يعرف “الجيل زد” (Z) بأنه الذي ولد ما بين عام 1996 وعام 2013، وأبرز ما يميز أفراد هذا الجيل هو استخدامهم الواسع للإنترنت في وقت مبكر من أعمارهم، وهم عادة ما يكونون متكيفين مع التكنولوجيا، ومتفاعلين على مواقع التواصل التي تشكل جزءا كبيرا من حياتهم الاجتماعية.
ويطلق عليهم البعض “الجيل الحساس” (generation sensible) لتركيزهم على القضايا الاجتماعية والحياة الصحية، لكن الخبراء يقولون إن الجيل زد قد تفوتهم ثروة من الخبرة الحياتية بسبب موقفهم المفرط الحذر تجاه المخاطرة في الحياة أو التعامل مع الناس.
وهذه هي أهم المشاكل التي يعاني منها هذا الجيل، وذلك اعتمادا على آرائهم هم أنفسهم عن المشاكل التي تواجههم في الحياة.
أهم المشاكل التي تواجه الجيل زد
في كل عام، يسأل موقع “واي بلس” (YPulse ) -وهو موقع متخصص بالجيل زد- عما يعتقدون أنه أكبر مشكلة تواجه جيلهم في الوقت الحالي، وذلك للحصول على فهم أفضل لمخاوفهم ومشاكلهم وقضاياهم.
في عام 2019، احتل تغير المناخ المرتبة الأولى لأول مرة، مما أظهر كيف تؤثر القضايا البيئية بشكل خطير عليهم. وفي عامي 2020 و2021، تصدرت العنصرية ومكافحة التمييز العرقي وفيروس “كوفيد-19” القائمة، وذلك خلال الفترة التي هيمن فيها الوباء والاضطرابات السياسية والحركة المتنامية ضد الظلم والتمييز العنصري الذي يتعرض له الكثير من البشر في العالم.
لكن تقرير “سلوك المواطنة المحلية/ العالمية لعام 2022” (local / global citizenship behavioral report 2022) سأل الشباب مرة أخرى “ما برأيكم أكبر مشكلة يواجهها جيلكم الآن؟” ووجدوا أن هناك شاغلين جديدين يتصدران الترتيب حاليا، وهما: التضخم، والاعتماد المفرط على التكنولوجيا وصولا إلى الإدمان.
وفيما يلي أهم المشاكل التي يواجهها هذا الجيل كما وردت في التقرير، ونقلها موقع “واي بلس”:
التضخم، والاعتماد المفرط على التكنولوجيا، والإدمان، و”كوفيد-19″، والعنصرية والتمييز العنصري، والتواصل الاجتماعي، وأيضا التحدي الاقتصادي، والتغير المناخي-الانقلاب الحراري، والقبول والتسامح واحترام الآراء والاختلافات الثقافية، وكذلك الصحة العقلية، وفرص العمل، وانتشار الجريمة والعنف، والسكن الميسور التكلفة، فضلا عن التنمر، والانفصال الاجتماعي.
هذه هي أهم القضايا والمشاكل التي تواجه هذا الجيل، ولهذا أطلق عليهم العديد من الخبراء ومراكز البحث اسم “الجيل الحساس” كما أسلفنا بسبب تركيزهم على القضايا الاجتماعية والبيئية والصحية والإنسانية، ولكنهم أيضا يعيشون في عزلة حيث يختار العديد من الشباب بشكل متزايد البقاء داخل منطقة راحة صغيرة خاصة بهم، تضم شبكة محدودة من الأصدقاء المتشابهين في التفكير، حيث يكون معظم نشاطهم الاجتماعي افتراضيا عبر الإنترنت، وفقا لخبراء الصحة العقلية كما أوردت صحيفة الغارديان (The Guardian) البريطانية في تقرير لها مؤخرا.
وأضاف الخبراء أنه في حين أن هذا السلوك الحذر يمكن أن يمنحهم مزيدا من التحكم في بعض جوانب حياتهم، فإنه يمكن أن يؤدي أيضا إلى نوع من “القلق الاجتماعي” (social anxiety) عندما يتعين عليهم التفاعل مع الأشخاص في العالم الحقيقي بعيدا عن شبكة الإنترنت.
بعيدا عن الحياة الافتراضية!
وفي هذا السياق، قالت ناتالي فيليبس وهي أخصائية ومعالجة نفسية تعمل مع المراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و25 عاما: “أرى زيادة غير متناسبة في الحالات المتعلقة بالقلق الاجتماعي والقلق المهني والثقة العامة بالنفس وقضايا العلاقات لهذا الجيل، وذلك عندما يكون عليهم التعامل مع الواقع بعيدا عن حياتهم الافتراضية”.
وأضافت المعالجة النفسية في تصريحات للغارديان “إن العديد من الشباب الذين تعالجهم لديهم “مناطق راحة” محددة ومقيدة بدقة لا يكادون يخرجون منها لأنهم يعملون من المنزل، أو يتفاعلون إلى حد كبير مع زملائهم عبر الإنترنت، ولديهم عدد قليل من الأصدقاء الذين لديهم نفس العقلية ويشتركون معهم بطريقة التفكير”.
وأوضحت أنهم “غير اجتماعيين بالقدر نفسه الذي كنا عليه في جيلنا أو الأجيال التي سبقتنا، وهناك خطر من أن يصبح عالمهم متجها إلى الداخل، ويمكن أن يتسبب ذلك في قلق ذاتي دائم فالعالم الخارجي مخيف أكثر بكثير بالنسبة لهم، وذلك لأنهم لا يملكون الخبرة الكافية في التعامل معه”.
وأضافت أن “هذا الاتجاه قد تفاقم بسبب الوباء الذي أدى إلى زيادة عدد الشباب الذين يعملون أو يدرسون عن بُعد، مما زاد من العزلة الاجتماعية لهذا الجيل”.
جيل مهدد بحرب عالمية جديدة!
وبعد، يكبر الجيل زد ويبلغ سن الرشد في وقت يتزايد فيه التوتر والقلق والعنف والحروب الصغيرة والكبيرة في أنحاء مختلفة من العالم، بل وأصبح هذا الجيل اليوم مهددا مع باقي البشرية بحرب عالمية جديدة قد تحرق الأخضر واليابس.
وقد سرعت كل هذه الأحداث من نمو هذا الجيل، فكأنه ولد أكبر سنا من عمره الحقيقي، وأكثر وعيا ونضجا، كما دفعته للاهتمام بقضايا اجتماعية وبيئية وإنسانية كبرى، وهم يحلمون بعالم أفضل لهم ولأولادهم من بعدهم، وربما سينجحون يوما ما في خلق هذا العالم رغم كل قلقهم وتوترهم ومشاكلهم الكثيرة، ولم لا؟ فالغد هو يوم جديد.
المصدر : مواقع إلكترونية