ما قاله البرفسور أنيس الخصاونة بحق رئيس الحكومة بشر الخصاونة
8 أغسطس 2021
صراحة نيوز – كتب الأستاذ الدكتور أنيس الخصاونة
أدرك تماما بأن ما أتناوله في هذا المقال سيثيرا نتقادات وهجمات شخصية مرتدة وشرسة علينا من بعض أقربائنا ومن الدائرة الضيقة لدولة #الرئيس الدكتور بشر #الخصاونة وفريقة وأصدقاءه ومحبيه، ولكن انتماءنا المهني والأكاديمي ومبادئنا التي نؤمن بها تملي علينا أن نقول ما نعتقد أنه الحقيقة وأن نقدم انتماءنا #الوطني على أي انتماء وارتباط فرعي آخر. استبشر بعض الأردنيون المتفائلون خيرا عندما تم تكليف دولة الدكتور بشر الخصاونة رئيسا للحكومة ،وربما يعود هذا الاستبشار احتراما لثقة الملك وتقديره في أين يضع هذه الثقة وبمن ،أما السبب الثاني فربما يعود لسجل بشر الخصاونة في الخدمة العامة إذ لم يسجل عليه نقاط سوداء ،مع أن جل هذه الخدمة في السفارات الأردنية في الخارج وفي أروقة وزارة الخارجية ومكتب وزيرها السابق ناصر جودة رضي الله عنه
الدكتور بشر الخصاونة ذلك الشاب الذي توسم الأردنيون فيه خيرا ربما بسبب اسمه أو أهله أو عشيرته التي قدمت ،مثل كل العشائر الأردنية ،الشهيد تلو الشهيد ويعيش أبناؤها وسط #الأردنيون في سهل #حوران يكابدون ما يكابده الأردنيون ويعانون ما يعانيه بقية المواطنين من جراء بطش #الحكومات وتعسفها وسوء إدارتها لشؤون الدولة وهدرها لموارد الوطن ومقدراته. مر قرابة عام على تشكيل الحكومة ،ولمس المواطنون في شتى أنحاء الوطن تخبط وإرباك حكومي كبير يرجعه البعض إلى جائحة كورونا وتركيز الحكومة على مواجهة هذه الجائحة كأولوية أولى. ما من شك أن الحكومة الحالية وسابقتها حكومة الدكتور عمر الرزاز سجلتا أداءا عاما جيدا في مواجهة هذه الجائحة، لكن وللأسف الشديد لم تسجل الحكومة الحالية أي #إنجاز آخر يمكن أن يتذكره الأردنيين في المستقبل، لا بل فقد سجلت هذه الحكومة عدة إخفاقات في إدارة الإقتصاد والتعليم والصحة والتعليم العالي والمياه ،كما أخفقت الحكومة في التعامل مع أزمة المعلمين ونقابتهم الشرعية،والأرقام الفلكية للبطالة والفقر،وخنق الحريات متخذة من أوامر الدفاع ذريعة لتعطيل الحياة الديمقراطية وخنق حرية التعبير. ..نعم أخفقت الحكومة في إنصاف الناس، وقد أرسلت عدة رسائل سلبية تعكس خضوعها للواسطات والمحسوبيات ،وما تعيين نجل رئيس وزراء سابق وزوجته في رئاسة الوزراء وبوظائف رفيعة دون إعلان أو مفاضلة إلا خير دليل على عدم تحقيق العدلة وعدم البر بالقسم الذي أقسمه رئيس الحكومة وفريقه أمام الملك. ومع أن هذه الحكومة شهدت عدة تعديلات وزارية نتيجة اختياراتها المتعجلة وغير المدروسة وتم توزير ما يزيد على 39 وزيرا فقد استمرت إخفاقاتها المتتالية . ولعل الأبرز في إخفاقات هذه الحكومة أن عهدها شهد تآكل كبير في #هيبة #الدولة ،وانتهاكات للقوانين ،وإغلاق الطرق ،وتنمر على الوطن ورموزه تمثل باستدعاء انتماءات لهويات فرعية وعشائرية وقبلية ومناطقية ،وعقد المهرجانات المعادية للدولة ،وتحريض بالزحف على عاصمة الدولة ،والتلويح بالتهديد العلني لسلطة الدولة وأدواتها،وآخرها ما حصل في مجلس النواب وعدم قدرة رئيس الحكومة على التسامي والترفع عن التلاسن مع النائب الذي صدر عنه التصرف السياسي الذي لا يتفق مع الأعراف البرلمانية،ويا ليتك يا دولة الرئيس خاطبت سعادة النائب المتحمس بأنه “يشرفك أن تجلس مكانه ممثلا للشعب”. إخفاقات الحكومة لم تتوقف عند هذا الحد بل تجاوزتها إلى مآلات أبعد وأعمق ،فغياب رئيس الحكومة (صاحب الولاية العامة) عن الحضوروالظهور في أحداث هامة ومفصلية شهدتها المملكة وضع كثير من علامات الاستفهام والشك على إمكاناته القيادية والسياسية . في حادثة مستشفى السلط التي ذهب ضحيتها أرواح بريئة ،والتي هزت وجدان الأردنيين من عقربا إلى العقبة ،وتناولتها معظم وسائل الإعلام في العالم ،لم نشهد حضور لرئيس الحكومة ولا تصريحا ولا زيارة لمكان الحادث المؤسف.أما حادثة الفتنة (محاولة الانقلاب) فلم نسمع لا تصريح ولا همسة لرئيس الوزراء عن هذا الموضوع الذي هدد نظام البلد وأمنه واستقراره،لا بل فلم يتم رؤية رئيس الوزراء لمدة اسبوع من تاريخ الفتنة وقد اكتفى بالتواري عن الأنظار وتكليف نائبيه بتصدر المشهد والقيام بالمهمات الصعبة وكأنه ليس لدينا رئيس حكومة ،وحتى عندما التقى دولته بالنواب بعد أكثر من اسبوعين من الحادثة لم يعطي معلومات أكثر مما عرضته وسائل الإعلام.