صراحة نيوز – بقلم سهير جرادات
” طارت لبعد العيد ” .. عبارة اعتاد المواطن الأردني على ترديدها في كثير من المواقف والظروف، حتى أصبح من ذوي ” متلازمة التسويف ” ، التي تعني تأجيل الأعمال والمهام إلى وقت لاحق ، وتعطيل الحياة لما بعد العطلة بغض النظر إن كانت العطلة دينية أم وطنية رسمية ، و”التسويف ” يعد العدو الأول للنجاح ، لأنه قائم على تأخير تنفيذ العمل وتأجيله دون عذر ، ثم التوقف عن العمل بحجة أنه ما زال في الغد فرصة ، وليس سرا أن إنتاجية العاملين الأردنيين بمختلف مستوياتهم تعد منخفضة مقارنة مع المعدلات العالمية للإنتاجية، وهذا مؤشر يعكس ضعف قدرة الدولة والمؤسسات على استثمار القوى البشرية في المخرجات الإقتصادية ، بطريقة انعكست سلبا على الإنتاج، وزادت من رقعة الأزمة الاقتصادية .
سهير جرادات ” طارت لبعد العيد ” .. عبارة اعتاد المواطن الأردني على ترديدها في كثير من المواقف والظروف، حتى أصبح من ذوي ” متلازمة التسويف ” ، التي تعني تأجيل الأعمال والمهام إلى وقت لاحق ، وتعطيل الحياة لما بعد العطلة بغض النظر إن كانت العطلة دينية أم وطنية رسمية ، و”التسويف ” يعد العدو الأول للنجاح ، لأنه قائم على تأخير تنفيذ العمل وتأجيله دون عذر ، ثم التوقف عن العمل بحجة أنه ما زال في الغد فرصة ، وليس سرا أن إنتاجية العاملين الأردنيين بمختلف مستوياتهم تعد منخفضة مقارنة مع المعدلات العالمية للإنتاجية، وهذا مؤشر يعكس ضعف قدرة الدولة والمؤسسات على استثمار القوى البشرية في المخرجات الإقتصادية ، بطريقة انعكست سلبا على الإنتاج، وزادت من رقعة الأزمة الاقتصادية .
على الدولة ، أن تعترف بأنها هي التي أوصلت المواطن إلى هذا الوضع بعد أن أحبطته بسبب غياب العدالة وتكافؤ الفرص، حتى تملكته حالة من عدم الرضا لتعرضه لمزاجية المسؤول ،وبات في حالة من التوتر والرفض للواقع الأليم الذي يعيشه، هاجسه القلق على مستقبله …انسان فاقد الهمة في العمل،كون الراتب قليلا ولا يتناسب مع الجهد الذي يبذله؛ وبات الرضا عن الذات مستحيلا ، وهذا أيضا أفقده الدافعية للعمل ، وأصبح بارعا في اختراع الأعذار لعدم إنجاز ما كان يجب عليه إنجازه، وبات يغضب بسرعة ، ويتخذ قرارات جديدة ، ويحرص على أن لا ينفذها ، واعتاد على المماطلة حتى أصبح هو والتسويف متلازمين.
“طارت لبعد العيد “.. جملة يسمعها المواطن عند مراجعته لأي دائرة من الدوائر الحكومة لإنجاز أي معاملة ، حيث ينتشر” فيروس البلادة” بين الموظفين الذين يهيئون أنفسهم للعطلة، فور تداول خبر قرب الإعلان عن الإجازة ، لتبدأ التخمينات : هل سيتم دمجها مع الجمعة والسبت ؟ أم أنها ستصادف مع العطلة الرسمية للدولة في نهاية الأسبوع ؟ ، أم ستبقى كما هي في منتصف الأسبوع ، لتندرج تحت ” لا فائدة مرجوة من عطلة العيد “!! في ظل هذا الواقع على الحكومة ، عدم ربط الإنتاجية بعدد أيام العمل ، وإنما عليها أن تركز على تطوير الخطط الإستراتيجية والتنفيذية والرقابية ،وتفعيل نظم التقييم والمكافآت والحوافز للعاملين في المؤسسات ، والتركيز على تطوير كفاءة النظم الإدارية المستخدمة لزيادة الإنتاجية، والأهم من كل ذلك ، الابتعاد عن اسلوب إدارة ” الدكاكين ” القائمة على إرضاء المسؤول فقط .
طار العيد .. وطار الراتب .. وطارت الديون لبعد العيد ..كل عام والشعب الاردني قبل العيد وبعده بالف خير