اما وقد انفض السامرالنقابي وانتهى اجتماع الهيئة المركزية الاستثنائي، ولم تفتح أبواب الاتفاق والتوافق حول تعديل بعض المواد على قانون النقابة ومنها النسبية التي طالبنا بها جميعا ذات يوم ،
فاننا نعيش مرحلة تحتاج الى وقفة حقيقية مع الذات، واقولها بصدق يوم أمس أسدل الستار عن مشهد رافقة الكثير من علامات الاستغراب عند بعض الزملاء وخصوصا ان الكثير من التعديلات تخدم المهنة والزملاء ..
فاين الخلل!!! ولماذا هذا الانقسام !!!
بكل صدق رغم معرفتي بالحقائق على الارض كنت اتوقع أن يلمس الزملاء والزميلات انفراجة جوهرية تعيدُ لنا ماضينا الجميل وتزرع بداخلنا بابا جديدا من الامل ، وخصوصا اننا تعلمنا من كورونا الكثير من الدروس والعبر، فقدنا الكثير من الاحبة والزملاء فلا صوت يعلو فوق صوت الصدق والتسامح والايثار ..
ولكن هي كما هي أُصبنا جميعاً بخيبة أمل سيتبعها وجعٌ يمضي ووجعٌ يأتي، والخيبة أشدّ من الفقد !!!!
فلا عادت الكلمات تعبر ولا حتى النواح على استمرار هذا المشهد النقابي الحزين يغني..
انفض السامر ..ولكن قبل أن ينفض سن اهل الخطابة الحراب لأخذ السبق في إيصال الرسالة الى جموع المهندسين اننا لن نتفق ولن نتوافق ذات يوم..
زميل هنا تحدث فلم يسمع صوته لان للبعض معه عداء ، وزميل هنا تعودنا عليه في الجدال، وزميل اخر مفلس ووجب عليه أن لا يبقى يتحدث بما يزعج الابدان، ولو كنت مكانه لتركت الساحة الى الابد..
أنفض السامروفقدنا البوصلة التي تقودنا إلى مكمن الخلل لأننا انشغلنا بالهوامش التي اصبحت شماعة نعلق عليها كل انواع الفشل، ونسينا أن للفشل مسببات عديدة ومتنوعة،اهما عدم الصدق مع الاخر..
انفض السامر وركزنا على القشور (اعتذر، اسحبها، احنا وهم ،عليهم، احنا الاكثر رح نعلمهم درس، بيضاء خضراء، نمو) وأمسكنا السياط لجلد الاخر وبلا زماله ولا هوادة ولا احترام.. .
انفض السامر .. ولم نناقش أو نطرح الحقيقة التي تسببت في ما نحن عليه اليوم من ويلات نقابية ،فعاد المجتمعون الى قواعدهم بخفي حنين…
في الختام اقول وكما يقول المثل العربي وبعد أن انفض السامر بكل ما فيه( راحت السكرة وجاءت الفكرة) فان اردنا لنقابتنا الخير وان تبقى كما هي عنوان يرسم للوطن مكانته، ويضع للزميل المهندس مرتبته التي نفاخر بها الدنيا ومن فيها ،علينا ان نفهم جميعا أن التحديات القادمة صعبة وتتطلب رجالا بحجم هذه الصعاب، وإن تكررت مشاهد وحوادث وظواهر الاجتماع السابق والتي عنونت بالصحف بالمناوشات والشجارات، ووصفها الجميع بوسائل التواصل الاجتماعي بالالعاب والمسليات، فعلينا وعلى نقابتنا السلام…