المحطة الثالثة لتواري رئيس الحكومة هي الفتنة الثانية وقضية النائب الذي تنمر على الدولة وهدد بالزحف على عمان وأغلق الطرق وحرض العشائر مما أساء للهوية الوطنية وتماسك النسيج الوطني ،حيث لم يسجل أي حضور أو تصريح أو مقابلة لرئيس وزرائنا وقريبنا البعيد عن هموم الوطن ومعاناة مواطنيه. أما محطة الغياب الحسي والمعنوي الملفت لرئيس حكومتنا فقد جاءت في حرب غزة الأخيرة حيث كانت أعين الساسة في كل العالم تتجه إلى غزة وما يتعرض له أشقائنا في غزة والشيخ جراح والقدس ،فقد كان الدكتور بشر الخصاونة يقضي (حسب ما صرحت به وسائل إعلامنا) إجازة صيفية خاصة في دولة الإمارات العربية حيث درجات الحرارة 60 مئوي.قادة دول إسلامية وغير إسلامية قطعوا زياراتهم وعادوا لبلادهم لمتابعة الأحداث ورئيس حكومتنا يقضي إجازة خاصة في منتجعات وشواطئ الإمارات.أخيرا وليس آخرا في محطات الحاضر الغائب لرئيس حكومتنا تلك الصورة المهينة الذليلة التي ظهر بها عند استقبال ولي عهد أبو ظبي لولي عهد البحرين، وقد شاهد الأردنيون بأم أعينهم رئيس حكومة المملكة الأردنية الهاشمية يسير وحيد حاملا أوراقة بجانب البساط الأحمر المعد لضيوف الإمارات ،وقد آلم الأردنيون في بلعما والرويشد وإيدون وبلوقس وأيل والحسينية وعمراوه والقادسية وأدر وبلدتي النعيمه أن يروا هذا المشهد المهين علما بأن شعوب الخليج تقدر وتدرك تلك العزة والكرامة العالية التي يتمتع بها الأردنيون . دولة الرئيس القريب البعيد …أيها الحاضر الغائب لا تصدق تقييمات مراكز الإستطلاع لشعبيتك وشعبية حكومتك فهي غير دقيقة ومسيسة وبعيدة كل البعد عما يشعر به الشارع الأردني تجاه الأداء الفقير لحكومتكم. نؤكد لك بأن ما أوردناه من إشارات ومحطات لا تشكل إلا جزء بسيط من سمعة حكومتكم المتآكلة والتي بدأ الأردنيون يتندرون عليها وينسجون النكات على أدائها…سيدي الرئيس عن أي صندوق وعن أي مبادرة وعن أي إبداع تتحدث للشباب في معان واربد وغيرها وكيف سيقنعهم حديثك وأنت تعين أبناء رؤساء الحكومات السابقين في مراكز لا يستحقونها وبعضهم لم يكمل بعد مرحلة المراهقة؟ كيف تقنع الأردنيين وانت تعين بعض القيادات في مراكز صنع القرار بسبب رغبة بعض الدوائر الأمنية مع أن الملك أمر رسميا بعدم تدخل الأجهزة الأمنية في الجامعات مما أحدث “بلبلة” وتوتر في الوسط الأكاديمي،ويا ليت دولتك استقدمت رؤساء أفضل من سابقيهم ،ويا ليتك غيرت الرؤساء الجدليين الذين يعتبر تغييرهم فرض عين وضرورة من ضرورات الوطن لما أحدثوه من شروخ في نسيج المجتمعات المحلية لجامعاتهم واعجبي.. حيرتنا يا دولة الرئيس أردناك رئيس حكومة تسير على خطى هزاع ووصفي وعون الخصاونة فأبيت إلا أن تكون مجرد رئيس بلدية يشرف على دوائر بيروقراطية إدارية مثل دائرة الأراضي والمساحة، والجمارك، والباص البطيء، وتسير أعمال البريد الروتيني اليومي…أردناك رئيس وزراء مؤثر واستثنائي تترك بصمات وعلامات فارقة يمكن أن يتذكرها الأردنيون فأبيت وأصررت أن تكون رئيس وزراء عابر تنظم إلى نادي رؤساء الحكومات الضعفاء..ستتغير حكومتك وستصبح عضو مجلس الأعيان وستتقاعد ،ولكن التاريخ يسجل المواقف فابن عمك عون الخصاونة لم يمضي إلا بضعة أشهر رئيسا الحكومة فعاف موقعه وسجل سابقة في الزهد من المنصب والبهرجة لم يسجلها أحد من قبله منذ خمسين عاما حيث استقال من خارج البلاد عندما شعر بان هناك انتقاص من هيبة وصلاحيات الولاية العامة لرئيس الوزراء ،ولو استفتيت عشوائيا الأردنيين لحاز عون الخصاونة على التقدير والشعبية الأكبر في تاريخ الحكومات في الأردن. ندرك تماما بأن الوقت قد فات على هذه الحكومة لتسجيل إنجازات تذكر وقد وقع الفأس في الرأس، وعليه فإننا نعتقد بأن استقالة الحكومة أصبحت تشكل ليس فقط استحقاقا أدبيا وأخلاقيا ولكنها أضحت مطلب وطني ضروري لتصويب المسيرة واستدراك ما يمكن استدراكه لفسح المجال لمن لديه طاقة وقدرة ورؤى جديده للتعامل مع قضايا الوطن الملحة فهل من مدكر…