل ما يحمله من جهل مطبق في السياسة والإدارة والمنطق وفقدانه للتوازن العقلي، بشهادة الذي عملوا مقربين له ثم طردهم شر طردة ،منذ ذلك الوقت إكتملت قراءتنا المتأنية والعقلانية ومراجعتنا الضرورة لملف الصراع الفلسطيني-الصهيوني ،وأتمنى من الجميع تغيير الإتجاه السائد والمتعارف عليه ،وإستبداله بالقراءة الجديدة المستندة إلى العلم والمنطق والواقع والعقل بعيدا عن العاطفة.
أول ما يمكن قوله في هذا الإطار هو أن الصهيونية ضمنت إقامة مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية ،وإطالة عمرها بالقدر الممكن – ليس عن طريق الجنون الصهيوني المتمثل بالقوة العسكرية المفرطة ،ووصولها إلى المرتبة النووية كقوة عظمى في العالم ،علما أن السلاح النووي هو بمثابة سلاح ردع ليس إلا ،كما ان إستخدامه على حالته سيلحق الضرر الأكبر بها نفسها –بل عن طريق تجنيد من تتفق معهم لتنفيذ أجندتها .
بدأت الحكاية عام 1905 عندما إكتشفت بريطانيا النفط في جزيرة العرب، وأيقنت بحسها الإستعماري أن شريان حياتها وحياة الغرب بشكل عام سيكون في هذه المنطقة ،ولذلك يتوجب خلق واقع جديد يخدم التطلعات الإمبريالية البريطانية والغربية على حد سواء ،ودعت شركاءها الإمبرياليين أمثال فرنسا وهولندا وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا ،إلى عقد مؤتمر أطلق عليه مؤتمر كامبل نسبة لرئيس وزراء بريطانيا آنذاك هنري كامبل بانرمان،لمناقشة الآلية المطلوبة لتحقيق الهدف المنشود ،وإستمر هذا المؤتمر مفتوح الجلسات لعامين متتاليين.
وهذا يعني أن القصة بدأت في مؤتمر كامبل وليس في مؤتمر بازل السويسرية الصهيوني الأول عام 1897، وتقرر فيه إنشاء مستدمرة إسرائيل بعد 50 عاما من ذلك التاريخ ،ودليلي أنه لو لم يتم إختراق الساحة العربية-الإسلامية ،لما تمكنت قوة ما من فرض مستدمرة إسرائيل علينا ،بمعنى أن السبب الأول والرئيس لإقامتها هو العامل العربي – الإسلامي ،وكان الدور الإمبريالي عاملا مساعدا تشجع على ذلك إكتشاف النفط في جزيرة العرب،ناهيك عن رغبة بريطانيا الملحة بالتخلص من يهود الفاسدين المفسدين لتأسيس مملكة إنجليزية مسيحية خالصة .
في العام 1907تكرست المؤامرة بإصدار وثيقة كامبل السرية التي سحبت من المكتبات ومراكز البحث بعد أسبوعين ، إلى درجة ان بعض الباحثين العرب حاليا ينكر وجودها لأنه لم يطلع عليها ويرفض الحديث عنها بحجة عدم وجودها في أرشيف لندن ،وهذا بطبيعة الحال امر مضحك مبكي،لأن الباحثين العرب يقتنعون فقط بما يقرأونه في وثائق الأعداء ويسلمون به ،ولا يرغبون بإعمال العقل والمنطق وإعتماد العقل والتفكير النقدي ،وقاعدة القياس والتطبيق في التحليل.
نصت وثيقة كامبل السرية ضمن ما نصت عليه زرع كيان غريب في المنطقة لإشغال أهلها ومنعهم من التقدم والتطور ، ووضع عراقيل امام وحدتهم وإبقائهم كانتونات متفاوتة المساحة ،وعدم تمكينهم من إستغلال ثرواتهم التي ستذهب إلى الغرب الإمبريالي المتصهين ،وآخر صورة مرعبة في هذا المجال لهف ترامب ل 460 مليار دولار من الرياض عدا ونقدا ،ناهيك عن الهدايا الثمينة والثقيلة والنقوط والتبرعات لدعم صندوق زوجته الخيري، وإقامة حفلة رقصة السيف له والعائلتة بكلفة 750 مليون دولار في ليلة واحدة .
