كَبْسِةْ زِر ّْ.. بِتْذَوِّقْنَا المُرّْ

26 نوفمبر 2021
كَبْسِةْ زِر ّْ.. بِتْذَوِّقْنَا المُرّْ

صراحة نيوز- بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه

الأوطان كما الإنسان تُكرَم وتُهان ، ويَجُرُّها المسؤولون الأذلاء الضعفاء ، الى الذل والهوان . فيضيع الوطن ، ويُذلّ المواطن . هذا واقعنا الحالي . لكن بالله عليكم ان تصححوني اذا كنت اقول غير الصواب ، ألم نكن أعزاء !؟ الم نكن شرفاء !؟ الم يكُن يُحسب لنا الف حساب !؟ ألم نكن مستورين !؟ ألم نكن مكتفين !؟ ألم نكن محسودين !؟ الم تكن لنا هيبة !؟ ألم يكن لنا احترام خاص !؟

ما الذي حصل !؟ هل تغير شيء جوهري افقدنا توازننا غير سوء الإدارة ، والعمالة ، والخيانة !؟ يا وطني ، يا حبيبي ، كنت عزيزاً فأصبحت ذليلاً . كان يُتكئ عليك ، أوصلوك الى ان تتكئ على ألِدِّ أعدائك . كنت تَهَبْ ، وتُهاب ، وتَهُبّْ ، ويحسب لِهَبَّتِكْ الف حساب ، لنجدةِ أشقائِك . كنت وطناً ، لا موطِئاً لأقدام الأعداء . كنت حُرّاً ، أحالوك عبداً . كان لديك عِزَّةٌ ، وأنفة ، لكنهم رخَّصوك ، وعهروك . كنت سنداً ، فأصبحت عبئاً حتى على مواطنيك . كنت حامٍ لِحماك وحِمى أشقائك ، فاصبحت مُستباحاً حتى من ألدِّ أعدائك ، عدوك الذي يتحين الفرصة للإنقضاض عليك وإنهائك .

يا وطني يا حبيبي ، خانوك ، وباعوك ، وأفقروك ، حتى إستباحك الاعداء . ماذا بقي لديك !؟ أضاعوك حين الجأوك لعدوك . ها هو غاز غزة العِزة المنهوب باعه عدونا المشترك لنا . والإستعمار الإمريكي الجديد جلبناه وبصمنا على استعمارنا واستباحة ارضنا الطهور منهم ومن العدو الصهيوني ، دون قيد او شرط ، ودون تقييد او قيود . والمياة الفلسطينية المسلوبة تقايضناها مقابل تلويث صحرائنا الطهور . وحرس سفارتهم النجِسة قتل الأطهار من الأردنيين ، دون ذنب ، وفي عقر دارنا ، وتخضب تراب الوطن بدمائهم ، وغادرونا ، بعد ان غدرونا ، وكأن شيئاً لم يكن ، فأكرم النتن ياهو القاتل أمام أعيننا ، وعانق القاتل حبيبته غربي النهر كبطل مغوار ، سلّمانه بعد ان لوّث الدار .

لا يأمن عدوه الاّ المُغفل !؟ من يضع مصيره بين يدي عدوه الا الأهبل !؟ من يضع عطش شعبه وظُلمةِ وطنه بيد عدوه !؟ مصيرنا الآن محكوم بكبسة زر ، نعطش ، ويدّْلَهِم نهارنا قبل ليلنا . كيف يحيى الانسان الآن بدون كهرباء ، وماء !؟ سنُشلُّ ، ونُذلُّ ، ونعطش ، ونجوع ، وسيموت العشرات في غُرف العمليات ، وستجف مزارعنا ، اذا اراد العدو ذلك . وستتعطل حياتنا تماماً اذا اراد العدو بكبسة زر . سننعزل عن العالم بكبسة زر في يد ألدِّ أعدائنا .

شكراً جزيلاً للاعلامي الصهيوني القدير المفوه المنتمي لصهيونيته / إيدي كوهين ، على جرأته ومصداقيته ، في إخبارنا عن الخيانات التي تتم في الخفاء وتستهدفنا ، ولا نعلم شيئاً عما يُكاد لنا . فهو أصدق ، وأدق في معلوماته من كل مسؤولينا ، الذين ينفون ، في الوقت الذي يوقِّع فيه الممثلون على اتفاقيات الذل والضياع .

عندما يرمون انفسهم في أحضان الصهاينة ، يعتقدون انهم في مأمن . وينسون ما حصل ليس من زمن بعيد . الم يقتل العدو الصهيوني ابو عمار بالسُّم ، بعد ان حصّل منه ما حصّل ، امام وعود من عباس انه سيوافق على كل ما عارضه عرفات ، شريطة ان يأتوا به رئيساً للسلطة . وقد حصل وقدّم لهم عباس كل ما يريدون بسخاء ، وإفتخار ، دون اي خجل او وجل . لكنهم همّشوه ، واذلوه لانه حسب اعتقادهم لم يقدم لهم كل ما يريدون ، وليس لديهم اي استعداد لان يفهموا انه لم يبق لديه ما يمكنه التنازل عنه ، مع انه عمل على تدجين الكثير من فلسطينيي الداخل ، وهم يودون منه إطفاء جذوة النضال الفلسطيني نهائياً ، ولا يعلمون ان الذين لم يستسلموا من شعب الجبارين عصيون على التدجين ، وانهم سيحررون ارضهم ولو بعد حين ، ولو بالوعد الإلهي .

يا من تؤمِّن الذيب على حلالك ( شوف بعد شوي كيف بتصير حالك ) . حالنا الآن كالذي يُسلِّمُ مفتاح بيته لعدوه . حالنا الآن في اقسى وأقصى حالات الذل والهوان ، فلا كرامة لمواطن ، ولا عِزة لوطن . يا ناس ، يا أردنيين هل تدركوا ان وضعنا الآن : كبسة زر بتذوقنا المر !؟

للخونة ، المتخاذلين من المسؤولين ، أود ان أذكرهم بالنشيد الوطني للعدو الصهيوني الذي لا يزالون يصدحون به في مدارسهم ، ومعسكراتهم ، وحتى في خماراتهم :-
ليرتعد من هو عدوّ لنا / ليرتعد كل سكان مصر وكنعان / ليرتعد سكان بابل / ليخيِّم على سمائهم الذعر والرعب منّا / حتى نغرس رماحنا في صدورهم / ونرى دمائهم تُراق / ورؤوسهم مقطوعة / وعندئذ نكون شعب الله المختار كما اراد .

الاخبار العاجلة