اغلب الضن أن الضوء الأخضر الأمريكي لدخول الجيش التركي الأراضي السورية وبعمق 30 كم هو توريط لتركيا في حرب استنزاف لا يمكن رصد نتائجها، وربما ما فكرت به امريكا سيُدخل تركيا بحرب طويلة يستنزفها ويؤثر على اقتصادها ويكون سبباً للتخلص من حكم التمنية والعدالة والعودة لحكم المعارضة الأقرب للكيان الصهيوني، في المقابل هناك ملامح توافق مبدأي روسي تركي سوري على الاجتياح، والكُل يفكر بتحقيق مصالحه .
وفق المخطط التركي سيتم العمل على نقل ملايين اللاجئيين السوريين من تركيا الى المنطقة الآمنة بعد نجاح المهمة .
روسيا والعراق تخطط للدخول بوساطة بين تركيا وسوريا للترتيب لما بعد الانسحاب التركي من الأراضي السورية، و توطين اللاجئين ومسلحي الجيش الحر في المنطقة الامنة والاستفادة من خدماتهم في حفظ أمن الشريط الحدودي تحت ادارة الحكومة السورية وضمانها لأمن الحدود مع تركيا وعدم عودة المسلحين الأكراد للمنطقة ويصبح موضوع المطالبة بالانفصال في عالم النسيان . .
أما العراق أولاً : لن يسمح للمسلحين الاكراد السوريين للانتقال الى منطقة كردستان العراق ، وثانياً : ستبحث عن حل لمنطقة الحكم الذاتي ووقف المحاولات الانفصالية عن الحكومة الأم بين الحين والآخر ما دام الفرصة سانحة، التوقعات أن المهمة هناك أسهل من الشمال السوري، حبث أن الاكراد هناك يُعانوا من غدر حليف الأمس امريكا الذي تركهم بلا غطاء، لذلك سيصبح الوضع الذي كان مرفوضاً سابقاً مقبولاً الآن، ويعتبر الحل الأمثل، فهم يستحوثوا على منصب رئيس العراق وشركاء في كل المناصب العامة في الحكومة والبرلمان .
اذا استطاعت الدول الأربعة روسيا وتركيا والعراق وسوريا التوافق على الخطوط العامة وضمان حماية تنفيذها، لن يتبقى سوى مناقشة التفاصيل .
المتابع لجلسات والمشاورات في الأمم المتحدة والنتيجة التي توصلوا لها في استخدام امريكا وروسيا لحق النقض الفيتو ضد أي قرار يصدر بحق تركيا، ثم تلاها زيارة قائد قوات الحلف الأطلسي لتركيا وأعلانه عن دعم الناتو لها يوضح أن تركيا ليست وحدها من خطط واتخذ قرار الاجتياح .
النتيجة المتوقعة ، قد يحقق الكل مراده “
– تركيا تكون قد أبعدت المسلحين الأكراد عن حدودها 32 كم وضمان أمنها، وعودة اللاجئين من اراضيها، وزوال عبئ اللجوء عن كاهلها وتتخلص من انتقاد المعارضة لوجودهم على ارضها .
– أما سوريا فستحافظ على وحدة اراضيها، وزوال شبح المطالبة الكردية بالانفصال .
– أما روسيا ف تكون قد حافظت على قاعدتها على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتُثبت لأصدقاءها والعالم مصداقية عالية بالحفاظ على مصالح حلفاءها، حتى ولو اختلفوا فيما بينهم .
– أما الخاسر الوحيد كالعادة فهم الأكراد بسبب تحالف قياداتهم مع أمريكا التي طالما خذلتهم ولم يتعلموا من تجاربهم السابقة .