كانت الفكرة أن تولّي بريطانيا نواطير تختارهم بعناية لحكم الجزيرة وتعهدت لهم بطرد الحكام الأصليين وشن حروب عليهم مقابل تنفيذهم لأجندة مؤتمر كامبل ،ونجح المندوب السامي البريطاني آنذاك السير بيرسي كوكس من العثور على بعض بقايا التيه اليهودي في صحراء جزيرة العرب ،والإتفاق معهم على مقاولة تقضي بتسليمهم الحكم مقابل تنفيذ بنود وثيقة كامبل .
نصب بيرسي كوكس أبناء مردخاي حكاما على الجزيرة وخاصة الحجاز بعد إبعاد الحكام الأصليين،وعند إفتضاح أصولهم قرروا تحويل إسم جدهم من مردخاي إلى مرخاي وحذفوا حرف الدال للتضليل .
إستجاب الملك عبد العزيز بني سعود لإملاءات كوكس ووقع له على وثيقة العار عام 1915 تنص على :” أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن أقر واعترف ألف مرة للسير بيرسي كوكس مندوب بريطانيا العظماء لا مانع عندي من إعطا فلسطين لليهود او غيرهم كما تراه بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها حتى تصبح القيامة….الختم”.
من هنا نبدأ وكانت الإنطلاقة في مراجعتنا الضرورية للصراع الفلسطيني- الصهيوني،ولذلك كان وصولنا إلى النتيجة الصحيحة سهلا مع انه كان مؤلما نفسيا،لكن ما يخفف علينا هو ان أبناء مردخاي سلول الخيبريين الصهاينة، كشفوا مؤخرا عن غنتمائهم الصهيوني وأعلنوا تحالفهم مع مستدمرة إسرائيل ،ليثبتوا كذبهم بأنهم كانوا يهودا فأسملوا وحسن إسلامهم كما ورد على لسان الملك فيصل عندما سئل عن أصولهم اليهودية.
لو قلبنا الأوراق المتعلقة بالصراع لوجدنا ان الصهيونية دقت اوتادها في الإقليم أولا ، ومن ثم نصبت الخيمة فوق فلسطين ،وكان اخطر وتد دقوه هو أبناء مردخاي في الجزيرة العربية، لأن دورهم المتجدد في دعم مستدمرة إسرائيل تحول حاليا إلى تحالف إستراتيجي بحجة خوفهم من إيران ،وهم بذلك خالفوا المنطق لأنه لا يجوز تحويل الصراع الثانوي إلى رئيسي وبالعكس ،وخلافنا مع إيران ثانوي يحل بالحوار ،في حين ان صراعنا مع الصهاينة رئيسي لا يمكن تحويله إلى ثانوي أو التصالح والتحالف معها.
ولتكتمل الصورة فإن السعودية أرسلت “جيشا”لها ليشارك جيوش”الإنقاذ العربية “في قلع الفلسطينيين من أرضهم وإفشال ثورتهم ،وتمكين العصابات الصهيونية الإرهابية من التحول إلى دولة إرهابية وهذا ما جرى ،ورأينا التآمر السعودي على كل ما يبعث على الأمل في نفوسنا ،فهم تآمروا مع جماعة الإخوان المسلمين على الناصرية وأضعفوا مصر ،ومن ثم تآمرت السعودية على العراق ،تنفيذا لوصية الملك عبد العزيز لأبنائه وهو على فراش الموت بألا يغفلوا عن العراق ويسمحوا له بالإستقرار ومعه اليمن بطبية الحال ، وأسهمت في تدميره بعد توريطه في حرب عبثية مع إيران ،كما انها ورطت الكويت مع العراق بعد وقف الحرب العراقية-الإيرانية لشطب العراق نهائيا ،وتقليم اظافر الكويت التي شهدت آنذاك حالة نهضوية فنية تعليمية سياسية إقتصادية سياسية حضارية ،عجز أبناء مردخاي عن الحلم بالوصول إلى المنطقة التي تبعد عن حالة الكويت ألف سنة ضوئية.
