مصداقية الكلمة .. ومسؤولية القلم

26 مايو 2021
مصداقية الكلمة .. ومسؤولية القلم

صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه

زَفَّ لي وجه الخير الأستاذ / ماجد القرعان ، الإعلامي البارع ، المخضرم ، صادق النهج ، حُرُّ القلم والفكر ، النشمي ، صاحب موقع (( صراحة نيوز )) ، زَفَّ لي خبراً أفرحني ، وأسعدني ، وأبهجني ، عندما أبلغني ، بان أحد مقالاتي قد حصل على (( ٨٢,٩٦٨ )) تسجيل إعجاب ، وزادت المشاهدات عن (( ٥٩,٠٠٠ )) مشاهدة ، و (( ٦٣٨ )) تعليق ، و(( ١١ )) مشاركة ، في ثلاثة أيام فقط .

أفرحني ، وأسعدني ، وأبهجني ، وقلت في نفسي ألِهذا الحد وصل تقدير عطائي وانا لم أحترف الإعلام والكتابة !؟ فكيف يمكن ان يكون نتاج قلمي لو انني لم أُحرَم من إحتراف الإعلام منذ تخرجي من جامعة بغداد العريقة صانعة الفكر ، والمجد ، والرجال !؟

كنت اود ان اعرف عدد من يقرأون مقالاتي ، كنت شغوفاً لمعرفة ذلك لكن بسبب خجلي تجرأت وسألت مرة واحدة فقط وعلى استحياء . قيل لي يمكنك قياس ذلك من حجم الاعلانات التي يتم نشرها ضمن المقال . وعند متابعتي وجدت ان عدد الاعلانات يتراوح بين (( ٤ – ٦ )) اعلانات في الغالب ، لكنني وصلت الى قناعة بان ذلك لن يوصلني الى عدد معين . ولأنني شبه أُمي تكنولوجياً ، (( ركنت ربابتي )) وقلت لنفسي خليها على الله . لكن كان لديّ مؤشرات متعددة على انتشار مقالاتي منها :- ١ ) ان صديق عمري المهندس / يوسف محمد الزعبي كان يبلغني بين الفينة والاخرى بان لديه مجموعة من (( الجروبات والبرودكاست )) تزيد عن (( ٣٣٠ )) شخصاً يرسل لهم مقالاتي . ٢ ) صديقي الدكتور / عادل الكركي أخبرني ان لديه عدة (( جروبات )) من اساتذة الجامعات عددهم قد يصل الى اكثر من (( ٣٠٠ )) شخص يزودهم بمقالاتي . ٣ ) إبن أخي الذي أُحب / إيهاب مصلح الملاحمه ، ارسل لي ذات يوم رسالة تحتوي جزءاً من مقال لي ، ولم افهم المقصود ، فسألته ، فأخبرني بانه يتابع نشر مقالاتي لدى الجاليات الاردنية في بلدان الاغتراب . ٤ ) وكذلك حصل مع ابن العم الغالي المهندس / المَهيب علي سالم الطراونه ، واخبرني بانه يجد مقالاتي معاد نشرها من قبل المغتربين الاردنيين في اوروبا تحديداً . ٥ ) كما ارسل لي نسيبنا الذي احترم / محمود أسعد مقالاً لي ، فسألته من اين حصل عليه ، اخبرني ان احد اصدقائه في ايطاليا ارسله له . ٦ ) أما صديقي المحامي الاستاذ / عبدالهادي الكباريتي فقد ابلغني يوماً بان لديه عدداً من المجموعات يُرسل لهم بعض مقالاتي . ٧ ) صديقي المحامي الاستاذ / زهير الرواشدة ، ينشر عدداً من مقالاتي على الصفحة الرئيسية لحزب البعث العربي الاشتراكي الاردني . هذا عدا عن اصدقائي على الوتساب الخاص بي الذين يزيد عددهم عن (( ٤٥٠ )) صديقاً ، وعدا عن متابعي مقالاتي على صفحتي على الفيسبوك الذين يصلون الى أقل قليلاً من (( ٥,٠٠٠ )) صديق .. وغيرهم الكثير .

ما جا اعلاه ، لا يمكن ان يحصل لولا القرآء الكرام الذين يشحذون قلمي وهمتي ، الذين أتشرف بهم . وهذا يُلزمني بشيئين ، اولهما : ان أعاهد القرآء الكرام بانني لن أحيد عن نهجي ، وصدق ورزانة كلماتي ، الذين احترموني لأجلها . وثانيهما : ان يستمر قلمي مدافعاً ومنافحاً عن وطني ، وعروبتي ، وديني ، وقضيتي ما حييت .

الحمد والشكر لله ، انني لا اكتب لغاية شخصية مطلقاً . وان كل ما انشده مما اكتب ان أُبين أماكن الخلل في وطني الصغير ( الاردن الحبيب ) ، ووطني العربي الكبير الذي أعشقه وكنت قد نذرت نفسي له ، أيام كنت قادراً على العطاء والمنافحة من أجله ، وقد دفعت اثماناً غالية وكبيرة ( شقلبت ) حياتي عدة مرات ، لكنني لم ألِنْ ، ولم استسلم ، ولم أضعف ، ولم أقبل المساومة . وانا مازلت فخوراً بذلك ، ولو عادت بي السنون لانتهجت نفس النهج ، دون اي تغيير ، ودون لحظة ندم . شاكراً لإمارات زايد الخير العروبي الأصيل لإحتضانها لي في ذلك الوقت .

ثباتي على مواقفي ، وقناعاتي ، هو ما يميزني ، ويدفع القراء لإحترام قلمي ، ويَعرِف هذا كل من عرفني عن قُرب . لكنني اكره التعصب السلبي ، والتحجر الفكري . وأعشق الانفتاح على الآخر واحترامة . وأُجِلُ الرأي الآخر حتى لو اختلف معي حتى النخاع ، لا يمكن ان يستفزني . ويستفزني شيء واحد وحيد هو استخدام الالفاظ غير اللائقة واسلوب الردح والسب والشتم ، او استخدام لغة التهجم او الإستخفاف . كما انني لا أُحب تشتيت الافكار والقفز من موضوع لآخر ، واحبذ الغوص الى اعماق المواضيع بتركيز شديد .

إبتهجت لانني اطلعت على مصدر لأقيس واعرف مدى صدى قلمي الذي لم يخذلني ، وذاكرتي التي لم تخونني ، ومصداقيتي التي عكست قيمي ، واخلاقي ، ومبادئي التي لم ، ولن أحيد عنها ماحييت .

أتشرف بكل من قرأ لي حرفاً من نتاج قلمي المتواضع ، ومعرفتي البسيطة ، وثقافتي المتواضعة ، هذا اذا تم احتسابي من المثقفين . وأختم ببيت من الشِعر :-
وما مِن كاتِبٍ إلاّ سَيفنى / ويُبقي الدهرُ ما كَتبت يداهُ .
فلا تكتُب بكفِكَ غيرَ شيءٍ / يَسُرُّكَ في القيامةِ أن تراهُ .

الاخبار العاجلة