لم يتوقف التآمر الوهابي الصهيوني على الأمتين العربية والإسلامية ،وتحالفوا هذه المرة مع جماعة الإخوان المسلمين في الإسهام بالحرب الأمريكية على الإتحاد السوفييتي السابق في أفغانستان ،وتعهدوا بالتمويل فيما كان دور الإخوان يتمثل في تضليل الشباب العربي وشحنهم بفكر الجهاد ضد الشيوعية ،وقام مشايخهم بالترويج لكرامات “الشهداء “من المجاهدين في جبال” تورا بورا” ،ويتحدثون على شاشات التلفزة بأنهم رأو بأم أعينهم أنهار المسك تنبع من جثامين الشهوداء ،وان المجاهد يصوب سبابته بإتجاه طائرة السوخوي الروسية ويقول”لا إله إلا الله “،فتخر الطائرة محترقة على الأرض ،ويقسمون بالله انهم صادقون .
ولكن الله رد عليهم كيدهم بعد أن ادوا ما عليهم لأمريكا ومستدمرة إسرائيل بعد جريمة 11 سبتمبر 2001 والتي لا علاقة لهم بها من قريب او بعيد ،سوى أن االسعودي الإرهابي الوهابي أسامة بن لادن خرج مباركا “الغزوتين “ودفع الجميع الثمن،وبحسب الخطة الصهيو- امريكية ،فإن الإسلام أصبح هو الهدف بعد هزيمة الشيوعية ،والتي لم تنهزم إلا بمشاركة المسلمين في الحرب ضدها وإستغلال الإسلام ،وهذا ما يفسر الردة على الإخوان المسلمين امريكيا وإسرائيليا ، وكذلك على السعودية التي إتهمت بتمويل جريمة 11 سبتمر وهي منها براء براءة الذئب من دم يوسف ،وصدر بحقها قانون “جاستا “الذي يجرمها ،ورغم أنه لم ينل الموافقات اللازمة إلا انه سيبقى سيفا مسلطا في السعودية لضمان تدفق مئات المليارات من الدولارات كخاوة أو رشوة أو جزية أو سمها ما شئت وإن أردت سفها.
أسهم أبناء مردخاي في هزيمة الفلسطينيين واللبنانيين في لبنان عام 1982 ،وبدأؤا بالتآمر على القضية الفلسطينية على المكشوف ،بأن أصبحوا يولدون مبادرة يلام بعد أخرى ،شطبت آخرها وهي مبادرة السلام العربية التي أعلن عنها الملك عبد الله بن عبد العزيز وفرضها على قمة بيروت العربية عام 2002 ،شطبت حق العودة وإعترض عليها الرئيس اللبناني المقاوم آنذاك إميل لحود ،وكان أبناء مردخاي عام 1982 قد خدعوا القيادة الفلسطينية بأن واشنطن تعهدت لهم بإقامة دولة فلسطينية في حال قدموا بعض التنازلات ،وكانت اوسلو التي إلتهمت فلسطين بالكامل .
القشة التي قصمت ظهر البعير هي صفقة القرن التي جاء بها ترامب بالتوافق مع ابناء مردخاء وحلفاؤهم في المراهقة السياسية في المنطقة ،والتي تهدف إلى شطب القضية الفلسطينية والتنازل عن القدس للصهاينة ،وكذلك شطب الأردن الرسمي وحصاره ماليا لإبتزازه والضغط عليه كي يتنازل لهم عن الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس ،ليكونوا هم أصحاب الولاية على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة بعد إستيلائهم على الحرمين الشريفين ،ليسهل على الماسونية الصهيوينة إقامة دولة روحية في الأماكن المقدسة “مكة والمدينة والقدس “وآخر فضائحهم التي يندى لها الجبين عرضهم مبلغ خمسة مليارات دولار على جلالة الملك عبد الله الثاني مقابل التنازل عن الوصاية الهاشمية،لكنه رفض وخيرا فعل.